كشف خبر


هل تأخرت تونس فعلاََ في شراء الفحوصات السريعة للكورونا؟

20/03/28

مع ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا حول العالم ، تتزايدُ المخاوف تجاه ضعف عدد الفحوصات التي تجرى يوميا، والتي من شأنها أن تحدد أعداد المصابين بشكل دقيق وسريع. 

في تونس أصدرت وزارة الصحة بلاغا بتاريخ 26 مارس 2020، أكدت أنها أجرت منذ تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا 2045 تحليلا جمليا، تتوزع على 20 ولاية.

وتزامنا مع تعالي الأصوات المنادية بضرورة التسريع في إجراء الفحوصات وتكثيفها وحتى البحث عن شراء فحوصات أكثر سرعة من دول أجنبية والتي لا تتطلب وقتا كثيرا لظهور نتائجها، حاولنا في هذا التقرير تتبع مسار بعض الدول المتقدمة نسبيا في هذا المجال، فرنسا واليابان. و ذلك قصد التحقق من تصريحات “الدكتور برهان بلخيرية، التي أدلى بها مساء أمس الجمعة على قناة التاسعة، والمشيرة إلى “تأخر تونس في اقتناء فحوصات سريعة لفيروس كورونا”.

فرنسا اعتمدت الفحص السريع في 16 مارس 2020!

تشير تقارير محلية في فرنسا، إلى أن معدل الفحوصات التي أجريت إلى حدود الثامن عشر من مارس الجاري لم تكن بالضخامة التي توصي بها منظمة الصحة العالمية. حيث تحدث جيروم سالومون ، المدير العام للصحة ، عن “أكثر من 1000 اختبار” يتم إجراؤه كل يوم وفق ما جاء في صحيفة Le parisien. 

على الرغم من البدء في استعمال الفحص الجديد الذي يعد أسرع بعشر مرات من السابق. حيث يسمح هذا الأخير بإجراء حوالي 1000 إلى 1200 اختبار في 24 ساعة.

 تم استخدامه في المختبرات الطبية الفرنسية في ظل ارتفاع أصوات منادية بمزيد توفير  معدات الحماية اللازمة من قبل علماء الأحياء قبل أن يتمكنوا من استعماله.

و وفق الاختبارات التي أجريت على هذا الفحص، فإنه يعد أسرع بعشر مرات من الاختبار السابق ، وقد تم اعتماده في السادس عشر من مارس الجاري.

اليابان فحص سريع في أسواقها الداخلية منذ 21 مارس !

بدأ في اليابان بيع علب اختبار يمكن للشخص العادي أن يستخدمها لكشف الإصابة بفيروس كورونا خلال 10 دقائق فقط. وتقول الشركة الطبية المطورة لهذا الفحص، إن دقته تصل إلى 90%. حيث لا تزال  وزارة الصحة اليابانية تراقب مدى نجاعته وتقف على تقييمه.

فقد طورت مجموعة من الباحثين  اليابانيين هذا الفحص الجديد، والذي يعدٌ وفقًا لهم ، قادرا على توفير نتيجة في غضون 10 دقائق فقط. هذا الفحص السريع من المؤكد أنه سيساعد الأشخاص الذين بدت عليهم أعراض Covid-19 ولكنهم غير متأكدين مما إذا كانوا مصابين أم لا. 

ويمكن أن يساعد أيضًا في تخفيف عبأ المستشفيات التي تجري اختبارات بشكل مستمر في مواجهة تدفق المرضى المتزايد بشكل متسارع.

يخضع هذا الفحص حاليا في مرحلة الاختبار السريري في محافظة ناغازاكي في اليابان. وهو يتطلب أخذ عينة من أنف المريض أو حلقه واستخدام صبغة الفلورسنت للكشف عن وجود الفيروس. 

بمواردها المحدودة..وتتبعا لتطور مسار تفشي الفيروس فيها..تونس هل ستكون أسرع من فرنسا واليابان على سبيل المثال وليس الحصر!

 أقر وزير الصحة عبد اللطيف المكي في تصريح لشمس آف آم، أمس الجمعة، أن التحاليل اليومية  المتعلقة بفيروس كورونا “لن تنزل عن 300 تحليل”.

لافتا النظر إلى أنه “بود الوزارة إجراء تحاليل أكثر  لكنها مرتبطة بالمواد المخبرية”.

كما أكد أن  وزارته اقتنت الكثير من المواد المخبرية وستصل إلى تونس قريبا، مبينا أن السوق العالمية شحيحة في هذا المجال نظرا لانتشار الوباء في كافة أنحاء العالم. على حد تعبيره وإن تقنيات التحاليل الآنية ستصل إلى تونس أيضا قريبا. الخميس الفارط أيضا أكد المكي، خلال أشغال الجلسة العامة في مجلس نواب الشعب، أن وزارته شرعت في اقتناء 500000 ألف تحليل سريع لفايروس كورونا، بإمكانه إظهار نتائج سريعة وفعالة خلال 10 دقائق فقط.

إذن بالنظر إلى ما ذكرناه أعلاه من مثالين عن دولتين متقدمتين بأشواط عن تونس واحدة في أوروبا وأخرى في آسيا. يمكن الاعتبار بأن تونس لم تتأخر عمليا في التحرك لشراء الفحوصات السريعة لاسيما إذا نظرنا إلى التواريخ القريبة التي بدأت تستخدم فيها كل من فرنسا واليابان هذه الفحوصات وهنا نتحدث على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر. الفارق تقريبا لم يتجاوز الخمسة عشرة يوما، فترة بدات تنتشر فيها العدوى الأفقية في تونس خلال الأسبوع الثالث من شهر مارس. مما استوجب التسريع في شراء هذه الفحوصات.

لكن يبق السؤال متى ستصل هذه الشحنة التي أعلن عنها وزير الصحة لا سيما وأن حالات المصابين في الكورونا في ارتفاع يومي ولربما هناك اكثر بكثير غير معلنة بسبب التأخر في إجراء الفحوصات لجميع المواطنين وتوفرها بشكل سلس وسريع، وعدم انتظار يوم كامل لصدور نتائجها. يذكر أن وزارة الصحة أعلنت تسجيل إصابة227 حالة مؤكدة بفيروس كورونا