20/04/13
“عائلتي قدمت من رادس يوم 24 فيفري الفارط إلى منزلنا بحلق الوادي. وهو تاريخ مغاير تماما لما نشرته بلدية حلق الوادي في بادىء الامر! ونتيجة تحليل والدي أيضا صدرت باسم خاطئ، طالبنا إعادة التحليل لكن ما من مجيب!”
بهذه الوقائع أفادت إبنة المتوفى ك.ن “كشف ميديا”، والذي أُعلنَ سبب وفاته في الصفحة الرسمية لبلدية حلق الوادي عبر الفيسبوك على أنها إصابة بفيروس كورونا.
معلومات رسمية غير صحيحة!
ك.ن، أصيل مدينة حلق الوادي، توفي عن سن تناهزٌ 68 عاما في التاسع من أفريل الجاري. رجل عرف بانزوائه عن الاختلاط بأهالي حلق الوادي وانتقاله بصفة متواترة بينها وبين رادس، محل سكناه الثاني.
“لست خائفا على نفسي لكني خائف جدا على تلك الملاك.. ابنة أختك الصغيرة ..عندما تعودين من الغربة كوني قريبة منها ومن والدتها”.
تشير محدثتنا، إلى حرص والدها الفقيد على اتباع سبل الوقاية الممكنة من فيروس كورونا، وتماما مثل باقي العائلة المتكونة من والدها و والدتها وأختها وابنة أختها الصغيرة، منذ قدومهم من رادس في 24 منذ شهر فيفري الفارط وهي على أهبة الاستعداد لمجابهة الفيروس.
“معلومة مغايرة تماما لما ورد في بلاغ بلدية حلق الوادي الصادر بتاريخ أمس 12 افريل الجاري، والتي أوردت فيه أن عائلتي قدمت من رادس بتاريخ 15 مارس الفارط.
بدءً من تحليل الكوفيد-19 وصولا إلى المعلومات الي تضمنها بلاغ بلدية حلق الوادي وتصريحاتها الإعلامية ، يوجد المعلومات المتضاربة والمنقوصة وحتى الخاطئة.
صباح التاسع من أفريل تاريخ الوفاة، خرج الفقيد وكان في صحة جيدة كالعادة للمخبزة لكنه سرعان ما عاد أدراجه بعدما شعر ببعض التوعك في صحته.
“اتصل بي عبر المسنجر وايقظني من النوم، قائلا حان وقت العمل يا صغيرتي نحن في تونس، استيقظنا قبلك بساعتين، كانت يومها نفسيتي منهكة واستفقت فاقدة الرغبة في العمل وأخبرت حتى مديرتي في العمل بذلك. أمر مكنني من الاتصال بعائلتي لحظة بلحظة عبر الكامرا في ذلك اليوم المشؤوم. كنت أشاهد كل التفاصيل وكأنني معهم في تونس وليس في اليونان البلد الذي أعيش فيه حاليا”.
بعدما عاد الفقيد أدراجه من المخبزة،خرج الى السيارة حتى يتفقد بطاريتها، اتصل فجأة بابنته التي تقيم معه في البيت لكنها لم ترد، ثم بأخته ليخبرها أنه يشعر بإغماء شديد، وأنه يتنفس بصعوبة. خرج الجميع هالعين إليه للسيارة، وحاولوا إدخاله إلى البيت لكنه وقع في مدخله مغمى عليه.
تؤكد محدثتنا أنّ والدها توفي في البيت قبل وصول samu، وليس كما ورد في بلاغ بلدية حلق الوادي أن الضحية توفيت في الطريق إلى مستشفى شارل نيكول.
“نعم اتصلت عائلتي ب 190، لكنSAMU لم يأتوا في الإبان، وخوفا على تدهور والدي أنا من اتصل عبر المسانجر بأحد الأصدقاء، الذي ساعدنا في إرسال سيارة إسعاف مجهزة لوالدي من منطقة القرجاني.حاولوا إنقاذه و وضعوا له الأكسجين “.
شهادة محدثتنا تفند رسميا ما جاء في البلاغ المنشور على صفحة لبلدية حلق الوادي، وتؤكد عدم صحة المعلومات الواردة فيه. علاوة على بعض التصريحات الأخرى التي أدلت بها رئيسة البلدية في عدة وسائل إعلام محلية تصب في نفس السياق. حيث أن سيارة الإسعاف التي حملت جثة الفقيد إلى مستشفى شارل نيكول لم تأت إلا بعد برهة من وفاته. وبعد أن اتت سيارة الإسعاف الأولى المذكورة سلفا.
حالة ترقب وفقدان الثقة في السلطات الرسمية!
منذ وفاة الأب والعائلة تسعى لإخراج جثته من مستشفى شارل نيكول ودفنها. إلا أنه في العاشر من أفريل الجاري حاول ابنه أ.ن إخراجه لكن إدارة المستشفى رفضت قبل إجراء التحاليل اللازمة. في اليوم التالي أخبرت غداة المستشفى أ.ن أن تحليله غير موجود. وفي حالة ظهر التحليل سلبي التحليل سلبي، سيتم تشرح جثته حتى يتم التعرف على سبب الوفاة.
في صباح الثاني عشر من افريل عاد ابن الضحية مرة أخرى للمستشفى باحثا عن نتيجة تحليل والده، ليتفاجأ باخباره في بادئ الأمر أن اسم والده غير موجود على المنظومة الرقمية للمستشفى، ثم تم مده بعد برهة من الوقت بنتيجة تحليل لاسم مغاير تماما لاسم والده. جاء فيه اسم ك.ح بدل اسم ك.ن
حاول ابن الضحية طلب إعادة التحليل لوالده، طالما النتيجة باسم مغاير لكنه لم يتلقى أي رد على ذلك. كما أن إدارة المستشفى على الرغم من صدور نتيجة إيجابية حاملة للفيروس اكتفت بطلب التزام جميع العائلة بالحجر الصحي الذاتي لمدة 15 يوم، ولم تطلب منهم إجراء تحاليل فورية. وفق شهادة محدثتنا وأخاها. “أخبرهم أخي أن اللقب خاطىء وكانت الاجابة أن هذه تفصيلة غير مهمة ويكفي أن تاريخ الميلاد صحيح”!
كشف ميديا حاول الحصول على حق الرد من قبل وزارة الصحة، في خصوص صدور نتيجة تحليل بلقب مغاير لاسم الضحية المتوفاة في التاسع من أفريل لكنه لم يتحصل على إجابة دقيقة. مصدر من وزارة الصحة أكد على ضرورة عدم الإفصاح عن هويته، في مكالمة موثقة مع “كشف ميديا” . مشيرا في بادئ الأمر إلى عدم علمه بحالة الكورونا في حلق الوادي، وأنه بعد رجوعه للطبيب المباشر المكلف بمتابعة التحليل أن المعلومة وان صحت فإنه لا يستطيع مدنا بها.
تؤكد ابنة الضحية لكشف ميديا أن الوزارة لم تجري لهم التحاليل إلا بعد ضغط وتدخلات خاصة، وهم اليوم ينتظرون صدور نتائجها. “بتنا نخشى صدور نتائج التحليل والشك يحاوطنا رغم انتظارها بفارغ الصبر، ما حصل معنا من إهمال وتشويه مقصود، أصابنا بخيبة أمل و أفقدنا الثقة في السلطات وعلى رأسهم بلدية حلق الوادي”.
يذكر أن بلدية حلق الوادي، قد نشرت في ساعة متأخرة ليلة أمس12 افريل، فيديو مباشر على صفحتها الرسمية يتحدث فيه صاحبه عن قيام فريق خاص من بلدية حلق الوادي يتعقيم منزل الفقيد، في كشف واضح لهوية الضحية وتشهير جلي يمس من سمعة الضحية وعائلتها دون أدنى احترام لخصوصيتهم.
كما فندت محدثتنا ما جاء في البلاغ المذكور سلفا، وأكدت ان عائلتها في حلق الوادي لم تستقبل أحدا من المعزين ولم يزرهم أحد منذ وفاة والدها.