20/06/16
يزخر الشمال الغربي بطبيعة خلابة تضم محموعة من الغابات والجبال التي قد تمثل ملاذا آمنا لشباب الجهة بغية للاستجمام والاكتشاف. ولعلَّ مدينة مكثر من ولاية سليانة لها نصيب هام من هذه الثروة البيئية.
عمر غديرة، 20 سنة أصيل مكثر، كسرَ منذ الأيام الأولى للحجر الصحي العام، الحصار المفروض عليه بطريقة مبتكرة. متوجها إلى غابة عين أسامة للتخييم. تأثرا بيئته الجبلية، كانت وسائل الترفيه لعمر اثناء فترة الحجر الصحي مختلفة. يؤكد لـ” ـكشف ميديا” إن حبَّه للمغامرة والاكتشاف، لم يمنعه من احترام القواعد الصحية اللازمة للتوقي من فيروس كوفيد-19.
السادسة صباحا توجه عمر نحو غابة “عين أسامة” بمدينة مكثر. توقف قليلا لشراء بعض اللوازم للطبخ بميزانية لا تتجاوز 10 دنانير، تكفيه لقضاء يومه. إختيار مكان لنصب الخيمة التي يقضي فيها الوقت، كانت الخطوة الأولى. حيث استقر في مكان ظليل وسط الغابة التي نادرا ما يمر شخص منها. الخيمة جاهزة ومكان الجلوس أيضا.
يقول عمر “لا يهم إن كان هناك حجر صحي شامل ولا خوف من اقفال المطاعم. وأنت في حضرة الطبيعة يجب أن تعتمد على مهارتك في الطبخ وإن كانت متواضعة، هنا تكمن اللذة في التخييم، التعويل على الذات “. جمعَ الحطب الذي يكفيه للتخييم وبدأ بإشعال النار.
بعض من الخضار وقليل من الدجاج و خلطة بسيطة من البهارات المنزلية بدأت تفوح رائحة أكلة بسيطة، تطهى على نار هادئة في حين يستلقي عمر في خيمته بعيدا عن ضوضاء المدينة و مخاوف العدوى.
التجأ عمر إلى للتخييم للتخلص من الضغوطات النفسية التي فرضها الحجر الصحي و وجد نفسه في الطبيعة دون قيود. أكد لـ ‘كشف ميديا’ أن الإقبال على التخييم قد تضاعف في فترة الحجر الصحي و أدَّى إلى اكتشاف أماكن جديدة ورائعة في مدينة مكثر في ظِل غياب وسائل النقل بين المدن.
عمر لم يكن وحيدا في هذه الأجواء فقد جذب اصدقائه لممارسة هذا النشاط و أصبحوا يقضون أيام عديدة سويا في الجبال و الغابات بعيدا عن الروتين اليومي ناجين بأنفسهم من خطر التجمعات وتفشي العدوى. فقد وجدوا في التخييم مفرا لهم من أعباء وضغوطات كثيرة. العمل الذي خسره بعضهم بسبب الحجر والدراسة التي توقفت لآخرين. لكنهم في بعض الأحيان يتعرضون لمضايقات من قبل حراس الغابات، نظرا لغياب أماكن و أطر قانونية لممارسة هكذا نشاط