21/03/29
“وزارة الصحة مقصرة في رسم استراتيجية اتصالية تسمح بإيصال المعلومة لكل فئات المجتمع حتى يحظوا بنفس الفرصة للتسجيل ولتلقي التلقيح كذلك”.
عند وصولنا إلى مدرسة علوم التمريض المقر الذي خصصته وزارة الصحة كمركز جهوي للتلقيح المضاد “كوفيد 19” بسيدي بوزيد، لم يكن عدد المتواجدين فيه 20 شخصا. بين نساء ورجال مسنين وعدد من مهنيي قطاع الصحة ، يظهر عدد الوافدين على المركز لتلقي الجرعة الاولى من التلقيح ضئيلا مقارنة بعدد السكان بالجهة.
وضع المشرفون على المركز مخطط سير و وقوف واضح يتبعه كل مواطن/ة بداية من الاستقبال والتثبت من التسجيل وصولا إلى التلقيح والخضوع لمدة 15 دقيقة للمراقبة ثم مغادرة المركز من خلال علامات توجيهية خاصة .
ولربما يفسر هذا الإقبال الضعيف على مركز التلقيح بسيدي بوزيد بغياب المعلومة الدقيقة وتعثر وصول استراتيجية اتصالية لوزارة الصحة لمواطنيها، حيث لا تزال الأمور المتعلقة بالتسجيل لتلقي الجرعة الأولى من تلقيح كوفيد-19 لدى أغلب المواطنين في ولاية سيدي بوزيد ضبابية وغير مفهومة. وهو ما تبينه الأرقام المسجلة سواء للذين تلقوا التلقيح أو المسجلين لتلقي الجرعة الاولى من التطعيم ضد الفيروس في ولاية سيدي بوزيد.
حيث بلغَ عدد الذين تلقوا الجرعة الأولى من تلقيح المضاد لفيروس “كوفيد19” 759 فردا من مهنيي/ات قطاع الصحة والمسنين، في ولاية سيدي بوزيد وفق ما أفاد به المنسق الجهوي للحملة الوطنية للتلقيح ضد “كوفيد 19” رفيق نصيبي، لـ”كشف ميديا. وذلك منذ انطلاقها يوم 13 مارس.
كما بلغ عدد المسجلين في منظومة “ايفاكس” للتمتع بالتلقيح ضد فيروس “كورونا” 700 مسجل من بين حوالي 2400 من مهنيي قطاع الصحة في ولاية سيدي بوزيد، فيما بلغ العدد الجملي للمسجلين لتلقي التلقيح ضد الفيروس في ولاية سيدي بوزيد حوالي 10 آلاف شخص من مجموع سكان يقدر بحوالي 450 ألف ساكن في الجهة.
ألفة خصخوصي، 28 سنة، إحدى متساكنات سيدي بوزيد قالت إنها “مازلت متخوفة من تلقي التلقيح لان نتائجه الصحية لم تثبت على مستوى دولي ولا علم للجميع بمدى نجاعتها حتى نطمئن لتلقي التلقيح، بالاضافة إلى قلقها بشأن الأعراض الجانبية التي ظهرت لعدد من الأشخاص إثر التلقيح وهي أمور مخيفة على حد تعبيرها”.
وبلغ عدد المسجلين على منظومة evqx.tn إلى حدود كتابة هذا المقال 744326 شخصا، والعدد الإجمالي للملقّحين . وتتواصل الحملة الوطنيّة للتلقيح ضدّ فيروس كورونا بتاريخ أمس الأحد 28 مارس 2021 ليومها السادس عشر على التوالي في مختلف مراكز التلقيح الـ 25 المنتشرة بكامل ولايات الجمهورية وفق الإستراتيجية الوطنية للتلقيح المتّبعة من قبل وزارة الصحة.48653
أما أماني خشناوي، 25 سنة، قالت إنها “لم تسجل للانتفاع بالتلقيح المضاد لـ “كوفيد-19” وترفض التسجيل لتلقيح أبويها المسنين الى أن تتضح المعلومات الخاصة بالتلقيح، وعابت على وزارة الصحة تقصيرها في رسم استراتيجية اتصالية تسمح بإيصال المعلومة لكل شرائح وفئات المجتمع حتى يحضوا بنفس الفرصة للتسجيل ولتلقي التلقيح كذلك.
رابح زعفوري موظف بالصحة العمومية وكاتب عام المنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أكد أنه قام بالتسجيل في برنامج التلقيح ضد فيروس “كوفيد-19” وينتظر وصول الرقم السري الخاص به، وبيّن أن الإقبال عن التلقيح الى حد اليوم ضعيف، ووجه دعوة للناس وحثهم على الإقبال على التسجيل وتلقي التلقيح تناغما مع مجهود الدولة واستغلال هذه الفرصة للحفاظ على صحة الافراد وصحة عائلاتهم ومختلف المواطنين في محيطهم على تعبيره.
الممرض أول محمد فوزي عبد اللاوي، ىالادارة الجهوية للصحة بسيدي بوزيد خضع للمراقبة ربع ساعة إثر تلقيه الجرعة الأولى من التطعيم بالمركز الجهوي للتلقيح ضد “كوفيد 19″، وقال أنه تلقى التلقيح للتو ومقتنع بأن التلقيح ذو فوائد كبيرة لحمايته وحماية أقاربه ومحيطه ومن الأفضل أن يعمل الجميع على الانتفاع بالتلقيح.
ومن جانبه،أكد رفيق نصيبي المنسق الجهوي للحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس “كورونا” بولاية سيدي بوزيد أنه يوجد عدد كبير من المواطنين الذين تخلوا عن مواعيد تلقي الجرعة الاولى من التطعيم ضد فيروس “كورونا” سواء من مهنيي قطاع الصحة أو من المواطنين العاديين وفسر ذلك بأن “المواطنين مازالوا لم يكونوا فكرة صحيحة على موضوع التلقيح ومازالوا خائفين وهم في مرحلة تجربة الى حين يتلقى احد الاشخاص في محيطهم التلقيح ليطمئنوا”.
وأضاف “نرجو أن يقتنع المواطن بأهمية التلقيح ذلك أن بلدان أخرى انطلق فيها التلقيح منذ أشهر وسارت الأمور فيها بشكل طبيعي”.
وأكد أن الإقبال على التلقيح في الأيام الاولى كان ضئيلا ضعيفا ولكن الاسبوع الثاني شهد تطورا وأصبح الإقبال على تلقي التطعيم ضد فيروس “كورونا” مقبولا.
وعلى الرغم من دعوة كل العاملين في قطاع الصحة للمساهمة في نشر المعلومة عبر التواصل المباشر مع المواطنين في مراكز الصحة الأساسية والمستوصفات في كل المعتمديات و تعليق لافتات تحتوي على مكان المركز والطرق المتاحة للتسجيل وحتى عبر وسائل الإعلام. يبقى الإقبال ضعيفا في سيدي بوزيد.
يذكر أن عدد الأشخاص الذين حدثت لهم مضاعفات إثر تلقي التلقيح لم يتجاوز 13 من مجموع 759 شخص، وكانت الأعراض بسيطة تمثلت في أوجاع في موضع التلقيح أو ارتفاع في ضغط الدم جراء الخوف ووجهت 3 حالات من بينها الى المستشفى وغادروا في وقت لم يتجاوز النصف ساعة وهم في وضع صحي جيد.