21/05/27
يعيش أفراد مجتمع الميم.ع+ في كثير من البلاد العربية ومن بينها تونس وسط بيئات معادية كثيرا لخياراتهم الجندرية ولميولهم الجنسية ممَّا يجعلهم دائما مقحمين في معارك يومية من الدفاع عن النفس وحمايتهاَ من كل أشكال الاعتداءات التي قد تطالٌ أجسادهم ونفسياتهم على حد السواء. إلا أن الحالة النفسية لأفراد مجتمع الميم ومعاناتهم مع الاعتداءات ورواسب الانتهاكات التي يتعرضون لها، هي المعركة المؤجلة التي عادة ما يرفضون الخوض فيها أو الحديث في شأنها.
ومجتمع الميم.ع هو مصطلح يختصر مثليو/ات الميول الجنسية، ثنائيو/ات الميول الجنسية، العابرين/ات جنسياً، اللاجنسيين/ات، المتحررون/ات جنسياً Queer، وكل من ينتمي إلى الأقليات الجنسية بشكل عام)
لأجل ذلك اختار “اتحاد” إطلاق حملة مناصرة رقمية عابرة للحدود بعنوان “مش عيب” في تونس، و “ماعيب” في دون مصر والأردن والسودان، يقودها كل من منظمات “دمج للعدالة والمساوا” و موزاييك مينا” و “ظلال الابنوس” و”ميم مسلم” و” ميديا آرتس”. وتنشط هذه المنظمات في تونس ومصر ولبنان والسودان. وتسعى حملة “مش عيب” إلى التشجيع على الولوج لحق الصحة من الجانب النفسي للمجتمع الكويري.
ويصرح أحد منظمي الحملة عن منظمة “ظلال الابنوس” العاملة في السودان لـ”كشف ميديا” ان الحملة دارت حول الصحة النفسية وكيفية ارتباطها بالجمهور العام ومقدمي خدمات الصحة النفسية لمجتمع الكوير ، مع التركيز على إزالة وصمة العار حول الصحة النفسية والطريقة الصحيحة للتعامل مع مريض مثلي من طرف مقدم خدمة الصحة العقلية ولتشجيع أعضاء الكوير على طلب رعاية الصحة العقلية.
إذ يعاني العديد من أفراد المجتمع الكويري من الصدمات النفسية والمواقف السيئة التي تعترضهم بسبب ما تعتبره مجتمعاتهم اختلافا في الهوية الجندرية وبسبب رفض هذه المجتمعات لإعلانهم صراحة عن ميولهم الجنسية المخالفة “للطبيعة” او العلاقات الجنسية الثنائية المتعارف عليها بين الجنس وضده، أي رجل وامراة.
ولربما لا يبين الرسم أعلاه كل المشاكل النفسية والعقلية التي قد تواجه أفراد مجتمع الميم ع، لكن وجب التنويه إلى أن الإقدام على الانتحار هو من بين أكثر النتائج خطورة على فئة كبيرة من مجتمع الميم.ع بالأخص الشباب.
أحمد التونسي عابر جندري، يخبرنا بأنه فكَّر في الانتحار أكثر من مرة بسبب إنسداد الأفق أمامه وعدم قدرته على حصوله على فرصة في المجتمع التونسي.
أنا لم أفكر فحسب با أقدمت في مرة على الانتحار وكنت سأودي بحياتي للتهلكة لولا أصدقائي الذين أنقذوني في اللحظة المناسبة. وجودهم بجانبي وخوف الجميع علي أعانني كثيرا على تجاوز محنتي.
أحمد التونسي خاض تجربة الإنصات لدى أخصائية نفسية في جمعية دمج وشعر على إثرها بتحسن كبير في الفترة الأخيرة وشجع جميع أصدقائه من المجتمع الكويري على فعل نفس الشيء
ويعتبر الانتحار والميول الانتحارية من أكبر المشكلات الخطيرة بالنسبة لأفراد مجتمع الميم عموما والكويري خصوصا. بالمقارنة مع نظرائهم الذين لا ينتمون لهذا المجتمع.
إذ أن إقبالهم على محاولات الانتحار يزداد بشكل كبير وفق ما ترصد عديد منظمات مجتمع المدني العاملة في مجال الدفاع عن الحريات الفردية.
الراحلة سارة حجازي وهي ناشطة كويرية مصرية أقدمت على الانتحار في 14 جوان/يونيو سنة 2020 بعد تجربة مريرة ‘لى إثر دخولها إلى السجن وتركت عقب رحيلها رسالة مؤثرة جدا، وأثرت حتى على أفراد المجتمع الكويري ومن بينهم محدثنا أحمد التونسي. الذي يصرح لـكشف ميديا أنه عاش فترة نفسية سيئة على إثر موت سارة وكان يخشى أن يلقى نفس المصير بسبب استحالة التعايش في المجتمع التونسي نظرا لهويته الجندرية ولميله الجنسي.
ويؤثر رهاب المثلية الجنسية أو الفوبيا من المثليين وغيره من أشكال الكراهية أو العنف على الصحة العقلية للأفراد في مجتمع الكويري ويجعلهم دائما عرضة للصدمات النفسية. هذا بالاضافة إلى الوصم الاجتماعي وآثاره البليغة علىهم.
لأجل ذلك تهدف حملة “مش عيب ” إلى زيادة الوعي العام لدى المجتمع الكويري بضرورة رعاية الصحة النفسية، والبدء في التعبير والإفصاح لكسر المحرمات التي تمنع الوصول إلى خدمة الصحة العقلية والنفسية. كما تهدف الحملة إلى فتح نقاش بين مقدمي الخدمات والأفراد المثليين لتسليط الضوء على قضايا المثليين.
حملة مش عيب الرقمية قامت بالأساس على نشر شهادات عبر مقاطع فيديو و احصائيات واستطلاعات رأي قبل الحملة وبعدها حول المشاكل النفسية لمجتمع الكوير.
كما تم تنظيم حلقات نقاشية ما بين اخصائيي/ات اطباي طبيبات الصحة النفسية وأفراد من مجتمع الميم.علمناقشة مشاكل تخص أفراده في زمن البحث والولوج إلى خدمات الصحة النفسية والتحدث عن تجاربهم/ن الشخصية والقوانين الحالية والموقف الاجتماعي في مايخص الصحة النفسية لمجتمع الميم.ع في تونس
وتجدر الإشارة إلى أن “اتحاد” المشرف على إطلاق هذه الحملة، هو تحالف لعدد من منظمات المجتمع المدني يخطط وينفذ مشاريع مشتركة في مجال المناصرة بهدف دعم حقوق مجتمع الميم-عين. ويضم “اتحاد” المؤسسات التالية، ويسعى دوما لتوسيع هذه القائمة:
المؤسسة العربية للمساواة والحريات- لبنان، أطياف مصر، أمان – الأردن، بداية – مصر حلم – لبنان، دمج – تونس، رينبو ايجيبت – مصر، ظلال الأبنوس – السودان، مساحات – مصر والسودان، موجودين – تونس، موزاييك – لبنان، م مسلم – مصر-هيفن فور أرتستس – لبنان وMedeArt- الأردن