كشف صحي


الفطر الأسود” هل له علاقة بكوفيد-19 ؟”

21/05/29

أصبح الحديث عن مرض “الفطر الأسود”  في صدارة المواضيع التي يتداول بشأنها مستعملو مواقع التواصل الاجتماعي عشرات المعلومات، وقد انتشرت في الأثناء عدة أخبار ومعلومات زائفة عبر تدوينات زادت من مخاوف المواطنين من الفيروس وحتى التلقيح.

ولعل أبرز الأخبار المتداولة تتمثل في أنه “وباء جديد فتاك لا ينجو منه أحد وقد يخلف اعاقة بصرية لمن ينجو منه، علاوة على أنه سلالة جديدة من كوفيد-19 وتنتشر هذه الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة دون أن يطرح سؤال مدى صحة هذه الأخبار.

في هذا المقال تتحقق  كشف ميديا  من مدى صحة هذه الأخبار المتداولة عن “الفطر الأسود”، وتفسر للقارئ بعض المفاهيم العلمية في هذا الشأن

هل له علاقة بفيروس كوفيد-19؟ 

الفطر الأسود أو الفطر العفني “ميوكورمايكوسيس” (black fungus)، ويعرف أيضا باسم “فطار الغشاء المخاطي” (Mucormycosis)” وهو عدوى فطرية تتسبب في ظهور بقع سوداء في البشرة إذ تصيب المريض بضعف في النظر، وصعوبة في التنفس مصحوبة بآلام في منطقة الصدر.

وهو مرض يصيب بشكل سريع الأنسجة المخاطية خاصة بالأنف والجيوب الأنفية والرئة والعين، وتأخر التشخيص الصحيح وتأخر العلاج في المراكز المتخصصة يؤدي إلى تفاقم المرض على المصاب به.

ويرتبط هذا المرض ارتباطا وثيقا بحالات ضعف المناعة. وهذا ما يفسر ارتباطه بوباء كوفيد-19 حيث أن زيادة استخدام أدوية بعينها في جائحة “كوفيد-19” لكبح الجهاز المناعي قد يكون السبب في زيادة الحالات وفق ما يراه مختصون في علم المناعة.

ويجدر الاشارة الى ان الحديث عن الفطر الأسود في الأيام الأخيرة تزامن مع إعلان الهند رصد انتشار متسارع للمرض ضمن المصابين والمتعافين من فيروس كوفيد-19. حيث أعلنت الهند عن 8800 حالة اصابة بالفطر الاسود بتاريخ 23/05/2021. بينهم من تعافوا او في طور التعافي من فيروس كوفيد-19. وهو ما يفسر ربط مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الفطر الأسود بفيروس كوفيد-19 معبرين عن خوفهم من انتقال العدوى من الهند نحو بلدانهم.


اقرأ أيظا


هل هو حقا وباء جديد؟  

انتشر بصفة كبيرة الحديث عن الفطر الأسود في الأيام القليلة الفارطة و تداوله مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على أنه “وباء جديد يجتاح العالم” وهو ما أثار مخاوف رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

في حقيقة الأمر عدوى الفطر الأسود ليست جديدة ولا يمكن وصفه بالوباء لأن معدل انتشاره لم تصل الى الدرجة التي تجعلنا نصفه بالوباء حتى في الهند نفسها. حيث تعرف منظمة الصحة العالمية الوباء بأنه مرض يصيب عدة أشخاص في نفس الوقت وينتشر من شخص لآخر في بلد معين في وقت معين.

ويتحول الوباء إلى جائحة أو وباء عالمي إذا انتشر في عدد من البلدان حول العالم في ذات الوقت. وذلك هو الحال مع فيروس كوفيد-19.

كما تحدث مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في تدويناتهم عن نسب عالية من الوفيات بالفطر الأسود وهناك من يروج إلى أن نسبة الوفيات بهذا المرض  تصل الى 100%. 

يدخل الفطر الاسود الى الجسم عن طريق الجهاز التنفسي، وينتشر في الرئتين والعين والأنف والفم وقد يصيب ايظا الدماغ. ويعالج بالحقن الوريدية المضادة للفطريات اذا اكتشفت الاصابة مبكرا. لكن إذا تم اكتشاف الإصابة متأخرة لا يكون امام الاطباء الا التدخل الجراحي لمنع وصول الفطر الى الدماغ ويمكن استئصال العين أو الأنف أو الفك.

هل هناك اصابات في تونس؟

وتؤكد الدكتورة المختصة في الأمراض الجرثومية، ريم عبد الملك، أنه تم تسجيل نوع من مرض الفطريات في الرئة لدى أشخاص استعملوا مضادات حيوية بطريقة مكثفة، مشيرةً إلى أنه لم يتم الى حد اللحظة تسجيل إصابات بمرض الفطر الأسود.

وأوضحت عبد الملك، أن أعراض هذا المرض تتمثل أساسا في احمرار في الوجه والشعور بآلام في الرأس إضافة الى ارتفاع درجة الحرارة وانتفاخ و سواد في بعض المناطق من الوجه أو سيلان دم اسود من الأنف، محذرةً من خطورة هذا المرض الذي تتعكر بسببه الحالة الصحية للمصاب به في 24 ساعة و يمكن ان يؤدي الى وفاته، وفق قولها.

الدكتور أمان الله المسعدي عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كوفيد-19 قد أكد بدوره في تصريح لكـ”كشف ميديا” عدم تسجيل أي حالات للاصابة بالفطر الأسود في تونس، ودعا إلى مواصلة توخي الحذر بتطبيق إجراءات الحماية من خطر عدوى كوفيد-19 الفيروس الذي يحاصر التونسيين في الوقت الحالي. كما أكد محدثنا أن موضوع الفطر الأسود غير مطروح حاليا صلب اهتمامات اللجنة العلمية.

وبتحديث معلومات هذا المقال في جويلية 2021 يذكر أنه تم تسجيل أول إصابة بالفطر الأسود فس تونس

حيث أعلن الدكتور، رمزي المعتمري، عن تسجيل أول إصابة بمرض “الفطر الأسود” بالبلاد، في مستشفى الجامعي سهلول في 31 جويلية 2021 .وكشف رمزي المعتمري، الطبيب المشرف على عملية جراحية خضعت لها مواطنة ، بقسم الفك والوجه بالمستشفى الجامعي سهلول، عن تأكد إصابة المواطنة المذكورة بـ”الفطر الأسود”.

أنتج هذا العمل بدعم من منظمة « صحافيون من أجل حقوق الإنسان » الشؤون الدولية/كندا