كشف صحي


في سيدي بوزيد: كوفيد-19 يتحرك بسرعة قصوى وحالة المستشفيات الكارثية بعيدة عن مرمى وزارة الصحة

21/06/15

وصف تقرير الادارة الجهوية للصحة بسيدي بوزيد الوضع الوبائي بالـ “خطير جدا” والـ “حرج جدا” حيث تجاوزت نسبة الحالات الايجابية يوميا 44 بالمائة، متجاوزة بذلك المعدل الوطني المقدّر بـ حوالي  24 بالمائة من نسبة التحاليل اليومية الايجابية، كما تجاوزت كل المستشفيات بالجهة طاقة استيعابها القصوى، في ظلّ صعوبة التكفل بالحالات الخطرة بالمستشفيات الجامعية خارج الولاية، وصعوبة التزود بالاكسيجين الطبي. وهو ما يبين غياب سياسة صحية عامة لدعم المستشفيات الجهوية.

وسجلت ولاية سيدي بوزيد يوم الثلاثاء 15 جوان حالتي وفاة و121 اصابة جديدة بفيروس “كورونا”، وفق ما أفاد كاهية مدير الصحة الأساسية بالإدارة الجهوية للصحة بسيدي بوزيد بشير السعيدي، ليرتفع العدد الجملي للإصابات منذ بداية انتشار فيروس كوفيد-19 بولاية سيدي بوزيد الى  11359 إصابة مؤكدة من بينها 334 حالة وفاة و 10232 حالة شفاء.

وتم إيواء 15 حالة  جديدة بمستشفيات الجهة يوم أمس الاثنين فأصبح العدد الجملي للمقيمين بالمستشفيات 83 مصاب من بينهم 58 حالة بالمستشفى الجهوي و6 حالات بالمستشفى المحلي ببئر الحفي و9 حالات بمستشفى الرقاب و5 حالات بسيدي علي بن عون و5 حالات بالمكناسي.

مشاكل قطاع الصحة بسيدي بوزيد فترة انتشار كوفيد-19  تتمثل في محدودية طاقة انجاز التحاليل المخبرية مقارنة بالعينات المرفوعة ومحدودية أسرة الإنعاش في ظل ارتفاع الحالات الحرجة ونقص أسرة وتجهيزات الأكسجين مقابل ارتفاع عدد الحالات التي تستوجب الإيواء، وكثرة استهلاك وسائل الوقاية والحماية ومواد التعقيم وانعكاسها السلبي على ميزانيات المستشفيات.

إذ  أفاد مدير المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد عادل السعيدي  أن المستشفى الجهوي يعيش حاليا فترة الذروة في إيواء مرضى “الكوفيد 19” وقد وصل المستشفى منذ أكثر من أسبوع طاقة الاستيعاب القصوى. 

كميات الأكسيجين التي كانت متوفرة منذ بداية انتشار فيروس “كورونا” مكنت المستشفى الجهوي من تهيئة حوالي 44 سرير لإيواء مرضى الكوفيد لكن مع تطور الضغط اضطر المستشفى لقبول 55 مريض مقيم بوحدة إيواء مرضى الكوفيد. وكان الإشكال هو عدم جاهزية  شبكة توزيع الأكسيجين الطبي غير قادرة على استيعاب والاستجابة لاستهلاك عدد أكبر من المرضى وهو ما تطلب عدة تدخلات أنجزت من بينها تغيير خزان الأكسيجين الطبي من خزان بسعة 3000 لتر الى خزان بسعة 10 آلاف لتر. 

وأكد أنه تم تجاوز طاقة استيعاب المستشفى ذك أن عدد الإصابات في تصاعد يوميا ولا يقدر المستشفى إلا على استيعاب 55 مريض. ويتم توجيه بقية المرضى إلى مؤسسات صحية في ولايات مجاورة مع أن عملية تحويل المرضى الى جهات مجاورة أيضا عملية صعبة نظرا لان الضغط يشمل كل الولايات والحل المنتظر في ولاية سيدي بوزيد والذي من شأنه أن يقدم الإضافة هو الانتهاء من أشغال قسم الكوفيد 19  الجديد الذي من المنتظر أن يدخل حيز الاستغلال قريبا .

واعتبر الطبيب المختص في أمراض الكلى والمجاري البولية بالمستشفى الجهوي بسيدي بوزيد أنيس قمودي، أن الوضع الصحي في سيدي بوزيد صعب للغاية ذلك أنه منذ البداية لم تتوفر للجهة الامكانيات لمقاومة وباء بهذا الانتشار وهذه القوة وسيدي بوزيد حاليا في الموجة الرابعة لانتشار الفيروس والعدوى سريعة  وعدد المصابين الوافدين على المستشفى كبير، وأضاف انه لا صحة لما يروَّج بخصوص أن المرضى يموتون في الشارع ولا صحة لما يروج حول العجز عن اسعاف المرضى الا أن الوباء فعلا قد انتصر على المؤسسات الصحية رغم مساعدة المجتمع المدني ذلك أن البنية التحتية الصحية أو الاجتماعية غير متوفرة لمقاومةوباء ينتشر على امتداد حوالي عام ونصف. 

أعوان الصحة والأطباء والممرضين في سيدي بوزيد قد وقعوا بين مطرقة الوباء وسندان المجتمع الذي يطالب بتوفير خدمات رغم عدم توفر الارضية  والبنية التحتية بالمستشفى الجهوي بسيدي بوزيد لتوفيرها، والمواطن يطالب بحقه في الصحة ذلك أن الوباء خطير ويسبب هلاك آلاف المواطنين. 

ووصف محدثنا  الوضع الصحي في سيدي بوزيد ب “الكارثي” من حيث اصابة عدد من أعوان الصحة ونقص بشري والإدارة لم تقم بالتحضيرات اللازمة لتوفير البنية التحتية والموارد المالية وتبرعات التي قدمت خلال  الموجة الأولى فقدت، والبنية التحتية مهترئة من قبل الوباء  حيث أن المصعد لا يعمل والمخبر لا يعمل  ولا وجود لأطباء اختصاص أشعة وتصوير  وعدد الأسرة غير كاف وغير منظم  لتقديم خدمات لولاية  تضم حوالي 600 ألف ساكن والادارة غير متجاوبة مع العمل الكبير الذي يقوم به الاطار الطبي والشبه طبي وبقسم الكوفيد لا يوجد أي عون نظافة ومفتوح أمام العالم الخارجي دون توفير حراسة.

ووصف كاتب عام نقابة أعوان الصحة بسيدي بوزيد عبد الستار حفظوني أن الوضع الصحي في سيدي بوزيد “كارثي” وذلك جراء عدة عوامل أهمها النقص الفادح في متطلبات العمل وهي نقص المعدات  والاطار الطبي وشبه الطبي في الجهة رغم مطالبة النقابة عديد المرات من الوزارة  في لقاءات من الوزير الحالي والسابق وتقديم ملف متكامل يشمل مختلف النقائص الموجودة في مختلف المستشفيات بكل المعتمديات لتدعيم قطاع الصحة بسيدي بوزيد ولا زالت الجهة تنتظر.

يتوجب على الدولة أن تأخذ بزمام الأمور في الجهة وتعتبر ولاية سيدي بوزيد جزء من تراب تونس وتراجع الخارطة الصحية في البلاد إذ أنه من غير المعقول أن تتواجد  في ولاية واحدة 3 مستشفيات جامعية في حين لا يوجد في ولايات  الوسط والجنوب مستشفيات تنهض بقطاع الصحة وأصبح توفر مستشفى جامعي “أمنية”.

وأشار الى أنه في ظل تزايد عدد المصابين بفيروس “كورونا” وارتفاع عدد الموتى في كل المعتمديات لا بد من تدعيم قطاع الصحة بسيدي بوزيد تدعيما فعليا ماديا و التجهيزات و إطارات طبية وشبه طبية ذلك أن الإطارات الطبية وشبه الطبية في الجهة تعاني وقد تعبوا وأصيبوا أيضا بالفيروس. 

وأكد الحفظوني  أن أعوان الصحة يبذلون كل المجهودات والنقابة توعي أعوانها وتحسسهم ليقدموا خدمات صحية لأهلهم وأقاربهم في الجهة ومطالبين بعدم التقصير في إسعاف كل مريض وما يقدم من خدمات هو مجهود وامكانيات قطاع الصحة في الجهة.

على الرغم من أن حالة المستشفيات العمومية في ولاية سيدي بوزيد مهترئة وتفتقر لعشرات التجهيزات إلا أن كوفيد-19 فاقم من الأزمة وبين ضعف سياسة وزارة الصحة في التسيير والإصلاح التي من المفترض أن توجه أساسا للجهات المهمشة.

بقلم كوثر الشايبي

إشراف عام خولة بوكريم

أنتج هذا العمل بدعم من منظمة « صحافيون من أجل حقوق الإنسان » الشؤون الدولية/كندا