+ كشف


حي الأنس في صفاقس: المهاجرين لم يبدؤٌوا بالعنف وما حدثَ هو شجار بينهم وبين الأهالي /شاهد عيان

21/06/16

ق.ب

ما حدث في حي الانس بصفاقس بين مجموعة من المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء و مواطنين من أهالي المنطقة ليلة الثالث عشر من جوان الجاري  لم يكن مجرد حادث عرضي .اذ يبدو أن المسالة أعمق من مجرد شجار بسبب رفض أهالي المنطقة تسويغ شقق للكراء لهؤلاء المهاجرين، تحول فيما بعد الى تبادل للعنف وصل حد تهشيم واجهة إحدى المقاهي الموجودة هناك.

يصل معظم المهاجرين من دول جنوب القارة الأفريقية  بشكل غير نظامي، وعادة لا تكون ولاية صفاقس، او تونس عموما محطتهم الأخيرة، بل تكون وجهتهم الأخيرة أوروبا عبر “حرقة”  غير مضمونة.

وعلى الرغم من أن العدد الجملي للمهاجرين في صفاقس غير معلوم إلا أنه تضاعف بشكل غير مسبوق. يؤكد فرانك يوتادجاي  Franck Yotedje المدير التنفيذي لجمعية Afrique Intelligence أن عدد القادمين الى تونس قد ارتفع الى مرتين او ثلاث في العامين الماضيين  وهناك من يأتي من ليبيا و الجزائر 

أصبح هؤلاء يعملون في الفلاحة وفي حضائر البناء وفي أكثر من مكان. تحدثت كشف ميديا إلى عشرات نساء المهاجرات عن طريق وسطاء وسماسرة للعمل بأجور زهيدة و في ظروف مهينة جدا أما الرجال فيقومون بكل الأعمال الشاقة بأجر لا يتجاوز عشرين دينارا لليوم الواحد. 

أحد المهاجرينالذي نخفي هويته حفاظا على معطياته الشخصية، في حديثه لكشف ميديا يعتبر أن ما حدث هو نتيجة  طبيعية ورد فعل على معاملات تمييزية وعنصرية بنيت على الاستغلال و عدم احترام الذات البشرية .

وفي جانب متصل أعلن الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس السيد مراد التركي أنه لم يتم إيقاف أي شخص  من الطرفين على خلفية هذه المناوشات وان المساعي متواصلة لإيجاد مأوى لهؤلاء المهاجرين.

ويبدو أيضا أن المساعي كانت حثيثة لاحتواء الوضع هناك اذ تدخلت السلطات الأمنية في ساقية الزيت لفض هذا النزاع و تدخلت السلطات الجهوية  بغاية توفير مقر إقامة لهؤلاء المهاجرين ولو بصفة وقتية .وقد كان والي صفاقس أنيس الوسلاتي قد أعلن يوم الرابع عشر من جوان  أنه تم التنسيق مع كل الهياكل والوزارات للتكفل بالحالات الخاصة والاطفال في مركز الدفاع والإحاطة الاجتماعية بطينة .