كشف حكومي


في الحملة الوطنية لتلقيح كوفيد-19: السلطة زاحمت المواطنين في التلقيح دون وجه حق

21/06/18

حسب آخر تحيين لوزارة الصحة يوم 16 جوان 2021 فإن العدد الجملي للقاحات المتوفرة هو 1405780 جرعة لقاح، ومع مرور 96 يوما من بداية الحملة الوطنية للتلقيح ضدّ فيروس كوفيد-19 فإن العدد الجملي للملقحين بالجرعة الثانية هو 380290 وبلغ عدد المسجلين في منظومة التلقيح evax.tn بلغ  2489064.

وعلى الرغم من أن وزارة الصحة أنشأت منظومة ايفاكس لتنظيم تلقي اللقاحات المضادة لكوفيد-19 حسب الأولوية، و وضعت العاملين في القطاع الصحي على رأس الأولويات ثم من تفوق أعمارهم الـ 75 سنة و من ثم من هم فوق الستين سنة و أصحاب الأمراض المزمنة، لكن سرعان ما تحوّل الأمر الى مشهد متكرر من الخروقات التي طالت الحاجة الملحة لتطعيم التونسيين باللقاح المضاد لكوفيد-19. وهو ما أثار استياء التونسيين من هذه الظواهر التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تنتقد عمليات الفساد والمحاباة التي تشوب عملية التلقيح مما حرم آلاف المواطنين التونسيين من حقهم. حيث بات جليا انتشار هذه الخروقات التي يشتكي منها المواطنون. وهو ما نرصده في هذا التقرير.

السلطتين التنفيذية و التشريعية مصدر الخروقات

من هم في السلطة كانوا أبرز مرتكبي هذه الخروقات حيث تلقت النائبة عن حركة النهضة أروى بن عباس الجرعة الأولى من لقاح كورونا بطريقة سرية وهي تعتبر من الناس الذين لا يتمتعون بأولوية التلقيح ولا تتوفر فيها شروط تلقي اللقاح وذلك في تجاوز لمنظومة افاكس ودون احترام الإجراءات الموضوعة لهذا الغرض. وقد أقر حزب النهضة بهذا الخرق وطالب نائبته بالاعتذار وصرحوا في بيان بأن ما قامت به النائبة خطأ رغم تقديرها للاعتبارات الصحية التي دفعت بها إلى هذا التصرف.

ولعل ما ضاعف الشعور بالاستياء خاصة لدى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي هو ان النائبة التي خالفت القانون وتجاوزت كل الإجراءات هي عضوة في اللجنة البرلمانية المكلفة بالإصلاح الإداري والحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد.

وكانت منظمة “أنا يقظ”، قد أوضحت أن النائبة قد تلقت اللقاح بفضل تدخل المديرة الجهوية للصحة بمنوبة المقالة، الدكتورة نبيلة قدور، رغم عدم تلقيها إرسالية قصيرة عن طريق منظومة EVAX.Tn ودون احترام الأولوية والإجراءات المعمول بها. وأضافت المنظمة، أن النائب المذكورة، وجدت نفسها في مأزق بعد إقالة صديقتها، حيث لم تتمكن من الحصول على الجرعة الثانية من اللقاح.

في وقت لاحق تقدمت النائبة أروى بن عباس، باعتذار علني عن تلقّيها الجرعة الأولى من لقاح كورونا وعن تجاوز أولويات خطة التلقيح. وقالت بن عباس:

“أقرّ بأنّ ما حصل كان خطأ ناتجاً عن سوء تقدير منّي. وأعتذر عنه”. 

في حادثة أخرى شبيهة تلقى ثلاث موظفين لدى مستشار برئاسة الحكومة تلقيح كوفيد-19 رغم أنه لا تتوفر فيهم شروط التلقيح ولا ينتمون للفئات ذات الأولوية في منظومة ايفاكس رغم أن اعمارهم لم تتجاوز 30 سنة 

ويؤكد عضو الهيئة المديرة بمنظمة أنا يقظ مهاب القروي أن ثلاثة موظفين لدى مستشار برئاسة الحكومة تلقوا تلقيح كورونا وهم، مكلّف بمهمة وكاتبة وحاجب لدى رشاد بن رمضان مستشار برئاسة الحكومة”

وفي ردّ على هذه الحادثة قالت الدكتورة أحلام قزارة مديرة إدارة الرعاية الصحية بوزارة الصحة

 “تلقينا الدعوة لتطعيم أعضاء الحكومة، وتنقل فريق للغرض.. ثم اتصل بي عون الصحة ليعلمني بانتهاء عملية التطعيم وتبقى 3 جرعات. وفي حال عدم استعمالهم لن يكونوا صالحين للتطعيم بعد 5 ساعات.”

من جهتها علقت النائبة ليلى حداد على صفحتها عبر فايسبوك بعد التجاوزات الحاصلة من السلطتين التنفيذية والتشريعية بأنَّ الحكومة الحالية قامت بالسطو على كمية من التلاقيح واستعملتها لتلقيح أعضاء ديوانها ومستشاريها ووزرائها:

“حكومة المشيشي قامت بالسطو على كمية من التلاقيح المخصصة تقدر بستين ألف جرعة لشريحة من مواطنين أعمارهم بين سبعين سنة والخمسة والسبعين تم إسقاطها سهوا من تطبيقية التسجيل، وقامت بتلقيح أعضاء ديوانها ومستشاريها ووزرائها”.

في نفس السياق نشرت منظمة ” أنا يقظ ” تدوينة على صفحتها الرسمية عبر فيسبوك جاء فيها أساسا ” في خرق واضح للاستراتيجية الوطنية للتلقيح، شرع أعضاء الحكومة من وزراء وكتاب دولة ورؤساء مديرين عامين لمؤسسات عمومية في عملية التلقيح ضد فيروس كورونا”.

فئة عمرية كاملة تأخر ولوجها إلى التلقيح

العديد من الأشخاص المنتمين للفئة ذات الأولوية الأولى والبالغين من العمر أكثر من 75 سنة بالإضافة إلى معاناتهم من أمراض مزمنة لم يتم استدعاؤهم لتلقي التلقيح على الرغم من تسجيلهم في المنظومة منذ أشهر 

وكان وزير الصحة قد صرح في وقت سابق بأن خللا طرأ على المنظومة ولم يمكن 60 ألف شخص من حصولهم على ارسالية قصير تحدد لهم موعد ومكان مركز التلقيح.

“صحيح في كل منظومة هنالك أخطاء والخلل يصير..وإلي صار إنو في دفعة أولى تم استدعاء 60 ألف شخص للتلقيح لكن الدعوات لم تصلهم، في حين أن استدعاءات الدفعة الثانية (80 ألف شخص) وصلت للمواطنين وحضروا للتطعيم..’

 في حين تم تلقيح رئيس الحكومة أقل من 50 سنة هو ومئات الموظفين الحكوميين.وفي المقابل، يوضح رئيس لجنة قيادة الحملة الوطنية للتلاقيح ضد كوفيد -19 هاشمي الوزير في تصريح إعلامي سابق، أن أعضاء الحكومة يأتون في المرتبة الثالثة في سلم ترتيب الفئات ذات الأولوية بعد مهنيي الصحة وكبار السن طبقا للاستراتيجية الوطنية للتلقيح، في ردّ على الاتهامات التي وجهت لهذه الفئة بتلقي التلقيح وخرق مبدأ الأولوية على حساب بقية المسجلين لتلقي التلقيح


إشراف عام خولة بوكريم

أنتج هذا العمل بدعم من منظمة « صحافيون من أجل حقوق الإنسان » الشؤون الدولية/كندا