كشف حكومي


مركز التلقيح بالمرسى: حضرَ المواطن وغاب التلقيح

21/07/22

شهد مركز التلقيح بالمرسى أول أيام العيد 21 جويلية 2021 اكتظاظا شديدا وإقبالا وصل إلى حد أكثر من 500 مواطنا، توافدوا منذ ساعات الصباح الأولى على المركب الشبابي بالمرسى، على الرغم من أن المركز فتح أبوابه في حدود الواحدة بعد الظهر.

مريم 50 عاما تقول لكشف ميديا أنها تركت زوجها وأبنائها يشوون اللحم، وقصدت المركب الشبابي بالمرسى منذ الثامنة صباحا، وتطمح إلى أن تكون أول سيدة تتلقى جرعة التلقيح لأنها أولى الواصلين على حد تعبيرها،.

“.منذ الصباح الباكر وأنا هنا، بح صوتي في تنظيم الصفوف ومحاولة إقناع المواطنين باحترام الأولوية ، مثلما ترون هنا لا يوجد أثر للمجتمع المدني ولا السلطات المحلية، ونقوم كمواطنين بتنظيم الدخول بمفردنا”

صورة لـكشف ميديا/المرسى 20جويلية 2021

س.ع. امرأة حامل أتت مع زوجها آملة في الدخول قبل من سبقوها في الصف، إلا أن الأصوات تعالت بضرورة أن تقف اخر الصف لأنها قدمت متأخرة.

نساء حوامل تحت الأربعين وشباب من ذوي الاحتياجات الخصوصية جاؤوا بكثافة يوم أول أيام عيد الأضحى استجابة لنداء وزارة الصحة في “الحملة الوطنية للتلقيح المفتوح” والتي لم تدم أكثر من يوم.  وتقرر تعليقها بسبب الاكتظاظ الشديد والإقبال الكبير من الشباب فوق 18 وحتى 40 عاما لتلقي التلقيح دون انتظار موعد، أو رسالة نصية من منظومة EVAX.TN.

بلال 28 سنة من ذوي الاحتياجات الخصوصية أتى بدوره لمركز التلقيح آملا في ان يحترم ظرفه الصحي واتسبيقه في الصف لكن بلال كان مخطئا في اعتقاده، وتناوش أكثر من مرة مع المواطنين الذين سبقوه في الصف، ورفضوا تفهم وضعه.

بلال، 28 سنة من ذوي الاحتياجات الخصوصية

“على الرغم من احتياجي الشديد لجرعة التلقيح، لا أعتبر نفسي مواطنا درجة ثانية او ينقصني شيء، لكن وددت أن يتفهم المواطنون ظرفي الصحي. أشجع الجميع على تلقي جرعات التلقيح، ربما لن نموت إذا تلقينا الجرعة الصينية لكننا سنموت إذا انتشر الفيروس في أجسادنا دون أن نكتسب مناعة منه”

فتحت أبواب مركز التلقيح بالمرسى على الساعة الواحدة بعد الزوال بعد ان وصل عدد المنتظرين إلى أكثر من 500 مواطنا واقفين على طول الشارع، ويصل مداهم إلى حدود الكورنيش العلوي في المرسى

داخل مركز التلقيح حاولت الطبيبة المشرفة تنظيم العملية عبر تقسيم المواطنين بين قاعتين، قاعة أولى من 18 فما فوق، وقاعة ثانية40 سنة فما فوق. إلا أن هذه المحاولة التنظيمية لم تكن ناجعة إلى حد كبير بعد ولوج عدد كبير من المواطنين في ظل غياب عدد كافي من المتطوعين لتنظيم الأولوية والأدوار.

مريم، متطوعة عن جمعية التنمية الثقافية بالمرسى تقول انها أتت إلى المركز بشكل فردي استجابة لنداء وزارة الصحة المتعلق بتلقيح الشباب فوق 18 عاما. واعتبرت أن الإقبال اليوم كان كثيفا جدا على مركز النلقيح على الرغم من عدم توفر الجرعات اللازمة وسوء التنيظم.

مركز التلقيح بالمركب الشبابي بالمرسى /جولية 2021 صورة لكشف ميديا

وجدير بالذكر إلى أن وزير الصحة المعفى من مهامه، فوزي المهدي كان قد أعلن يوم أمس 19 جويلية 2021 خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمقر الوزارة على انّه سيتمّ تنظيم ايّام مفتوحة للتلقيح للفئة العمريّة 18 سنة فما فوق بـ 29 مركز تلقيح موزّعة على كامل تراب الجمهورية.  وعلى إثر ذلك شهدت مراكز التلقيح بالعاصمة وعدة ولايات، اكتظاظا شديدا، و تدافعاً بين المواطنين/ات ما اضطر وزارة الصحة لنشر بلاغ تعلم فيه انها قررت تعليق « الحملة المفتوحة للتلقيح »بسبب الإقبال الكثيف للمواطنين خلال الحصة المسائية للتلقيح خلال اليوم الأول لعيد الاضحى.

على الرغم من تلقي تونس وعودا بكميات هامة من جرعات التلقيح التي تبرعت بها دول عربية وأوروبية عديدة، و وصول بعضها إلى تونس. إلا أن نسق الحملة الوطنية للتلقيح لا يزال بطيئا جدا، ومازالت استراتيجية وزارة الصحة تتأرجح بين القرارات المرتجلة من جهة والتجاذبات السياسية الجلية بين رئاسة الحكومة ووزارة الصحة من جهة أخرى، ومقابل كل هذا يبقى المواطن التونسي بعيدا كل البعد على الولوج للتلقيح وحماية مناعته من فيروس دلتا الأكثر فتكا بالتونسيين حاليا.


إشراف عام خولة بوكريم

أنجز هذا العمل بدعم من منظمة « صحافيون من أجل حقوق الإنسان » الشؤون الدولية/كندا