كشف خبر


المتعافون من الكوفيد لماذا يٌصابون به مرّة ثانية؟

21/07/28

اعتقد العلماء خلال الموجة الأولى لتفشي كوفيد 19 أن المتعافين/ات من الفيروس لا يمرضون مرة ثانية إلا نادراً. لكن مع تزايد انتشار الوباء في العالم وتضاعف عدد الإصابات وتحوّر السلالات في كل مرة، ثبتت إصابة الكثير من المتعافين بالعدوى مرتين وثلاث مرات في أقل من عامين. 

وفي حين يذكّر الباحث الألماني كريستيان دروستن أن الإصابة المتجددة بالكوفيد تعد نادرة على اعتبار أن المتعافين من الاصابة الأولى يكونون مناعة ضد الفيروس، فإن مجموعة من البحوث توصلت إلى إمكانية التقاط العدوى مرات أخرى وكشفت أن كل ما تقوم به الإصابة الأولى للفيروس هو تكوين حصانة مناعية محدودة زمنيا قد تقصر وقد تطول. 

وللدلالة على ذلك كشفت دراسة نشرتها دورية “نيتشر” أن عدوى كوفيد-19 يمكن أن تكسب البشر خلايا مناعية طويلة الأجل لتحصينهم ضد الإصابة بالعدوى مرة أخرى، بينما أثبت تقرير على موقع scientificamerican أن الحصانة الوقائية الناتجة عن إصابة سابقة للفيروس قد تكون قصيرة الأجل.

وبيَّن الموقع الأمريكي أن عودة العدوى بالفيروسات التاجيّة الموسمية تكون في فترة تتراوح بين 6 أشهر و12 شهرا من تاريخ الإصابة السابقة.

وتقول المتخصصة في علم المناعة الدكتورة التونسية سمر صمود إنَّ “الدراسات التي أفادت بأن المتعافين من الكوفيد يكتسبون مناعة مدى الحياة لم تأخذ بعين الاعتبار عامل السلالات المتحورة في كل مرة”.

وفسرت أن بعد الإصابة بالكوفيد يمكن أن يكتسب المريض مناعة طويلة المدى في حال عدم تحور الفيروس إلى سلالات جديدة أشد خطرا. وفي كل الحالات فإن تلك المناعة لا يمكن أن تكون مدى الحياة وإنما قد تمتد في أقصاها إلى خمس سنوات.

أظهرت مراجعة عينات الدم لما يقرب من 200 مريضا أن عناصر متعددة من الجهاز المناعي – وليس فقط الأجسام المضادة – استمرت في التعرف على الفيروس والاستجابة له. وبدا للعلماء أن جسم الإنسان يحتفظ بذكرى الغزاة وهو مستعد لتوليد هجوم مضاد منسق من الأجسام المضادة والخلايا التائية القاتلة بسرعة إذا تم الكشف عنها مرة أخرى.

وكشف تقرير علمي في واشنطن بوست أن الاستجابة المناعية للفيروس تتراكم تدريجيا وتصل إلى ذروتها ثم تبدأ في الانكماش ولكن يمكن أن تصل إلى مرحلة الاستقرار وتبقى هناك لفترة طويلة. 

الإصابة الثانية بالكوفيد بعد التعافي

نشر تقرير على موقع the conversation نتائج دراسة بينت أن حوالي 10 في المائة من المصابين بفيروس كورونا يرون أن استجابتهم المناعية تتدهور.

وقال المؤلف المشارك في البحث، أليساندرو سيت “نوع المناعة التي نتحصل عليها من العدوى الطبيعية متغير للغاية”.

وقد كشف التقرير أن هناك ثلاث عواقب محتملة للعدوى مرة أخرى بالفيروس نفسه وهي ظهور أعراض أكثر خطورة تؤدي إلى مرض أكثر شدة أو ظهور نفس الأعراض أثناء الإصابة الأولى أو ظهور أعراض أقل حدّة. 

وبالنظر إلى تنوع الأجسام المضادة واستجابات الخلايا التائية التي لوحظت في مختلف المرضى المصابين بالكوفيد 19، يعتقد حاليًا أن الحماية المناعية، إذا كانت فعالة، قد تختلف من شخص لآخر.

وكشف التقرير أن لكل هذا تأثير على درجة مناعة القطيع ومدتها. وهذا يعني أنه عند وجود عدد كبير من مرضى المناعة المتعافين بين السكان، ستتم حماية الفئات الأكثر ضعفا.

وهذا تماما ما يلخص الهدف من التطعيم الذي يحث على الاستجابات المناعية الوقائية طويلة الأمد والحفاظ عليها.

الإصابة الواحدة تعادل جرعة من اللقاح

وجد فريق من الباحثين أن التقاط العدوى بالفيروس تعادل تلقي جرعة أولى للقاح.

فقد فحصت دراسة أجراها علماء في سياتل ومونتريال عينات مصل الدم لأشخاص تعافوا من الكوفيد ومن آخرين لم يصابوا قط بفيروس كورونا. ثم جمعت العينات قبل التحصين وبعده إما بلقاح فايزر أو موديرنا.

صورة كشف ميديا جويلية 2021

وتوصل الباحثون إلى أن جرعة واحدة من اللقاح للناجين من المرض عززت مستويات الأجسام المضادة ضد العديد من المتغيرات المختلفة للفيروس بما يصل إلى ألف مرة وأن الجرعة الثانية لم تقدم أي فائدة إضافية بشكل أساسي. وفي الوقت نفسه، كان لدى الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ من الإصابة مستويات أقل من الأجسام المضادة بعد جرعتين من اللقاح مقارنة بالأشخاص المصابين سابقا بعد جرعة واحدة فقط. 

وصرحت الدكتورة سمر صمود أن “الإصابة بالكوفيد لأول مرة تعادل تلقي جرعة واحدة من التلقيح، لذلك على المتعافي التطعيم بجرعة واحدة من اللقاح”.

وأردفت أن تلقي اللقاح يكون بعد ثلاثة أشهر من الإصابة بالكوفيد بعد أن كانت محددة بستة أشهر في السابق وقبل ظهور السلالات المتحورة الخطرة.


إشراف عام خولة بوكريم

أنتج هذا العمل بدعم من منظمة « صحافيون من أجل حقوق الإنسان » الشؤون الدولية/كندا