21/07/31
كشفت جائحة كوفيد 19 ضعف المنظومة الصحية العمومية التونسية خاصة في موجتها الأخيرة التي حصدت الآلاف من الارواح . وضعية صحية عرفتها كل مناطق الجمهورية التونسية و جعلت المسؤولين يقفون عاجزين أمام تساقط التونسيين بين وفيات و مصابين و انهيار شبه كلي للمرافق الصحية،
الوضع الصحي بڨرمبالية من ولاية نابل، لم يختلف كثيرا عن بقية المناطق ،إذ أعلنت وزارة الصحة في آخر تحديث لها عبر الصفحة الرسمية للإدارة الجهوية للصحة بولاية نابل أن عدد الإصابات المسجلة بڤرمبالية يوم الثامن والعشرين من جويلية بلغت 25 حالة جديدة و 9 حالات بتاريخ التاسع و العشرين من نفس الشهر و يذكر أن معتمدية ڤرميالية لم تسجّل حالات وفاة جديدة خلال هذا التاريخ
ويعاني مستشفى الجهة من التهميش منذ سنوات، حيث فتحَ أبوابه أمام مرضى كوفيد-19 بإمكانيات محتشمة لا تغطّي حاجيات المرضى ، ممَّا أنهك الإطار الطبي من أطباء وممرضين/ات، في ظلّ صمت السلط المعنية و خصوصاً الادارة الجهوية للصحة بنابل.

وهو ما خلّف موجة غضب بين أبناء الجهة أمام ما اعتبروه تهميشا متعمدا لمستشفى ڤرمبالية خاصة من الولاية التي حصلت على مساعدات وهبات استثنت منها المستشفى المحلي بڤرمبالية مرارا رغم علمها بما يعانيه هذا المرفق الصحي من صعوبات أهمّها عدم توفر أسرة للمرضى و نقص في الأكسجين .
هذا الأمر عجَّل بإطلاق صيحة فزع بهدف إنقاذ ما يمكن انقاذه تلتها هبات ومساعدات دولية لمساعدة تونس على تجاوز الأزمة الخانقة التي تعيشها.
حيث تجدر الإشارة أن والي نابل قدم لمستشفى ڤرمبالية عدد اثنين مكثفين اكسيجين و تلته 5 مكثفات أخرى لكن بصفة وقتية .
إمكانية فقدان الأكسجين واردة
تعرف معتمدية ڤرميالية منذ مدة ارتفاعا في عدد الاصابات مما أدى الى ارتفاع عدد المقيمين بقسم كوفيد 19 ، طاقة الاستعاب و عدد الأسرة و الإمكانيات المتوفرة لم تكن قادرة على تحمل الكم الهائل من الحالات الواردة على المستشفى يوميا حيث بلغت طاقة الاستيعاب في فترة ما 300% وفق ما أفاد صرح به لـكشف ميديا، خليل حجري كاتب عام نقابة مستشفى ڤرمبالية. هذا العجز فاقمتهٌ مشكلة الأكسجين المفقود في غياب مكثف أكسيجين بالمستشفى ، المكثف كان و لا يزال المطلب الرئيسي في مستشفى ڤرمبالية.
وعلى الرغم من المحاولات المتعددة لتوفير المكثفات إلا أنها غير قادرة على حلّ الإشكال نهائيا خاصة في الفترة الأولى من الموجة الحالية التي كان الإطار الطبي و الشبه طبي يقاومها ب 12 قارورة اكسيجين، صالحة لأربع ساعات فقط و يعادٌ شحنها من المزوّد بشكل متواصل لتوفير جرعة اكسيجين تفاديا لحدوث كارثة ، و مع تزايد عدد المقيمين/ات أصبحت هذه القارورات صالحة لمدة ساعة و نصف فقط و المستشفى مطالب بتوفير شاحنات لنقل الاكسجين على مدار اليوم لكنه يملك شاحنة واحدة غير قادرة على القيام بهذه المهمة لوحدها.
ويفيد خليل حجري كاتب عام نقابة مستشفى ڤرمبالية “كشف ميديا”
“كان علينا توفير شاحنة كل أربع ساعات، حتى نقوم بجلب الأكسجين، واليوم مع ارتفاع عدد الاصابات أصبحنا نوفر شاحنة كل ساعة ونصف في المستشفى. علاوة على أن شبح انقطاع الكهرباء يهدد المستشفى في كل لحظة نظرا للضغط على مولد الكهرباء بسبب استعمال قوارير و مكثفات الأكسجين”.
وكشفت إحدى الطبيبات المشرفات على قسم كوفيد 19 بمستشفى ڤرمبالية أن الاكسيجين غير متوفر بالمستشفى، و أن الإطار الطبي مضطر لاستعمال مكثفات الاكسيجين التي قدمت في شكل مساعدات من المجتمع المدني رغم تحفظهم حول استعمال هذه المكثفات، وعدم معرفتهم بمدى نجاعتها.
مكثفات الأكسجين لا يمكنها أن تحل الأزمة لأن أغلبها يدخل المستشفى دون أن يتم فحصها أو التعرف على “مصدرها أو هل أن مواصفاتها مطابقة فعلا لعلامات الجودة.
كما أكدت أن الكثير منهم يفقد فاعليته في مدة قصيرة بسبب الاستعمال المكثف. وافادت بأن المستشفى المحلي بڨرمبالية يعاني من غياب الاكسيجين الذي سيتواصل الى الايام القديمة إضافة الى هاجس انقطاع الكهرباء الذي أصبح يهدد المستشفى
الى لحظة كتابة هذا المقال، فان مستشفى ڤرمبالية يستغيث و يصارع الكارثة بمجهودات فردية و مبادرات أهالي المنطقة التي تتوالى يوما بعد آخر و كل من جهته يجتهد لتوفير الاكسجين خاصة عبر اقتناء المكثفات و توفير المستلزمات الطبية للمستشفى.
المجتمع المدني ينقذ المستشفى
في ظل عجز رسمي على حل الإشكال، كانت أولى المبادرات المجتمعية بتوفير عدد 23 مكثف اكسيجين ستليها مجموعة جديدة في قادم الأيام بمبادرة من رجال الأعمال بڨرمبالية بعد دعوات من المجتمع المدني والأهالي ،
و في مبادرة أخرى من أهالي ڤرمبالية بالمهجر كان هدفها المنشود بلوغ مبلغ 13000 أورو لاقتناء 11 مكثف اكسيجين من سعة 10لتر، و يقول نائب الشعب بفرنسا زياد غناي في تصريح لـ”كشف ميديا”:

“أطلقنا المبادرة لأبناء و بنات ڤرمبالية بالمهجر و في مدة قصيرة تمكنا من تجميع المبلغ المطلوب بتبرعات تراوحت بين 20 و 5000 أورو من طرف 52 شخص وفي انتظار وصولها الى تونس بالتنسيق والتعاون مع الخطوط الجوية التونسية و الديوانة”.
المبادرات الشبابية بدورها لم تتوقف، إذ تمكنت مجموعة من شباب المجتمع المدني بڤرمبالية يوم الخميس 29 جويلية في إطار مبادرة Grombalia union ، من اقتناء معدات طيبة بقيمة تجاوزت 2500 دينار .
وتقول اميمة بالحاج المكلفة بالشباب في الحملة، إن الأزمة الصحية و الحالة المتدهورة لمستشفى ڤرمبالية جعلتهم يقومون بهذه المبادرة التي لم تقتصر على الدعم المادي بل شملت الحملات التوعوية و تسجيل كبار السن في منظومة Evax”.
أنتج هذا العمل بدعم من منظمة « صحافيون من أجل حقوق الإنسان » الشؤون الدولية/كندا