21/08/12
بعد تلقي أكثر من نصف مليون للقاح أسترازينيكا المضاد للكوفيد، خلال اليوم المفتوح للتلقيح يوم 8 أوت الماضي، أعرب عدد كبير منهم عن معاناتهم من آثار جانبية “مزعجة” عبر تدوينات “قلقة” وساخرة في الآن نفسه على منصات التواصل الاجتماعي.
الإصابة بالحمى والإرهاق والتعب والصداع والغثيان وآلام العضلات والقشعريرة والإسهال أربكت الكثيرين/ات وجعلتهم/نَّ يخشون استمرار الأعراض أو ازدياد حدتها.
فهل ظهور هذه الآثار الجانبية يعتبر أمرا طبيعيا بعد التطعيم؟ ثم ما هي التدابير التي يمكن اعتمادها في حال التعرض لهذه الأعراض خاصة وأن السلطات ستنظم أيام مفتوحة أخرى للشرائح العمرية المتبقية.
كان هناك قلق من أنَّ اللقاحات يمكن أن تجعل الناس مرضى بالكوفيد. لكن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن اللقاحات المعتمدة لا تحتوي على الفيروس الحيّ وبالتالي لا يمكنها أن تتسبب في المرض.
وتصر المنظمة على أن كل اللقاحات المضادة للكوفيد 19 آمنة وتساعد على الحماية من للمرض بما أعراضه الشديدة ومنع الوفاة بسببه.
بعد تلقي اللقاح، تختلف ردة فعل الجسم من شخص لآخر وتتفاوت أحيانا من جرعة لأخرى.
الآثار الجانبية رد فعل طبيعي
أشارت منظمة الصحة إلى أن اللقاحات صممّت أساسا لتمنح الجسم مناعة دون مخاطر الإصابة بالمرض وأنه من الشائع المعاناة من بعض الآثار الجانبية الخفيفة إلى المتوسطة بعد تلقي اللقاح.
هذه الآثار ناتجة عن حث الجهاز المناعي للجسم على الاستجابة بعدة طرق مثل الزيادة من تدفق الدم حتى تتمكن المزيد من الخلايا المناعية من النشاط، ورفع درجة الحرارة الداخلية لقتل الفيروس.
لذلك تعتبر الآثار الجانبية الخفيفة إلى المعتدلة، مثل الحمى الخفيفة أو آلام الجسم، أمرا طبيعيا ولا تنذر بالخطر لأنها علامات على أن جهاز المناعة في الجسم يستجيب للقاح. وعادة ما تختفي هذه الآثار الجانبية من تلقاء نفسها في غضون أيام قليلة.
أوضحت المنظمة أن الآثار الجانبية الشائعة التي تتراوح شدتها من خفيفة إلى معتدلة تبين لنا أن اللقاح يعمل. لكن عدم وجود آثار جانبية لا يعني أن اللقاح غير فعال. وهذا يعني أن كل شخص يتفاعل بشكل مختلف.
بعد تلقي اللقاح، على الشخص الملقح البقاء في المكان الذي تلقى فيه التطعيم لمدة تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة حتى يكون الأطباء أو الممرضون متاحين في حالة حدوث رد فعل فوري.
وعادة ما تحدث الآثار الجانبية في غضون الأيام القليلة الأولى بعد تلقي اللقاح. منذ أن بدأ برنامج التطعيم الجماعي الأول ضد الكوفيد في أوائل ديسمبر 2020، تم إعطاء مئات الملايين من جرعات اللقاح ولم يتم الإبلاغ عن أي ردود فعل سلبية بعد بضعة أيام.
بعد التطعيم، عادة ما يستغرق الأمر بضعة أسابيع حتى يطور الجسم مناعة ضد الفيروس المسبب للكوفيد. لذلك من المحتمل أن يكون الشخص مصابا بالمرض قبل التطعيم مباشرة أو بعده بفترة قصيرة. ويحدث ذلك لأنه لم يتح الوقت اللازم للقاح لتوفير الحماية.
ماذا نفعل عند ظهور الأعراض الجانبية؟
ينصح المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية (CDC) منها بعدم تناول الأدوية المسكنة للأوجاع أو المخفضة للحرارة قبل التطعيم بغرض محاولة منع الآثار الجانبية.
وينصح الدكتور أمان الله المسعدي، عضو اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، بتناول الأدوية التي تحتوي على الباراسيتامول لتخفيض حرارة الجسم بعد تلقي اللقاح.
وينبه المركز الأمريكي بالامتناع عن الحصول على الجرعة الثانية للقاح في حال التعرض لرد فعل تحسسي شديد أو فوري بعد الحصول على الجرعة الأولى.
و يحدث رد الفعل التحسسي الفوري في غضون 4 ساعات بعد التطعيم ويمكن أن تشمل أعراضا مثل التورم والصفير (ضيق التنفس).
كما يوصي مركز السيطرة على الأمراض بتلقيح الأشخاص حتى لو كان لديهم تاريخ من ردود الفعل التحسسية الشديدة التي لا تتعلق باللقاحات أو الأدوية القابلة للحقن – مثل الحساسية تجاه الطعام أو الحيوانات الأليفة أو السم أو الحساسية البيئية أو حساسية اللاتكس- ويمكن أيضا تلقي التطعيم من قبل الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الحساسية تجاه الأدوية الفموية.
ويحث تنبيه نشرته الحكومة البريطانية على موقعها الرسمي بضرورة استشارة الطبيب على وجه السرعة عند استمرار بعض الأعراض لفترة تتراوح من 4 أيام إلى 4 أسابيع بعد التطعيم. وهذه الأعراض هي:
- صداع شديد لا يستجيب للمسكنات المعتادة.
- صداع غير عادي يبدو أسوأ عند الاستلقاء أو الانحناء أو قد يكون مصحوبًا بعدم وضوح.
- صعوبة في الكلام.
- ضعف أو نعاس أو نوبات.
- كدمات أو نزيف غير مبرر.
- ضيق في التنفس، ألم في الصدر، تورم في الساق أو ألم مستمر في البطن.
في جميع أنحاء العالم، كانت هناك أيضا حالات نادرة من التهاب القلب تسمى التهاب عضلة القلب تم الإبلاغ عنها بعد لقاحات الكوفيد، على الرغم من أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت ناجمة فعلا عنها.
وقد شوهدت هذه الحالات في الغالب عند الرجال الأصغر سنا في غضون عدة أيام بعد التطعيم. وتعافى معظم هؤلاء الأشخاص وشعروا بتحسن بعد الراحة والعلاجات البسيطة.
تدابير ما بعد اللقاح
يفسر موقع Mayoclinic المتخصص في الصحة، أنه يمكن اعتبار الأشخاص مُلقحين بالكامل بعد أسبوعين من حصولهم على الجرعة الثانية من اللقاحات ذات الحمض النووي الريبي مثل لقاحي فايزر بيونتيك ومادرنا أو بعد أسبوعين من لقاح جونسون.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه مع توسع توزيع اللقاح وبناء المناعة، من المهم الاستمرار في اتباع جميع التدابير الموصى بها التي تقلل من انتشار الفيروس. ويتضمن ذلك الحفاظ على مسافة جسدية معينة من الآخرين وارتداء كمامة، خاصة في المناطق المزدحمة وغسل يديك بشكل متكرر وفتح النوافذ في الداخل.
وحتى بعد استكمال اللقاح، يوصي مركز السيطرة على الأمراض بارتداء كمامة داخل الأماكن العامة، خاصة من قبل الأشخاص الذين يتناولون أدوية تضعف جهاز المناعة.
تجدر الإشارة إلى أن لا وجود للقاح فعال تماما رغم القدرة الكبيرة للقاحات المعتمدة في تقليل فرص الإصابة بالمرض.
لذلك تنصح الحكومة البريطانية على سبيل المثال، على الاستمرار في اتخاذ الاحتياطات الموصى بها لتجنب الإصابة. فقد تستمر إصابة بعض الأشخاص بالكوفيد حتى بعد حصولهم على التطعيم.
بالشراكة مع منظمة « صحافيون من أجل حقوق الإنسان » الشؤون الدولية/كندا