21/08/13
يحتفل العالم بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية والذي يوافق الأسبوع الأول من شهر أوت وجاء السنة الحالية تحت شعار “حماية الرضاعة الطبيعية: مسؤولية مشتركة” لتذكير الجميع بأن الرضاعة الطبيعية توفر أفضل بداية ممكنة في الحياة لكل طفل.
وأصدرت كل من منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، بيانا مشتركا أشارا فيه الى تقدم في معدلات الرضاعة الطبيعية في العقود الأربعة الأخيرة مع زيادة بنسبة 50 في المائة في انتشار الرضاعة الطبيعية الحصرية على مستوى العالم، لكنّ جائحة كـوفيد-19 سلطت الضوء على هشاشة تلك المكاسب .
في تونس جاء الاحتفال بالأسبوع العالمي باهتا بسبب كوفيد واهتمام السلط المعنية بمجابهة الجائحة على حساب متطلبات الصحة الإنجابية ورعاية الطفل.
ونظَم الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري أمامه مقره الجهوي بولاية قفصة خيمة دعائية وتوعوية للفت الانتباه لدور الرضاعة الطبيعية كمكون رئيسي للصحة الإنجابية وأهميتها في تكوين شخصية الطفل.
سعاد علياني “قابلة” بالديوان الوطني للأسرة والعمران البشري بقفصة وناشطة في المجتمع المدني تقول لــ”كشف”:
كنا كل سنة نحتفل باليوم العالمي للرضاعة الطبيعية والذي يكون عادة الأسبوع الأول من شهر أوت، ولكن بسبب ما تعيشه بلادنا اقتصر الاحتفال على ثلاث أيام تزامنا بالاحتفال بعيد المرأة .
وتشير سعاد إلى أنه في الأوقات العادية تشهد الرضاعة الطبيعية تراجعا، لكن الوضع تأزم أكثر زمن الكوفيد بسبب عدم وعي ومعرفة المعنيات بالأمر بأهميتها، وهو ما يطرح على القابلات وناشطات المجتمع المدني في هذا المجال مجهودا إضافيا لتوعية المرضعات وتقديم طرق الحماية وتطبيق البروتوكول الصحي.
وكان معدل الرضاعة الطبيعية في تونس قد تراجع إلى 8 بالمائة فقط، وهي احصائيات ما قبل كوفيد-19 للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري. وتتراجع في مناطق الشمال الغربي إلى 4 بالمائة بسبب ظروف النساء اللاتي يعملن في الحقول والمجال الفلاحي.
“نور” اسم مستعار، 38 عاما، وهي أم لثلاثة أطفال أصغرهم لا يزال رضيعا تحمله بين يديها و، كانت في طريقها به إلى المستشفى الجهوي الحسين بوزيان بقفصة تقول لكشف
أرضعت كل من ابني الأول والثاني لمدة سنة، أما رضيعي فقد أرضعته لشهرين فقط، ثم توقفت لأنني كنت قد أصبت بكوفيد19 وقضيت أيام حجر بعيدا عن ابني الرضيع الذي أحمله بين يدي، وصادف أن تعكرت حالتي الصحية على إثر اجرائي لعملية جراحية.
تسهم الرضاعة الطبيعية في تعزيز صحة الأمهات وعافيتهن، كما تساعد على تباعد الولادات وتحدّ من مخاطر الإصابة بالسرطان المبيضي أو سرطان الثدي، وتزيد من الموارد الأسرية والوطنية، كما أنّها مفيدة اقتصاديا حيث تقلل من الاحتياجات اليومية للرضيع تقول سعاد علياني .
وتقول سعاد علياني القابلة بالديوان الوطني للأسرة والعمران البشري بقفصة في هذا السياق
هناك تراجع كبير مسجل في الاهتمام بالصحة الإنجابية خلال انتشار كوفيد19 بعد أن تم التركيز أساسا على محاولة الحد من تداعيات كوفيد فكان ذلك على حساب مكونات الصحة الإنجابية
وتعرف منظمة الصحة العالمية، الصحة الإنجابية بأنها الوصول إلى حالة من اكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية في الأمور ذات العلاقة بوظائف الجهاز التناسلي وعملياته وليس فقط الخلو من الأمراض والإعاقة
وتستهدف الصحة الإنجابية كلا من الرجل والمرأة في سن الإنجاب لرفع المستوى الصحي لهما،و النساء ما بعد سن الإنجاب للوقاية من الأمراض المرتبطة بالإنجاب والمولود في فترة النفاس للحفاظ على صحته وبقائه وحمايته.
في فترة ما وصلت قفصة إلى صفر ولادات خارج المستشفيات الصحية وصفر موت اثناء وبعد الولادة. وحول ما إذا كانت هذه النسبة قد تراجعت اليوم بسبب كوفيد تقول سعاد علياني
“منذ 2019 لم نقم بإحصائيات دقيقة ولكن ما نلاحظه هذه الفترة هو تسجيل وفيات أثناء وبعد الولادة وولادات خارج المستشفيات ،وهذا بالتأكيد مرده الخوف من تداعيات كوفيد حيث اختارت بعض النسوة الولادة في المنازل وأيضا تراجعت نسبة مراقبة الحمل .
وفي هذا الإطار توجه سعاد علياني دعوة للنساء في قفصة إلى زيارة الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري، الذي يفتح أبوابه دوما سوى خلال الحجر أو غيره وتؤكد أن كل الإجراءات مجانية والبروتوكول الصحي مطبق فلا خوف من زيارة من فروع الديوان.
ويتوفر الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري بقفصة على قاعة مجهزة بكل ما يتطلب الاهتمام بالمراهقين والشباب لتجنبهم السلوكيات الضارة التي قد تؤدي لأخطار تهدد صحتهم الحالية والمستقبلية
تقول مسؤولة الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري بقفصة
“هنا نستمع الى العشرات من المراهقين ونطلع على مشاكلهم في كنف السرية، نقوم بتوجيههم وحل مشاكلهم بالتوجيه والإقناع “
وتتأثر الصحة الإنجابية بمكانة المرأة في المجتمع، ففي أغلب الأحيان يتعرض الإناث للتمييز فيما يتعلق بتوزيع الموارد العائلية والحصول على الرعاية الصحية وهو ما جعل من مناهضة العنف المسلط على المرأة إحدى مكونات الصحة الإنجابية وهو آخر عنصر يتم اعتماده كمكون من هذه المكونات
وتشكو ولاية قفصة مثل أغلب المدن الداخلية من النقص الكبير في أطباء الاختصاص وهو ما يتسبب في تراجع الخدمات الصحية ،ومنذ أكثر من سنة باتت السلطة الجهوية تعتمد على تسخير أطباء النساء والتوليد للعمل داخل المستشفى الجهوي وهو إجراء ظرفي لا يحل المشكلة ويجعل من مسدي الخدمة يعمل في ظروف غير طبيعية وهو ما يتطلب عناية أكثر بصحة المواطن وأمراض النساء والتوليد أولا.
بالشراكة مع منظمة « صحافيون من أجل حقوق الإنسان » الشؤون الدولية/كندا