21/08/17
هنا مركز التلقيح بالملاسين، منذ وصولنا إلى البوابة التي يحرسها رجال الأمن، لا نرى سوى المتطوعون/ات الذين يلبسون سترات بألوان مختلفة. حيث يحضر ممثلو كل من جمعية إبداع وفنون وجمعية النور و الهلال الأحمر التونسي و المنظمة الوطنية للطفولة التونسية المصائف والجولان وغيرها.
صابر العبيدي، ناشط بالمجتمع المدني بالجهة، كان شعلة من النشاط داخل مركز التلقيح بالملاسين، يتنقل من قاعة إلى أخرى ليرى حاجيات المشرفين على عملية التلقيح، وابتسامته لا تفارق وجهه. اعتبر في تصريحه لـ”كشف ميديا” أن عملية التلقيح المكثف ناجحة في منطقة بالملاسين منذ اليوم المفتوح الأول في 08 أوت الجاري.
صورة للمركز
نحن في الملاسين دائما ما كان هناك تنسيق وجلسات العمل بين مختلف الجمعيات والمنظمات العاملة بالجهة. كما نفذنا حتى عمليات تلقيح بيضاء للوقوف على أخطاء الحملات الأولى والانتباه إلى ما يمكن قد يعطل سير عملية التلقيح.
يضيف العبيدي مبتسما:
نعم كان ولازال هناك بعض الإرهاق والتعب ومخلفات الساعات الطويلة من الوقوف والتنقل، لكن كل هذا يهون حينما ترى أبناء جهتك تمتعوا بحقهم في التلقيح، وأن العملية برمتها تسير على مايرام.
وعلى الرغم من عدم بروز مظاهر الاكتظاظ والتدافع في المركز، وقلة عدد الوافدين/ات الذين كانوا يأتون بشكل تدريجي لتلقي التطعيم، إلا أن العملية برمتها كانت تسير بنظام شديد، نظرا لحضور كثيف للمتطوعين/ات، الذين أشرفوا على التسجيل الأولي، ثم التأكد من وصول الرسائل من منظومة evax.tn للمواطنين. علاوة على استقبال المواطنين بالمياه والعصير، والإحاطة بهم بعد تلقي جرعة التلقيح المضادة لكوفيد19.
إيمان 24 سنة، مدرسة تربية البدنية، أتت للمرة الأولى لمركز الملاسين للتطوع مع منظمة الهلال الأحمر، وكانت متحمسة جدا لهذا النشاط. بسترتها الزرقاء و ابتسامتها الخجولة، كانت تحث للمواطنين/ات على وجوب أخذ قسط من الراحة، وانتظار ربع ساعة على الأقل قبل الخروج، لحمايتهم من حدوث أعراض جانبية وهم في الطريق لبيوتهم.
هاجسنا اليوم كان تنفيذ تنظيم محكم، حتى نتلافى مشاهد الاكتظاظ الفارطة، وحتى ننجح في حماية و تلقيح أكبر عدد ممكن من المواطنين/ات.
أغلب الذين حاورناهم كانوا من متساكني/ات منطقة الملاسين ومنهم حتى من درس في نفس المدرسة التي تحوّلت يوم 15 أوت الماضي إلى مركز للتلقيح. ولعل هشام زيوش، وهو فني سامي في الإنعاش واحدا منهم.
حاليا أعمل بمصحة خاصة، لكنني كنت ابن هذه المدرسة وقدمت خصيصا للتطوع في الملاسين دون غيرها و استرجاع ذكرياتي في مدرستي .
أما إيمان العرفاوي عن جمعية النور باللاسين السيجومي، فقد كانت تنتقل مثل الفراشة من قاعة إلى أخرى داخل مركز التلقيح حتى تطلعنا على الإمكانيات البسيطة التي وفرتها جمعيتها بالتعاون مع باقي الجمعيات والمنظمات المذكورة لإنجاح يوم التلقيح المكثف.
الأجواء هنا رائعة، لأننا كنا يدا واحدة من منظمات المجتمع المدني وسلط المحلية، إمكانيتنا بسيطة، لكن هدفنا أسمى، وهو تطعيم أكبر عدد ممكن من المواطنين/ات.
رئيس جمعية الإبداع والنور بالملاسين الحبيب جلابي، شارك ايضا في حملة التلقيح المكثف بكل الإمكانيات المتوفرة لدى الجمعية، حتى أنه اختار توثيق أجمل اللحظات لذلك اليوم عبر كاميرته التي يرتديها على عنقه، والتي جاب بها المركز عرضا وطولا، كان يلتقط الصور في كل ركن ويبتسم حتى للذين يطالبونه بإعادة التصوير.
انخرطنا في هذه الحملة، وسعداء بأن نخدم جهتنا، ومن حسن الحظ أن أهالي الملاسين واعون بأهمية التلقيح ومن الضروري تشجيعهم أكثر على الإقبال عليه.
الدكتورة عواطف الشادي رئيسة الدائرة الصحية بالسيجومي ورئيسة مركز التلقيح، أكدت بدورها في تصريحها لـ”كشف ميديا” على أهمية الدور الذي قام به المتطوعون/ات في تسيير يوم التلقيح المكثف و إنجاحه. وشددت على أن الجميع شارك في هذا اليوم بإمكانياته البسيطة، منهم الممرضون الذين أتوا بمراوح التكييف من بيوتهم لعدم توفر مكيفات في قاعات المركز.
عادل الجبالي منسق جهوي بالمنظمة الوطنية للطفولة التونسية المصائف و الجولان يشير إلى أن التحضيرات ليوم التلقيح المكثف قد انطلقت منذ مدة طويلة، ويرجع ذلك للتنسيق المتواصل بين مختلف جمعيات ومنظمات المجتمع المدني الناشطة بالجهة.
مثلنا قمنا بإنجاح عمليات التلقيح بشكل يومي، سعينا إلى إنجاح يوم التلقيح المكثف وتطعيم أكبر عدد ممكن من المواطنين/ات.
على الرغم من كل المشاكل التنموية التي تعاني منها المناطق الشعبية في تونس والتعامل الأمني الغليظ في غالب الأحيان تجاه الشباب بين ربوع أحيائها المهمشة، حاول أبناء الملاسين من المتطوعين/ات بعزيمة جلية كسر هذه الصورة النمطية، وتقديم واجهة أرقى بكثير وأكثر إفادة في يوم التلقيح المكثف.
بالشراكة مع منظمة « صحافيون من أجل حقوق الإنسان » الشؤون الدولية/كندا