كشف حكومي


بلاغات رئاسة الجمهورية عن مساعدات الأكسجين مضلّلة

21/08/22

نشرت مؤسسة رئاسة الجمهورية التونسية على صفحتها على الفايسبوك بتاريخ 21 أوت 2021 خبرا مضللاًّ يتمثل في تسلمها إعانات متمثلة في 20 ألف لتر من الأكسجين قادمة من إيطاليا بحضور ممثلين عن الدولة التونسية والقائم بالأعمال بالنيابة بسفارة الجمهورية الإيطالية بتونس.

مقتطف من صفحة رئاسة الجمهورية التونسية

و بالتحري في مصدر هذه الإعانات تبيَّن أن رجل الأعمال التونسي كمال الغريبي المقيم بإيطاليا هو صاحب هذه التبرعات وليس الدولة الإيطالية.

وبالتدقيق في منشورات الغريبي في نفس الحساب ومقارنتها ببلاغات سابقة لرئاسة الجمهورية، تبين أن شحنة الأكسجين التي وصلت بتاريخ 21 أوت 2021، لم تكن الأولى بل كانت الرابعة وسبقتها دفعات أخرى بتاريخ 9 أوت و 30 جويلية و 24 جويلية من نفس السنة. ولم تختلف بلاغات رئاسة الجمهورية المكتوبة عن المرات السابقة حيث تشير الى قدوم إعانات من إيطاليا دون توضيح مصدرها الرئيسي. وهو مايعدٌّ مغالطة للرأي العام.

حيث رصدنا تفاعلات لعديد المواطنين/ات على صفحة رئاسة الجمهورية مباركة لهذا الفعل الذي نال استحسانهم من الدولة الايطالية عبر رسالات شكر، وتعليقات مشيدة بدورها في مساعدة تونس أثناء الجائحة.

في حين يظهر بالمقابل المكلف بتسيير وزارة الصحة علي مرابط عبر فيديو نشر على صفحة رجل الأعمال المذكور بتاريخ 30 جويلية 2021، يؤكد فيه أنها ليست المرة الاولى التي يتبرع بها الغريبي. كما يبرز تصريح آخر لوزير الخارجية التونسية عثمان الجرندي يؤكد من خلاله على أن هذه الهبة مقدمة من رجل الأعمال المذكور ويشكره عليها. 

ظهر كذلك الفريق طبيب مصطفى الفرجاني مدير عام الصحة العسكرية معبّرا عن “استحسان أعمال المساعدة من قبل رجل الأعمال المذكور”. 

وتجدر الاشارة إلى أن الفيديوهات التي نشرها كمال الغريبي لتوثيق قدوم المساعدات تشير إلى أنها من إنتاجه وغير متاحة في منصات إعلامية أخرى.

كما يظهر هؤلاء في فيديو منشور بتاريخ 9 أوت على صفحة رئاسة الجمهورية يشكرون فيه  رجل الأعمال المذكور على جهوده في هذا الشأن.

من هو كمال الغريبي ؟ 

كمال الغريبي، رئيس مجلس إدارة مجموعة جي كي إنفستمنت هولدينغ، ومقرها سويسرا، ويشغل حاليا منصب رئيس GKSD Holding Italy، ورئيس GSD Healthcare Middle East ونائب رئيس GSD، أحد أكبر مقدمي الرعاية الصحية في أوروبا. وجاء في موقعه الخاص أنه “جمع ثروته من العمل في صناعة النفط في الشرق الأوسط والولايات المتحدة وأوروبا. وتندرج استثماراته القابضة في العديد من القطاعات، خاصة  الرعاية الصحية بصفة كبيرة في الشرق الأوسط وأفريقيا”.

ويتبين من خلال أنشطته على حسابه عبر انستغرام حضوره الواسع في دول أفريقية عديدة، وامتداد علاقته مع دبلوماسيين وسياسيين على وجه الخصوص عن طريق المساعدات الإنسانية. ومن بين هذه الدول تونس وليبيا والجزائر وكينيا. ويظهر حسابه صورا جمعته بالوزير الأول الليبي عبد الحميد دبيبة، و سفير الجزائر في روما أحمد بوطاش و رئيس دولة كينيا UHURU kINAYATA.


إشراف عام خولة بوكريم

بالشراكة مع منظمة « صحافيون من أجل حقوق الإنسان » الشؤون الدولية/كندا