21/08/30
انتظم يوم أمس الأحد 29 أوت 2021 اليوم الثالث لعمليات التلقيح المكثف ضدّ فيروس كوفيد-19 بـ 395 مركز مخصص للغرض متفرقة على كامل مناطق الجمهورية، شملت الفئة العمرية 40 سنة فما فوق الذين لم يتلقوا التلقيح بعد والفئة العمريّة من 15 إلى 17 سنة لتستهدف اكثر من مليون شخص.
في ڤرمبالية ثلاث مراكز تلقيح خصصت لما يزيد عن 7000 شخص، تم استدعائهم عبر الارساليات القصيرة حيث تم تخصيص اثنان منهما لمن تجاوز سنهم الأربعين سنة والآخر لبقية الفئات العمرية و قد تم تلقيح 4276 شخص بمعتمدية قرمبالية بعد إغلاق آخر أبواب المراكز الثلاث حسب ما أفاد به معتمد ڤرمبالية طارق الهادي.
إلهام التليجاني واحدة من الإطار الطبي الموجود بمركز التلقيح بإعدادية الحبيب بوڨطفة تقول لكشف أن عدد المدعوين للمركز كان في حدود 3700 شخصا و مثلهم في مركز معهد ابن سينا، لكن المفاجأة كانت أن عدد الوافدين من غير المستدعين تجاوز عدد الملقحين الذين وصلتهم ارساليات ايفاكس على حد تعبيرها.
غير المدعوين توافدوا بأعداد كبيرة على مركز التلقيح ، و تجاوز عددهم من تلقوا إرساليات للقدوم، لا أعلم ما السبب لكن الأمر غريب بعض الشيء.

تضيف الدكتورة تليجاني أن عدد المقبلين من الفئة العمرية 15-17 سنة كان مخيبا للآمال و ليس في حجم التوقعات خصوصاً و أن أغلبهم على أبواب عودة مدرسية بعد أيام قليلة فمن غير المعقول أن يتغيبوا على هذا الموعد و أن لا يرافق الأولياء أبناءهم لمراكز التلقيح لحمايتهم من الفيروس و من موجات قادمة قد تضرب تونس في الفترة القادمة.
خلال ساعات الصباح الأولى لم يتجاوز عدد المقبلين 500 تلميذا بدار الشباب بڨرمبالية وهو عدد ضئيل مقارنة بعدد التلاقيح المتوفرة، لكن و مع إعلان وزارة الصحة فتح المجال للشباب من سن 18 إلى 39 سنة لتلقي التلقيح بصفة استثنائية ارتفع العدد بمركز تلقيح دار الشباب الى 1200 شخص.
و تجدر الإشارة إلى أن عملية التلقيح بدار الشباب قد انطلقت في حدود الساعة الثامنة و نصف في حين أن عددا كبيرا من المواعيد كانت مقررة انطلاقا من السابعة صباحا و يعود هذا التأخير لغياب الإطار الطبي وشبه الطبي في هذا التوقيت رغم توفر التلاقيح منذ اللحظات الأولى لفتح ابواب المركز ووجود الأمن و المتطوعين/ات و المشرفين على عملية التنظيم إضافة إلى عشرات الأطفال و الاولياء.
تحدثنا إلى سعيد، تلميذ في سن السابعة عشر أتى برفقة أخيه الأصغر منتصر البالغ 15 سنة الى مركز التلقيح بعد إصرار والدته على ذلك لأنها ترى أن حمايتهما من هذا الفيروس لا تتحقق إلا بالتلقيح، رغم تخوفهما من الأمر بسبب أعراض التلقيح التي دامت أياما تقلق راحة امه و تنهك جسدها من آلام في المفاصل وارتفاع حرارة ، يقول الطفل
حقيقة أنا لا أرغب في التلقيح و أنا خائف من تلك العوارض التي ظهرت على أبي و أمي بعد تلقيهم للجرعة الاولى ، لكن أمي اصرت على ان نأتي و رافقتنا الى هنا

ولم يغب عن مشهد يوم التلقيح المكثف فاعلون رئيسيون أثبتوا حضورهم في كل مرة، وهم المتطوعون/ـات و عددهم بالعشرات منتشرين على مراكز التلقيح أغلبهم من أعضاء الكشافة التونسية إضافة إلى بقية الجمعيات و ناشطي المجتمع المدني بڤرمبالية الذين واكبوا عملية التلقيح لتنظيم الصفوف و تسجيل المواطنين ومساعدة كبار السن خاصة.
أغلب المتطوعات و المتطوعين يعربون عن سعادتهم من نجاح هذه الأيام المفتوحة للتلقيح و يؤكدون أنهم على أهبة الاستعداد لتلبية نداء الواجب رغم بعض النقائص و المشاكل التي تعترضهم، لكن هذا لا يخفي بعض التجاوزات و المشاحنات التي قد تحصل من حين الى آخر بسبب سوء تفاهم قد يحصل بين المواطنين والمتطوعين/ـات .
تحدثنا الى مجموعة من أعضاء الكشافة المتواجدين على عين المكان و سألناهم عن ظروف العمل والعلاقة مع الوافدين على مراكز التلقيح، فتقول نورهان أحد المتطوعات بمركز الحبيب بوڤطفة:
في بعض الأحيان نتعرض للإهانة أو الشتم، فبعض المواطنين يظنون أننا نتقاضى أجرا مقابل ما نقوم به فهم لا يعلمون أننا نتطوع لخدمتهم، فكثيرا ما نسمع عبارة “أنت تتقاضى المال ، قم بواجبك و اسكت ”
عملية التلقيح سارت بنسق بطيء في ڤرمبالية فغابت الصفوف الطويلة والاكتظاظ الذي لوحظ خلال اليوم المفتوح الأول للتلقيح، رغم عدم انقطاع المقبلين طيلة ساعات فتح المراكز إلاَّ أن الاعداد لم تصل الى أرقام قياسية أو مرتفعة ، هذا الأمر الذي جعل المشرفين على عملية التنظيم لا يجدون صعوبات كبيرة في تسيير العملية، لأن المواطنين قدموا على دفعات ممَّا جعل الأمر يسير بسلاسة ، فمنذ دخول المركز و حتى الخروج منه قد لا تتجاوز العملية 15 دقيقة اجمالا لتلقي جرعة التلقيح .
رصدنا آراء عدد من المواطنين داخل مراكز التلقيح، أغلبهم كان سعيداً بسير التلقيح في ظروف طيبة و حفاوة الاستقبال و سلاسة الإجراءات خصوصاً المجهود الذي يبذله المشرفون/ـات على التنظيم.
يقول خميس، نادل بأحد المقاهي في سن الخمسين من عمره أثناء الحديث إليه عند باب الخروج من مركز التلقيح:
الأجواء عموما جيدة و لم اتعرض لصعوبات، شكرا لهؤلاء الشباب الذين يشرفون على عملية التنظيم و كل الأطباء الموجودين هنا، هم أبطال هذا اليوم
أغلب الملقحين كانوا في صحة جيدة بعد اللحظات الاولى لتلقي الجرعة وقد تم تخصيص قاعات مراقبة بعد التلقيح لتقديم النصائح من مجموعة من الأطباء و توجيه المواطنين لما يتوجب عليهم فعله أو تركه بعد العودة الى منازلهم، و لكن أثناء تواجدنا بالمركز تعرضت أحد النساء الى توعك وحالة من الإغماء بعد دقائق قليلة من الحقنة مما استوجب تدخل الأطباء الموجودين على عين المكان و من ثم نقلها عبر سيارة الاسعاف الى قسم الاستعجالي بمستشفى ڤرمبالية.
عموما كانت ظروف التلقيح بمراكز ڤرمبالية عادية، رغم نسب الإقبال التي تعتبر ضعيفة خاصة من الذين تلقوا إرساليات من وزارة الصحة، الأعداد خلال النصف الأول من اليوم كانت متدنية، ولعل فتح الأبواب أمام الجميع انطلاقا من النصف الثاني لليوم أنقذ الأمر مما رفع عدد المقبلين على مراكز التلقيح، في نسبة الإقبال كانت في حدود 22% على الصعيد الوطني حتى الساعة الرابعة مساء بمجموع يفوق 289 ألف شخص من بينهم 23855 مواطن بولاية نابل.
هذا وقد أعلنت وزارة الصحة في بيان لها أن العدد الجملي للملقحين في اليوم الثالث لعمليات التلقيح المكثف قد وصل إلى 467631 في 395 مركز تلقيح، و أن نسبة الملقحين من فئة 15-17 سنة كانت 27% ، فيما بلغت النسبة الإجمالية للملقحين/ـات من من تجاوزوا سن الأربعين 58% و 15% للفئة العمرية ما بين 18 و39 سنة
بالشراكة مع منظمة « صحافيون من أجل حقوق الإنسان » الشؤون الدولية/كندا