21/09/12
الفقر والخصاصة هما أكثر ما يمكن ملاحظته عند وصولك إلى “دوار البلاهدية” المنطقة التابعة لمعتمدية السبالة من ولاية سيدي بوزيد. كما أن الحزن مازال يخيم على سكانها الذين عاشوا واقعة أليمة يوم 27 أفريل 2019 على إثر حادث مرور جد بمنطقة “الشارع” التابعة لمعتمدية السبالة من ولاية سيدي بوزيد.
تمثل وقتها في تصادم لشاحنة تنقل عملة في القطاع الفلاحي مع اخرى لنقل الدجاج، وقد تسبب في وفاة 12 شخصا من بينهم 7 نساء عاملات في القطاع الفلاحي واصابة 20 اخرين بجروح متفاوتة الخطورة .
زارت “كشف ميديا” “دوار البلاهدية” القرية المتاخمة للمنطقة العسكرية المغلقة بجبل مغيلة والتابعة لمعتمدية السبالة من ولاية سيدي بوزيد لتسليط الضوء على ظروفهم الاجتماعية فترة الكوفيد ومدى توفر الخدمات الصحية لفائدتهم.
حورية الخضراوي، تلك التي تظهر في الصورة أعلاه بوشاح أصفر، تبلغ من العمر 17 سنة، كانت تعمل في القطاع الفلاحي بأجر لا يتجاوز العشر دنانير في اليوم، فقدت يدها اليسرى في حادث المرور المذكور. تعاني حاليا من البطالة ومن الفقر والخصاصة التي فرضت عليها بسبب وضعها الصحي.
في “دوار البلاهدية” أجمع السكان على عدم توفر كل مقومات العيش الكريم اذ لا توجد مياه صالحة للشرب ولا مستوصف ولا نقل عمومي والاطفال يعانون من الانقطاع المبكر عن الدراسة. كما أن الظروف الاجتماعية الهشة وشح فرص العمل وتوفير المداخيل المادية، تمكنوا من كل العائلات التي تقطن بمنطقة ” دوار البلاهدية”، تزامنا مع معاناتهم من انتشار فيروس “كورونا”. ومازاد من أزمتهم الصحية عدم وجود مستوصف كما يصعب عليهم للتوجه للمستشفيات لتلقي العلاج، فيبقى مريضهم يصارع المرض الى أن يشفى أو يموت.
الخالة فاطمة الخضرواي، في حديثها لـ”كشف ميديا” تؤكد الغياب الكل للخدمات الصحية في دوار البلادهية، وأن من “يمرض يموت” والدولة لا تعتبر سكان تلك المنطقة مواطنون ولهم حقوق مثل بقية التونسيين.
يذكر أن الدولة قد خصصت في أفريل 2019 لفائدة “دوار البلاهدية” مجموعة من الإجراءات الاستثنائية التي أوصى بها رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد لفائدة أهالي الجرحى والمتوفين إثر حادث مرور منطقة “الشارع” بمعتمدية “السبالة”.
وقد كان من بينها إحداث منطقة سقوية لتتمكن النساء من العمل في الفلاحة على عين المكان بمنطقتهن، و إحداث خط نقل عمومي يربط بين سيدي بوزيد والسبالة ومغيلة والبلاهدية، وتحويل المدرسة الاعدادية بمغيلة إلى معهد ثانوي نظرا لبعد المعهد الثانوي بالسبالة عن منطقة البلاهدية وهو ما تسبب في الانقطاع عن التعليم لعدد من أبناء المنطقة، إلا أن هذه الإجراءات بقيت مجرد حبر على ورق.
جميعها حقوق كان يتوجب على الدولة توفيرها للمواطنين/ات في كل الأحوال ومنذ سنوات، إلا أن الوضع وا يزال في المنطقة على حاله الى حد اليوم بل وقد ازداد الوضع سوءا جراء تفاقم الظروف فترة الكوفيد.
بالشراكة مع منظمة « صحافيون من أجل حقوق الإنسان » الشؤون الدولية/كندا