كشف صحي


تلقيح الأطفال: تردد الأولياء هو التحدي التالي في معركة الكوفيد19

21/09/14

مع انطلاق العودة المدرسية لهذا العام، ينتهي نظام التدريس بالأفواج الذي فرضته وزارة التربية السنة الماضية جراء جائحة الكوفيد. وفي الوقت الذي يلتحق فيه أكثر من مليوني تلميذ بمدارسهم ومعاهدهم، أعرب العديد من الأولياء عن مخاوفهم من عودة انتشار العدوى، في انتظار الشروع في عملية التلقيح للفئة العمرية لمن هم فوق الـ 12 سنة.

كان علي مرابط المكلف بتسيير وزارة الصحة قد أعلن عن انطلاق تلقيح الأطفال والتلاميذ الذين تتراوح أعمارهم من 12 إلى 15 سنة، بداية من النصف الثاني من شهر سبتمبر الجاري.

كما أشار إلى أن الوزارة قررت تلقيح هذه الفئة العمرية عبر التنقل إليهم إلى مدارسهم ومعاهدهم، مع الحرص على الاطلاع على التراخيص الأبوية للتلقيح.

تجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة كانت قد خصصت اليوم الخامس لعمليات التلقيح المكثف ضدّ فيروس كوفيد-19، للفئة العمرية التي تتراوح بين 15 و17 سنة، يوم السبت 11 سبتمبر 2021.

تفاوت مواقف الأولياء بين التردد وضرورة التطعيم

أجرت “كشف ميديا” استطلاعا لآراء بعض الأولياء حول عملية تلقيح أبنائهم، تبين من خلاله حرص معظم الآباء على إجراء التطعيم، خوفا من انتشار العدوى بين الأطفال، خاصة بعد انتشار متحور دلتا الذي تأكدت قدرته على إصابة الصغار والكبار على حد سواء. وتردد البعض الآخر من الآثار الجانبية للتلقيح على أطفالهم.

وفي ظل التحذير من موجة خامسة للفيروس، هذا الخريف، أعرب البعض عن ترددهم بين الموافقة على تطعيم أطفالهم لحمايتهم وبين الخشية من أثر اللقاح، على المدى القريب والبعيد، لهذه الفئة العمرية.

ومن بين الفئة المترددة، كشف الولي عبد المجيد الجهوي وهو مغربي مقيم في تونس عن تردده للسماح لابنته التي تدرس بالمدرسة الاعدادية بتلقي اللقاح.

ويقول عبد المجيد لـ”كشف ميديا”: 

صراحة لقد كنت مترددا حتى بالنسبة إلي أنا شخصيا. ولولا حاجتي للجواز الصحي للتلقيح حتى أتمكن من السفر ما كنت تلقيت اللقاح.

وتابع:

 فيما يتعلق بتطعيم ابنتي ذات الـ12 سنة لا أزال مترددا حد هذه اللحظة، لكن على الرغم من خوفي الشديد من أثر هذه اللقاحات على أبنائنا، أشعر أن الوضع يحتم علينا ذلك.

وثيقة الموافقة التي تطلب فيها وزارة الصحة موافقة الولي على تلقيح الأبناء 

فيصل الوسلاتي، وهو أستاذ جامعي، عاش تجربة صعبة بعض الشيء بعد إصابة ابنته الكبرى ذات الـ13 سنة بالفيروس مع نهاية السنة الدراسية الماضية. وكانت ابنته قد التقطت العدوى من مدرستها ومن ثمة نقلت العدوى إلى شقيقها وجدتها.

ولا يرغب فيصل في استرجاع نفس مشاعر القلق والهلع والتوتر مرة أخرى، خاصة بعد نجاة أفراد أسرته من الفيروس الفتاك.

ويقول لـ”كشف ميديا”: 

أصبح اللقاح ضرورة لكل الأعمار وهو سلاحنا الوحيد لحماية أسرنا أمام المتحورات الناشئة في كل مرة”،

مضيفا بنبرة الواثق

“لذلك أنا أثق في العلم وأوافق على تلقيح ابنتي وليس ذلك فحسب وإنما أنتظر السماح لتطعيم من هم أقل من الـ 12 سنة حتى يتسنى لابني أيضا التلقيح.

أما “أم إدريس” فهي ترى بدورها من الضروري تطعيم الأطفال والمراهقين من أجل تحقيق مناعة جماعية أكبر. وأعربت عن اقتناعها التام بذلك لـ”كشف ميديا” بقولها: 

أنا وأسرتي نتحدث باستمرار عن منافع التلقيح ومخاطر الوباء المتزايدة، وتلقينا جميعنا اللقاح ولم يتبق سوى ابني الأصغر إدريس ذي الـ 17 عاما.

وأردفت بحماس “لقد شجعت ابني على التطعيم ووجدته هو بدوره مقتنعا بضرورة الإقدام على نفس الخطوة مثل بقية أشقائه”.

وأشارت أم إدريس إلى أنها لا تخشى تعرض ابنها للأعراض الجانبية للقاح لأنها علاوة على أنها قد لا تحدث أحيانا فهي تظل ظرفية وغير خطرة مقارنة بأعراض الفيروس نفسه.

اللقاح المرخص لتطعيم الأطفال في تونس

أعلن علي مرابط أنه خلال حملة التلقيح التي ستقوم بها الفرق الطبية داخل المدارس والمعاهد، سيتم اعتماد لقاح فايزر الذي تحصل مؤخرا على الترخيص للفئة العمرية بين 12 و15 سنة في تونس.

وقد سبق أن أوصي المركز الأمريكي للسيطرة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) كل شخص يبلغ من العمر 12 عامًا فما فوق بالحصول على لقاح الكوفيد 19 للمساعدة في الحماية من المرض.

كما بينت المعلومات العلمية المتوفرة إلى حد الآن أن اللقاحات يمكن أن تساعد في منع إصابة الأطفال بحالات شديدة للمرض. 

وأكد علماء “السي دي سي” أن الطفل يحتاج بدوره، مثل البالغين، لجرعة ثانية للقاح فايزر بعد مرور 3 أسابيع على تلقي الجرعة الأولى.

وينصح الأطباء بإبقاء الأطفال الذين تلقوا اللقاح على عين المكان لمدة 15-30 دقيقة حتى يتمكن الأطباء أو الممرضون من ملاحظة أي رد فعل تحسسي شديد يحتاج إلى علاج فوري.

ولمنع حالات الإغماء، يوصي المركز الأمريكي بجلوس الطفل أو استلقائه أثناء التطعيم. ولمدة 15 دقيقة بعد إعطاء اللقاح.

قد يعاني الطفل من بعض الآثار الجانبية، مثل الألم والتورم والحرارة والصداع والقشعريرة والحمى، وهي علامات طبيعية على أن جسمه يبني الحماية.

لماذا على الأطفال أيضا تلقي التطعيم

يشير المركز الأمريكي إلى أن التطعيم على نطاق واسع هو أداة حاسمة للمساعدة في وقف الوباء.

و الافتراض القائل بأن تطعيم البالغين ضد الكوفيد سيحمي الأطفال أيضا هو افتراض خاطئ، حيث يشكل الأطفال والمراهقون نسبة كبيرة من سكان العالم، لذلك هم أيضا يحتاجون إلى إشراكهم في الجهود المبذولة لبناء مناعة القطيع.

وفي الوقت الذي أشارت فيه منظمة الصحة العالمية، السنة الماضية، لضرورة تطعيم ما بين 60 و70 بالمئة من سكان العالم حتى نتمكن من الوصول إلى المناعة الجماعية، كشف الكثير من علماء الصحة مؤخرا، أنه يجب تحقيق معدل تطعيم يصل إلى 85 بالمئة.

تقرير فرنسي بعنوان يجب علينا تلقيح الأطفال؟

قالت البروفيسور كارينا توب، التي تدرس اللقاحات وعلم الأوبئة في جامعة دالهوزي الكندية، وفق موقع دويتشه فيله الألماني:

إن الوصول إلى مناعة القطيع سيعتمد على “الحصول على لقاحات كافية للبالغين وأنا أعلم أن هناك مخاوف في العديد من البلدان من أن العديد من البالغين غير مستعدين للحصول على التطعيم.

وأضافت أن هذا هو السبب في أن تطعيم الأطفال والمراهقين أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وقد شرعت فعليا العديد من الدول في عملية تلقيح الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن الـ 12 عاما. فقد وافق الاتحاد الأوروبي على لقاح فايزر لمن هم فوق 12 سنة في شهر ماي الماضي.

ومنذ ذلك التاريخ، بدأت عمليات تطعيم الأطفال في هذه السن في كل من بريطانيا وفرنسا وهولندا وألمانيا وإيطاليا. 

وقد سمحت الولايات المتحدة وكندا بدورهما بتلقيح نفس الفئة العمرية، بينما تهدف الصين إلى تطعيم جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاما بحلول أكتوبر.


إشراف عام خولة بوكريم

بالشراكة مع منظمة « صحافيون من أجل حقوق الإنسان » الشؤون الدولية/كندا