21/09/17
يجلس خالد الهمامي، 19 سنة طالب سنة اولى بالمدرسة العليا للاقتصاد الرقمي، بكلية منوبة على أحد المقاعد ينتظر انتهاء ربع ساعة من المراقبة الصحية بقاعة التلقيح أثر تطعيمه بلقاح جونسون.
يقول خالد بأنه لم يضع فرصة وجود مركز تلقيح قريب من الجامعة التي يدرس فيها و قرّر القدوم مباشرة أثر إخباره بتوفر تلاقيح بالجامعة لأنه لم يتمكن من ذلك خلال اليوم المفتوح للتلقيح الذي خصص للطلبة.
لأسباب تعود أساسا لبعد مركز التلقيح المخصص عن مقر سكناه ، انتظر خالد يوم التلقيح المفتوح بالمركب الجامعي منوبة حتى يحصل على جرعته.
الأجواء طيبة و التنظيم كان جيدا ولم يستغرق الأمر كثيرا من الوقت ، هي مبادرات جيدة تقرب المسافات على أمثالي و تسهل عملية تلقيح الطلبة .
و دعا خالد بقية الطلبة والمواطنين الى الاقبال على التلقيح تفاديا لموجات قادمة قد تمثل خطرا عليهم
وكان قد انتظم يوم الأربعاء 15 سبتمبر تاريخ العودة المدرسية، بالمركب الجامعي بمنوبة اليوم الأول المفتوح للتلقيح ضد فيروس كورونا للطلبة و الاساتذة و الاداريين والعاملين الراجعين بالنظر الى جامعة منوبة.
و يندرج هذا اليوم ضمن الأيام المفتوحة للتلقيح التي تنظمها وزارة الصحة بالتشارك مع وزارة التعليم العالي و جامعة منوبة طيلة 4 أيام من 15 إلى 18 سبتمبر 2021 منذ الساعة الثامنة صباحا الى الثانية بعد الزوال بمدرج الحداثة “قرطاج”.
الإقبال على التلقيح خلال اليوم الأول يعتبر ضعيفا حيث لم يتجاوز العدد الجملي 60 شخصا من طلبة و عملة و هو ما يعتبر عددا قليلا مقارنة بالعدد الجملي للطلبة بالمركب الجامعي بمنوبة.
حيث أكدت الدكتورة ألفة الوسلاتي رئيسة مصلحة الطب المدرسي و الجامعي بولاية منوبة لكشف ميديا أن عدد التلاقيح الإجمالي قبل ما يقارب الساعة من انتهاء اليوم الأول بلغ 57 شخصا، هذا وانقسمت التلاقيح إلى 3 أنواع ، لقاح جونسون اند جونسون للطلبة البالغين سن 18 و اللقاح الصيني كورونا فاك لمن تتراوح أعمارهم بين 18 و 39 سنة و استرازينيكا لمن تجاوزوا سن الأربعين من العملة و الإداريين
هذا وقد عادت النسبة الأكبر للملقحين الى الطلبة ب 47 تلقيح جونسون تليها تلاقيح استرازينيكا ب 10 جرعات و عدد 2 جرعات كورونا فاك .
و قد اعتبرت الوسلاتي ان العدد يعتبر مقبولا بالنسبة الى أول ساعات التلقيح و ان الادارة الجهوية للصحة و جامعة منوبة ستنطلق في حملة دعائية تشمل كافة الطلبة و المؤسسات الجامعية و حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي و صفحات الجامعات
تقول الدكتورة الفة
انطلقنا في حملات توعوية بالتعاون مع ادارة جامعة منوبة ، نعول على وعي الطلبة والإطار الإداري و الأساتذة للإقبال على التلقيح و انجاح هذه الأيام و تسجيل إعداد محترمة من الملقحين .
نسق التلقيح بجامعة منوبة كان بطيء و تكاد قاعة التلقيح تكون شاغرة من حين الى آخر حسب ما عاينته كشف ميديا رغم وجود المكثف الإطار الطبي وشبه الطبي و لجنة التنظيم والحماية المدينة و توفر عدد كبير من الجرعات.
و يُرجع عامر الشريف نائب رئيس جامعة منوبة السبب الأساسي لضعف الإقبال الى عدم استئناف الدروس بطريقة طبيعية الى اليوم باستثناء جامعة واحدة من بين 14 مؤسسة جامعية تابعة لجامعة منوبة تم استئناف الدروس بها منذ يوم 2 سبتمبر، كما يؤكد أن مشاكل عديدة قد تعترض الطلبة خاصة في ما يخص السكن الجامعي وهو ما يعطل العودة الجامعية خلال أيامها الأولى مما يجعل عدد الطلبة الموجودين داخل الجامعة ضعيفا. بالاضافة الى وجود جامعات أخرى راجعة بالنظر إلى جامعة منوبة لكنها غير موجودة بالمركب الجامعي و تبعد عنه بكيلومترات مما قد لا يسمح لهؤلاء الطلبة للقدوم و تلقي التلقيح.
يضيف شريف:
العدد ضعيف بعض الشيء ، لكننا نقوم بالدعاية اللازمة لتحفيز الطلبة خاصة وأن الظروف طيبة تنظيميا هنا.
حاولت كشف ميديا الحصول على عدد الطلبة الملقحين التابعين للمؤسسات الجامعية بمنوبة، لكن جامعة منوبة ردت بأن الرقم غير متوفر و ان ادارة الجامعة ليس لها أي علم بهذا العدد.
وتضم كلية منوبة أكثر من 17 ألف طالب و 1300 أستاذ و حوالي 700 موظف و عامل موزعين على 14 مؤسسة جامعية.
في حديثه عن امكانية اعتماد التراخيص الصحية وهو إجراء ذهبت في اعتماده عدة دول يفرض على المواطنين تقديم شهادة تفيد تطعيمهم بلقاحات كوفيد للترخيص لهم لدخول الفضاءات العامة أو التمتع بالخدمات العمومية يقول عامر الشريف بأن الأمر لازال غير مطروح، كما أن الجامعة لم تتلق أي مراسلة من وزارة الصحة أو الادارة الجهوية للصحة بمنوبة في خصوص هذا الأمر.
الهدف الأساسي لعملية التلقيح هو التخفيض في نسب العدوى و تأمين العودة الجامعية في أحسن الظروف و ان مثل هذه الإجراءات و القرارات تعود اساسا الى وزارة الصحة لا الجامعات.
الطالب خالد لا يرى مانعا أن التوجه نحو اعتماد التراخيص الصحية داخل المؤسسات الجامعية بالإضافة إلى أنها وسيلة معتمدة في عدة دول اجنبية و أفضت إلى نتائج ايجابية لكنها قد تمثل تعديا على الاختيارات الشخصية و حرية الأفراد في تقرير مصيرهم على حد تعبيره
من جهتها علقت الناطقة الرسمية بإسم اللجنة العلمية الدكتورة جليلة بن خليل في تصريح لـ”كشف ميديا” بأن مثل هذه الأرقام تعتبر ضعيفة ومخيبة للآمال خاصة في صفوف الطلبة و الإطار الجامعي ، كما عبرت عن قلقها من استئناف السنة الجامعية دون تلقيح جميع الطلبة باعتبار أن غير الملقحين المتواجدين داخل الجامعات غير محميين من العدوى.
الطلبة غير الملقحين يمثلون خطرا على البقية خصوصاً داخل المؤسسات الجامعية التي تعرف اكتظاظا يوميا كجامعة منوبة التي تضم آلاف الطلبة والأساتذة والعاملين.
كما دعت الدكتورة الى ضرورة الإقبال على التلقيح و انجاح هذه الحملات التي تقام بالمؤسسات الجامعية بالتشارك مع وزارة التعليم العالي تفاديا لموجات قادمة من الفيروس و لإنجاح السنة الجامعية و تفادي أي سيناريوهات سيئة قد تحصل في المستقبل و تعطل سير الدروس
و تجدر الإشارة الى أن عددا من الطلبة و الاداريين كانوا متواجدين على عين المكان للتطوع والإشراف على الأمور التنظيمية و اللوجيستية و التعاون مع بقية الإطار الطبي وشبه الطبي المتواجدين بمركز التلقيح بجامعة منوبة.
بالشراكة مع منظمة « صحافيون من أجل حقوق الإنسان » الشؤون الدولية/كندا