21/09/18
تشهد بلادنا و على غرار دول العالم ، موجات متتالية من فيروس كورونا المستجد مما غير نمط الحياة لدى التونسي ، و فرض جملة من التحديات على الدولة و مختلف الإدارات ، حيث أصبحنا نعيش ببروتوكولات صحية و صفوف أمام مختلف المؤسسات العمومية و الخاصة و غيرها .
كما يواجه كل القطاعات ، خصوصا منها الحساسة جملة من التحديات لمواصلة العمل من ناحية ، والحفاظ على الأرواح البشرية من ناحية أخرى، يواجه النقل المدرسي في ولاية باجة تحدي تأمين إيصال التلاميذ بسبب التخلي على نظام الأفواج و الذي كان له دور كبير في الحد من الاكتظاظ بنسبة 50 % .
توجهنا إلى الأولياء للتعرف عن قرب على ٱرائهم ومواقفهم في ما يخص النقل المدرسي العمومي ، حيث كانت أغلب المواقف مبنية على الخوف و الحيرة و من بين الأولياء حدثنا و.ج أب لطفلتين تاجر بباجة مؤكدا أنه لا يثق في النقل العمومي و تصريحات وزارة النقل أو المديرين الجهويين للشركات الجهوية للنقل، و ابتسم قائلا:
أستغرب من الأولياء كيف يسمحون لأبنائهم التنقل في الحافلة في زمن الوباء ، لقد تمكن الوباء من زيارة منزلي و أصاب كل أفراد العائلة ( زوجته و ابنتيه ) ، وكانت أيام صعبة و خوفي كان كبيرا على بناتي خصوصا الكبيرة التي واجهت أعراض صعبة ” .
يقول و.ج إنه اختار هو و زوجته على نقل بناته و لن يعتمد على الحافلات التابعة للشركة الجهوية للنقل بباجة.
أما ش.ڨ متفقد متقاعد بمندوبية الطفولة أنه إحدى بناته تدرس في كلية الطب في تونس و الأخرى نجحت هذه السنة في الباكالوريا و ستكون سنتها الأولى في الجامعة هذه السنة ، وهو في حيرة وقلق كبيرين ، فقد ، حيث قال كنت اعتمد على نفسي في نقل ابنتي سواء للمعهد أو حتى الدروس الخصوصية لحمايتها من العدوى بعد أن شهدت باجة موجة كبيرة من الكوفيد بسبب تفشي فيروس دلتا ، و تابع
أشعر بالحيرة هذه السنة ” سوف تعتمد ابنتي على النقل العمومي في تونس العاصمة و ليس لدي حلول خصوصا أنها ترفض فكرة التلقيح ، و أضاف أنه سيحاول قدر الإمكان توفير الموارد المالية لها للحد من استعمالها وسائل النقل العمومية سواء الحافلات أوالمترو .
ر.و هي ربة منزل وزوجها عامل يومي تقطن منطقة حي المنار في ولاية باجة ، ليس لها حل في نقل ابنها سوى الحافلة ، لأنها لا يمكنا تغطية تكاليف سيارة الأجرة من هذا الحي إلى المعهد ، خصوصا أن ظروفهم المادية صعبة ، محدثتنا أفادت انها تلقت التلقيح و بالرغم من ذلك تعرضت للإصابة بفيروس كورونا ، وتضيف
عند إصابتي بالفيروس انتابني الخوف منه بالرغم من أنني تلقيت جرعتين و لكن مشاهدة فقدان العشرات في باجة بسبب هذا الوباء يجعلك تخاف حتى ولو كنت محصنا بالتطعيم ، سوف أقوم بتوفير الجال المعقم لإبني و الحرص على ارتدائه الكمامة و سوف أحرص على جعله ينتبه لنفسه و يكون صارما في تطبيق البروتوكول الصحي.
و في سياق ٱخر قمنا بجولة في إحدى الحافلات لرصد اليوم الأول من العودة المدرسية ، حيث لاحظنا نسبة منخفضة من التلاميذ يركبون الحافلة ، و لهذا السبب قمنا بالإستفسار من السائق الذي أكد لنا أن اليوم الأول من العودة المدرسية عادة ما تكون حركة التلاميذ فيه محدودة، بسبب التأخر في اقتناء الإشتراكات ، أو التأخر في الذهاب للمدرسة أو المعهد أو لأسباب أخرى.
بعض التلاميذ حاولوا الصعود إلى الحافلة وهم لا يحملون اشتراكات مدرسية ولا تذاكر، الأمر الذي جعل السائق يقوم بمنعهم وإعلامهم أنه لا توجد تذاكر للبيع و يجب عليهم اقتناء الإشتراكات ليستطيعوا التمتع بخدمة النقل المدرسي.
كان هناك، تطبيق نسبي لارتداء الكمامة في صفوف التلاميذ ، و هو ما يجب تفاديه في الأيام القادمة خصوصا أن الحافلات ستشهد ازدحاما كبيرا بسبب عودة الحياة المدرسية بصفة طبيعية .
الشركة الجهوية للنقل بباجة قامت بوضع خطة وإعطاء الأولوية للنقل المدرسي و الجامعي ، حيث أن أسطول الشركة يحتوي على 127 حافة ، تم تخصيص 99 منها لنقل التلاميذ و الطلبة أي بمعدل 71 % خصص للنقل المدرسي . كما سيتم التكثيف في عدد الرحلات ، و فك العزلة على المناطق البعيدة و التي يصعب الوصول إليها لنقل ابنائها ، وهي خطوة تم اتخاذها للحد من الانقطاع عن الدراسة المبكر وفق تصريح الرئيس المدير العام للشركة الجهوية للنقل بباجة شمس الدين التومي.
و في نفس الوقت تواجه الشركة صعوبات في ما يخص البنية التحتية التي تمنعهم من الوصول للعديد من المناطق البعيدة في أرياف باجة ، و كذلك الإعتداءات المتكررة بالحجارة على الحافلات خصوصا في المناطق البعيدة و تهشيم الواقيات في مناطق الانتظار ، وهو ما يعرض حياة الركاب للخطر من جهة و خسائر مادية كبيرة للشركة تصل إلى توقف بعض الحافلات للصيانة بسبب غياب قطع الغيار في بعض الأحيان ، إضافة إلى التكاليف الباهظة التي تتكبدها الشركة .
كما سيتم توفير 393 سفرة يومية ، بعد أن أضافت الشركة 10 حافلات للتعامل مع العودة العادية لمقاعد الدراسة ، مع برمجة اقتناء 10 حافلات في موفى السنة ، أو بداية سنة 2021 .
مع وضع بروتوكول صحي خصوصا منها تعقيم الحافلات بصفة يومية ، وتعزيزها بكمامات لمدها للتلاميذ عند الحاجة وفرض ارتداء الكمامة داخل الحافلة حسب المعطيات التي أفادنا بها شمس الدين التومي الرئيس المدير العام للشركة الجهوية للنقل بباجة.
بالشراكة مع منظمة « صحافيون من أجل حقوق الإنسان » الشؤون الدولية/كندا