كشف صحي


جرعة لقاح ثالثة للسفر: تطبيقة جديدة و منافع مزدوجة

21/09/28

بعد تشكي الكثير من المواطنين من صعوبة السفر خارج تونس، جراء تلقيهم للقاحات غير معترف بها داخل الاتحاد الأوروبي، أعلنت وزارة الصحة عن تنزيل تطبيقة جديدة على منصة ايفاكس ، الخاصة بالتلقيح، تسمح للراغبين في السفر بتلقي جرعة ثالثة من اللقاحات المعتمدة في أوروبا.

يقول جابر بن عطوش، رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة: “تلقي عدد مهم من التونسيين لتلاقيح غير معتمدة داخل دول الاتحاد الأوروبي تسبب لنا في إشكال كبير”.

وكان بن عطوش قد طالب “وزارتي الصحة والسياحة، بالتشاور مع المعنيين، بإيجاد حل لهذه المعضلة حتى يتمكن المواطنين من السفر إلى أوروبا دون عوائق”. 

وأصبح الحل ممكنا الآن بعد أن قررت بعض الدول الأوروبية ومنها فرنسا، الموافقة على استقبال الأشخاص الملقحين بلقاحات غير معترف بها شرط التزامهم بتلقي جرعة ثالثة من إحدى اللقاحات المعتمدة لديها، على أراضيها.

لذلك، ارتأت تونس أن توفر على مواطنيها إجراء التلقيح خارجها، بالشروع في إطلاق تطبيقة “سفر” التي تضمن إتمام كل جرعات التطعيم المطلوبة داخل البلاد. 

تطبيقة “سفر”

كشف الهاشمي الوزير، مدير معهد باستور وعضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا، أن وزارة الصحة تستعد لوضع تطبيقة “سفر” الجديدة ضمن منصة evax الخاصة بالتسجيل للتلقيح.

ويفسر دكتور الهاشمي “عند الدخول لمنصة evax (على من يرغب في التمتع بهذه الخدمة) التوجه لرابط أطلق عليه اسم سفر أو mobilité ووضع رمز التسجيل. عند تحميل التطبيقة، يكتب المواطن اسم الدولة التي يرغب في الذهاب إليها وسبب السفر، العلاج أو السياحة على سبيل المثال”. 

وبين الهاشمي أن هناك فريقا طبيا “سيتولى دراسة جميع الطلبات وتحديد اسم اللقاح الذي يمكن للمواطن الراغب في السفر تلقيه وذلك بعد الاطلاع على نوع اللقاح الذي تلقاه في السابق وقائمة التلاقيح المعترف بها داخل بلد الوجهة”. 

كما أشار أمان الله المسعدي، عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن الانطلاق في تقديم الجرعة الثالثة للملقحين بنوعيات غير معترف بها في بلدان أخرى سيكون فور انتهاء الترتيبات اللوجستية بمنظومة “evax”. 

الدول الموافقة على الجرعات المختلطة

أعلنت مجموعة من الدول الأوربية عن قبول المسافرين الذين تلقوا تطعيما بلقاحات غير متحصلة على تراخيص الوكالة الأوروبية للأدوية، على أن يلتزموا بتلقيح فايزر أو موديرنا أو أسترازينيكا.

وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من الدول قد اعتمدت أسلوب اللقاحات المختلطة إيمانا منها بمنافعها في تسهيل حركة التنقل في العالم وعلى الحد من انتشار العدوى فيه.

فقد قامت الدانمارك، على سبيل المثال، بتطعيم أكثر من 144 ألف مقيم فيها باللقاحات المختلطة وسمحت بدخول أجانب تم تطعيمهم باللقاحات المختلطة طالما كان أحد اللقاحين معترفا به في أوروبا.

ألمانيا بدورها ذهبت في نفس الاتجاه، حتى أن المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل، تم تطعيمها بلقاح أسترازينيكا ثم بلقاح موديرنا.

ووفقا للجنة الألمانية الدائمة للتطعيم (STIKO)، يجب أن يتم تطعيم الأشخاص الذين تلقوا لقاح أسترازينيكا كأول لقاح بآخر من نوع اللقاحات التي تعتمد الحمض النووي الريبي مثل فايزر أو موديرنا.

كما اعترفت وكالة الأدوية الإيطالية (Aifa) بأن اللقاحات المختلطة هي تطعيم كامل. 

واعترفت فرنسا واسبانيا والنرويج أيضا باللقاحات المختلطة كتحصين كامل. بينما لا توافق الولايات المتحدة على خلط لقاحات الكوفيد إلا لبعض الاستثناءات، مثل عدم توفر كميات كافية من اللقاح الذي تم تطعيمه في الجرعة الأولى.

منافع تلقي لقاحات مختلفة 

أكد دكتور أمان الله المسعدي لـ”كشف ميديا”: 

أن خلط اللقاحات ليس آمنا فقط بل أصبح محبذا لأنه يعزز المناعة.

وكشفت دراسة ألمانية أجراها باحثون في جامعة سارلاند غرب ألمانيا أن الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا والجرعة الثانية من لقاح بيونتيك ـ فايزر كانت مناعتهم أقوى من الذين حصلوا على الجرعتين من لقاح واحد بعينه.

وتبين أن الأشخاص الذين حصلوا على لقاح مختلط أنتجوا أجساما مضادة أكثر بعشرات أضعاف عن الأشخاص الذين حصلوا على الجرعتين من لقاح أسترازينيكا.

وكشفت دراسة مهمة أشرف عليها معهد “كارلوس الثالث الصحي” في مدريد وشملت 663 شخصا متطوعا كانوا قد تلقوا جرعة أولى من لقاح أسترازينيكا. وقد تم اختيار ثلثي المشاركين بشكل عشوائي لتلقي اللقاح الذي يعتمد في تركيبته على الحمض النووي الريبي الذي تصنعه شركة فايزر، بعد ثمانية أسابيع على الأقل من جرعتهم الأولى. 

ولم تتلق المجموعة المتبقية والمتكونة من 232 شخصا جرعة معززة. 

أكدت النتائج لاحقا أن لقاح فايزر قد عزز مناعة الأشخاص الذين تلقوا لقاح أسترازينيكا.

وفسرت ماغدالينا كامبينز، الباحثة الاسبانية في مستشفى فال ديبرون الجامعي في برشلونة تلك النتائج قائلة “بعد هذه الجرعة الثانية، بدأ المشاركون في إنتاج مستويات أعلى بكثير من الأجسام المضادة عما كانوا ينتجون من قبل وتمكنت هذه الأجسام المضادة من التعرف على الفيروس وإبطال مفعولها في الاختبارات المعملية”.

صورة كشف ميديا سبتمبر 2021 نور الدين أحمد

وخلافا لذلك لم يلاحظ أي تغيير في مستويات الأجسام المضادة للأشخاص الذين لم يتلقوا لقاحًا معززا.

ورغم تأكيد كل هذه الدراسات لمنافع اللقاحات المختلطة، لم تصدر منظمة الصحة العالمية حاليا إرشادات بشأن خلط اللقاحات وأشارت إلى وجود بيانات محدودة حول القيام بذلك. 

وقالت المتحدثة باسم الصحة العالمية مارغريت هاريس إنه لا توجد حتى الآن بيانات كافية لتقييم وحسم ما إذا كان هذا النهج الخاص باللقاحات المختلطة آمنا على الصحة.


إشراف عام خولة بوكريم

بالشراكة مع منظمة « صحافيون من أجل حقوق الإنسان » الشؤون الدولية/كندا