كشف حكومي


أمام المسرح البلدي: مسيرة معارضة لرئيس الجمهورية واعتداءات على الصحفيين

21/10/10

نفذت اليوم 10 أكتوبر 2020 مجموعة من الأحزاب والشخصيات السياسية وقفة احتجاجية بشارع الحبيب بورڤيبة بالعاصمة تنديدا بقرارات رئيس الجمهورية قيس سعيد الصادرة بتاريخ 25 جويلية و التي تلتها جملة من الإجراءات أهمها المرسوم 117 . 

هذا وقد بلغ عدد المحتجين المتوافدين على شارع الحبيب بورڨيبة منذ ساعات الصباح وحتى الساعة منتصف النهار حوالي 10 الف شخص ، و قد سجلت الوقفة حضور وجوه سياسية عديدة منها جوهر بن مبارك و رضا بالحاج و عبد اللطيف المكي ، الذين ألقوا كلمة وسط الحشود المحتجة.

كما تزامنت هذه الوقفة مع صدور أحكام بإلغاء الإقامة الجبرية على عدد من الشخصيات من بينهم النائب المجمد عن إئتلاف الكرامة يسري الدالي الذي كان متواجدا بين المتظاهرين، والرئيس السابق للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد شوقي الطبيب.

هذا و قد تم تطويق شوارع العاصمة ومداخلها اليوم التي كانت محاطة بحواجز حديدية عازلة وسط حضور أمني كبير لمختلف التشكيلات الأمنية و نقاط تفتيش في مداخل شارع الحبيب بورڤيبة من كل الجهات حسب ما عاينته كشف ميديا.

أغلب المحتجين الذين حاورتهم كشف ميديا أجمعوا على  أن مطلبهم الأهم هو  استرداد ما أسموه بالشرعية الانتخابية و شرعية الصناديق التي يعتبرون رئيس الجمهورية قيس سعيد قد انقلب عليها بقرارات 25 جويلية و تجميد أعمال البرلمان وفق تصريحاتهم. بالإضافة إلى تنديدهم بتصريحاته  الأخيرة التي اعتبروها  مستفزة و تهدف الى التفرقة بين مختلف أطياف الشعب التونسي. 

يقول وائل، 24 سنة ، لكشف ميديا إنه خرج إلى شارع الحبيب بورقيبة للدفاع عن الديمقراطية و الشرعية الانتخابية التي انقلب عليها رئيس الجمهورية بقرارات 25 جويلية 2021 ، كما يعتبر أن الوضع اليوم يسير نحو مزيد التأزم بسبب تعنت رئيس الجمهورية و رفضه لكل حوار مع الأطراف السياسية أو الشخصيات الوطنية . 

أما محمد  وهو كهل في سن الخمسين يصرح لكشف ميديا عن سبب تواجده في الوقفة الاحتجاجية و تقييمه لقرارات الرئيس و يقول :

إصلاح المنظومة السياسية و الوضعية الإجتماعية لا تكون بالإنقلاب على الشرعية و العودة بتونس إلى الوراء ، قيس سعيد اليوم مطالب بأن يراجع سياساته و خطابه الذي يفرق التونسيين.

كما وجه محمد دعوة إلى رئيس الجمهورية مطالبا اياه بالتعجيل في إنهاء هذه الإجراءات الاستثنائية التي تستنزف النفس الديمقراطي لتونس والإعلان عن انتخابات تشريعية مبكرة لأوانها و العودة إلى الشرعية البرلمانية و الترفيع من السقف الانتخابي لكي لا يعاد سيناريو مجلس النواب الأخير الذي عطلت اشغاله الأقلية الانتخابية حسب قوله ، ويضيف  قائلا : 

لا يجب الاقتصار على انتخابات تشريعية فقط ، بل من الواجب أن تقام انتخابات رئاسية سابقة لأوانها لأن الرئيس ايضا يتحمل مسؤولية الفشل ، فهو من أخفق في اختيار الشخصية التي تقود الحكومة خلال مناسبتين باختيار الياس الفخفاخ و هشام المشيشي.

مسيرة اليوم شهدت بعض المشاحنات بين القوات الأمنية و المحتجين الذين كانوا يحاولون من حين إلى آخر ازالة الحواجز الأمنية و التقدم أكثر وفك ما يعتبرونه بالحصار الذي أحكمته وزارة الداخلية على المظاهرة أمام رفض أعوان الأمن الموجودين مبررين ذلك بتطبيق التعليمات الصادرة من القيادات الأمنية لحماية المؤسسات و المحتجين وفق استراتيجية أمنية .

أغلب الشعارات التي رفعها المحتجون كانت منددة بسياسات الرئيس قيس سعيد و شخصه و منهم من ذهب الى نعت سعيد “بالمجنون” و مطالبين بنقله الى مستشفى الأمراض العقلية  إضافة إلى انتقادات لرئيسة ديوانه نادية عكاشة و كذلك عدة دول أجنبية من بينها فرنسا أين تجمع مجموعة منهم بالقرب من السفارة الفرنسية رافعين شعار “فرنسا ديقاج” .

هذا و قد طالب المحتجون أيضا بإطلاق سراح الموقوفين من الشخصيات السياسية و رفع الاقامة الجبرية على الآخرين ، كذلك عاينت كشف ميديا لافتات داعية الى احترام حقوق الصحفيين و حرية التعبير و إطلاق سراح الصحفي الصحفي بقناة الزيتونة عامر عياد. 

في المقابل ، اعتدى العشرات من المحتجين على طاقم عمل التلفزة الوطنية حيث تم رشق الصحفيين بالقوارير والعصي ما أدى إلى إتلاف بعض المعدات ونقل الصحفي ايمن الحاج سالم  الى المستشفى في حالة إغماء بسبب تعرضه لاصابة على مستوى الرأس هذا وقد تعرض الفريق الصحفي للتلفزة الوطنية إلى اعتداءات لفظية من المحتجين الذين يتهمون القناة بعدم الحياد والانحياز إلى طرف دون آخر متهمين اياهم بإعلام العار و غيرها من النعوت.

وتجدر الإشارة إلى أن “كشف ميديا” وثقت مشهد الاعتداء عبر هذا الرابط