21/12/25
تلقيت جرعة واحدة في مناسبة أولى خلال حملة التلقيح التي نظمتها وزارة الصحة في شهر أوت الماضي، وبقيت في انتظار إرسالية تعلمني بموعد الجرعة الثانية، الاّ أن ذلك لم يحدث الى حين وجدت نفسي مجبرا على استخراج جواز التلقيح لممارسة عملي ونشاطي العادي بما في ذلك مرافقة ابنتي لروضة الأطفال.
شمس الدين نجاحي 38 سنة عامل يومي التقينا به أمام مركز التلقيح كوفيد19 بمدينة القصرين وقد بدت عليه علامات الحيرة.
حال شمس الدين لا يختلف عن عدد كثير من المواطنين في ولاية القصرين عبروا عن تذمرهم لكشف ميديا من عدم وجود أسمائهم في منصة التسجيل “ايفاكس” رغم تلقيهم للقاح بجرعة واحدة جرعتين تزامن ذلك مع دخول المرسوم الرئاسي الخاص بإجبارية جواز التلقيح حيّز التنفيذ منذ يوم الأربعاء 22 ديسمبر 2021 ، والذي يقضي بإلزامية توفره لدى كل مواطن استوفى التطعيم ، كما يترتب عن عدم توفّره مخالفة مانصٌ عليه المرسوم الصادر في 22 أكتوبر 2021 بالرائد الرسمي للبلاد التونسية و بذلك يعدّ كل من لا يحمل جوازا صحّيا ممنوعا من دخول الفضاءات العامة والخاصة والمؤسسات الادارية وغيرها.
يؤكد شمس الدين أن اغلب مصالحه قد تعطلت بعد منعه من الدخول الى أكثر من مكان، حينها قرر الذهاب الى مركز التلقيح بالمركب الشبابي بالقصرين الذي بدوره طلب منه الاتصال بالادارة الجهوية للصحة لتسوية وضعيته. مضيفا:
إلى اليوم أتنقل بين مركز التلقيح والإدارة الجهوية دون جدوى .
لا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لفوزي هيشري 42 سنة موظف، الذي وقف لساعات في صف طويل أمام الادارة الجهوية للصحة بالقصرين كحركة احتجاجية في انتظار مقابلة المسؤول عن عملية التلقيح لعلّه يجد حلا لمشكلة عدم وجود اسمه ضمن المسجلين في بوابة ايفاكس، فوزي يؤكد أنه تلقّى الجرعة الأولى منذ 3 اشهر ولم تصله ارسالية الجرعة الثانية إلى اليوم وحين تنقّل الى مركز التلقيح للتثبت من وضعيته لم يعثر على اسمه في قائمة من تلقّوا التلقيح في الأيام الفارطة .
في بداية ظهور وباء كورونا ومن أجل التصدّي لتفشي انتشاره أحدثت وزارة الصحة بالاشتراك مع وزارة تكنولوجيات الاتصال والمركز الوطني للإعلامية بوابة إلكترونية باللغتين العربية والفرنسية للتسجيل عن بعد للراغبين في تلقي التلقيح ضد كوفيد 19 وهي evax.tn، وذلك لتشجيع المواطنين على التلقيح ، ويمكن الولوج إليها عبر الهاتف الجوال او على موقع الواب الخاص بها.
شهدت المنصة إقبالا متواضعا في بداية أحداثها ، مما دفع بوزارة الصحة إلى تنظيم ومضات تحسيسية خاصة مع ذروة انتشار الجائحة ، ثم انتقلت الى الى تنظيم حملات تلقيح في كل الأماكن والقرى، وكان الهدف من ذلك تطعيم أكبر عدد ممكن من المواطنين ، هذه العملية خلفت ردود أفعال متباينة خاصة مع الضغط الكبير وكثرة الدخول للتسجيل وغياب التغطية بالانترنت في عدد من الأماكن.
شيء مؤسف أن يصل المواطن التونسي لهذه الدرجة من البؤس والتنقٌل اليومي بين ادارة وأخرى لإثبات وجود اسمه في قائمة المسجلين في منظومة “ايفاكس” رغم تلقيه للتطعيم.
بهذه الكلمات التي تحمل كثيرا من الحسرة تحدٌث إلينا غ – س تمت إحالته على شرف المهنة حديثا ، رجل بدت عليه علامات التعب والاستياء ، يقول:
لليوم الثاني على التوالي أقضي يومي بين الادارة الجهوية للصحة ومركز التلقيح للظفر بإجابة واضحة ، حتى يتسنى لي اثبات وجود اسمي ضمن المسجلين في منصة “ايفاكس” و أحصل على الجواز الصحي ولم أتلق سوى التجاهل و اللامبالاة .
فريق “كشف ميديا ” زار مركز التلقيح بمدينة القصرين والإدارة الجهوية للصحة أين احتج عدد كبير من المواطنين ممن تلقوا التطعيم و لم يجدوا أسمائهم.
د.منصف المحمدي كاهية مدير إدارة الرعاية الصحية الأساسية بالمندوبية الجهوية للصحة بالقصرين في تصريحه لكشف ميديا يرجع غياب أسماء بعض من تلقوا التطعيم الى عدة أسباب لعل أهمها حملات التلقيح التي نظمتها الصحة العسكرية بعدد من الأرياف وكذلك المناطق المتاخمة للجبال والتي تفتقر الى شبكات الاتصال والتغطية بالانترنت مما عطل العمل بإعتماد التطبيقة التي خصصتها وزارة الصحة، وهو ما اضطر الإطار الطبي والشبه طبي والصحة العسكرية الى اعتماد التسجيل اليدوي .
ويضيف المحمدي:
اذا كان عدد المسجلين في منظومة ايفاكس في ولاية القصرين في حدود 380 الف من بين 500 الف ساكنا ، فإن المواطنين الذين لم يجدوا اسمائهم ليسوا بالأغلبية.
ويؤكد المحمدي أن ما حدث خلال الحملات التي شهدتها القرى والأرياف كانت بمثابة سباق ضد الزمن، وكان الهدف الرئيسي منها تطعيم أكبر عدد ممكن من المواطنين ، وذلك لتجاوز انتشار الجائحة والحد من الارتفاع القياسي في عدد الوفيات.
هدفنا الوحيد هو تعميم التلقيح، وكان من البديهي جدا استحالة استعمال منظومة ايفاكس في الأرياف والقرى المتاخمة للجبال ، فإضطررنا الى استعمال التسجيل اليدوي.
وختم المحمدي قوله أنه تجري الآن عملية التثبت في المواطنين الذين تلقوا التطعيم بالكامل وستتم عملية تسوية وضعيتهم و فض الإشكال خلال الأيام القليلة القادمة .
يذكر ان الادارة العامة للصحة العسكرية قد بدأت حملات تلقيح مكثفة في مختلف الولايات سيما في الأرياف لمعاضدة جهود وزارة الصحة في تلقيح اكثر عدد ممكن للمواطنين ضد كوفيد19