22/04/19
استقبل رئيس الحكومة الليبية المنتهية ولايته، عبد الحميد الدبيبة، سفير تونس بطرابلس الأسعد العجيلي، وتناول معه موضوع مزيد تحصين المنافذ بين البلدين والتنسيق الامني، وذلك بحضور اللواء محمد الزين المسؤول عن مكافحة الارهاب. و بحسب ما صدر في موقع “الصحافة اليوم” فانه و من خلال هذا اللقاء تم اعطاع انطباع مباشر أن هناك “اتهاما لتونس، ومسّا من سيادتها، وتعدّ على العرف الدبلوماسي الذي يفترض ان يكون اللقاء مع وزيرة الخارجية” ،و أن هناك ” تلميح او هو شبه تصريح ان لتونس علاقة بأمر حدث او قد يحدث في ما يتعلق بالامن والارهاب”.
هذا و اكد ذات الموقع أنه و حسب ما تسرّب عن اللقاء، فانه “لم يكن دبلوماسيا ولا هادئا، بل كال فيه الدبيبة تُهما لتونس، وهدّد باعادة النظر في القوانين المنظمة للمنافذ الحدودية، بل وطالب أيضا بضرورة عقد لقاء قريب بين وزيري الداخلية الليبي والتونسي من أجل النظر في ملف المعابر الحدودية، بما يعنيه ذلك من تهديد بغلقها’. كما أكد موقع الصحافة اليوم أن “التسريبات تقول أيضا أن الدبيبة كان غاضبا جدا خلال اللقاء، وأسمع سعادة سفير تونس كلاما خارج مألوف المنطوق الدبلوماسي، بل وتوعّد باتخاذ اجراءات خاصة ردّا على ما سمّاه تدخّل تونس في الشأن الليبي، متهما الدولة التونسية صراحة بدعم خصمه فتحي باشاغا، الذي يسعى لاستلام السلطة بعد أن تم تكليفه من قبل البرلمان، وانهاء ولاية الدبيبة الذي فشل في ادارة المرحلة الانتقالية التي ولّته اياها الامم المتحدة”. و ان الدبيبة “يرى أن تونس اصطفّت الى جانب غريمه الباشاغا وأنها تساعده في اعداد العدّة – كما يزعم الدبيبة – لاقتحام طرابلس، وذلك من خلال توفير الاقامة له صحبة حكومته، والسماح له بتنظيم لقاءات على أراضيها مع مسؤولين ومتنفذين قبليا واجتماعيا، واجتماعات أيضا مع قيادات عسكرية للنظر في خطط الدخول الى طرابلس واسقاط حكومة الدبيبة”.
وقد خصص هذا اللقاء حسب موقع الصحافة اليوم “لمناقشة زيادة التنسيق الأمني بين البلدين الشقيقين ، ودور السفارة التونسية في تنظيم عدد من الاجتماعات الفنية بين الأجهزة الأمنية”. و تم الاتفاق على تنسيق لقاء بين وزيري الداخلية الليبي والتونسي لتنظيم المداخل بين البلدين، حسب ما جاء في بيان قام بتوزيعه مكتب الاعلام التابع لعبد الحميد الدبيبة مساء السبت. صحيفة «الشرق الأوسط» الصادرة في لندن قالت «إن الدبيبة حاول إقناع السلطات التونسية بالتدخل لمنع باشاغا من مواصلة اجتماعاته العسكرية والسياسية التي بدأها مؤخرا في تونس»، مشيرة إلى أن «الدبيبة اجتمع في طرابلس بشكل مفاجئ مساء أول أمس مع السفير التونسي الأسعد العجيلي، بحضور اللواء محمد الزين رئيس قوة مكافحة الإرهاب». وتتحدث مصادر اعلامية ودبلوماسية في ليبيا عن إحباط قوات نالوت، محاولة لمجموعة مسلحة للمنطقة الغربية العسكرية تابعة لأسامة جويلي أحد كبار المسؤولين العسكريين بالحكومة الحالية، لتأمين دخول باشاغا إلى ليبيا عبر الحدود التونسية. وقال رئيس بلدية نالوت احمد الحجام أن قوة تابعة للجويلي حاولت فجر أول من أمس (الجمعة) اقتحام بوابة تكويت، مشيرا إلى أن قوات المدينة تصدت لها ومنعتها من الوصول لمعبر وازن لاستقبال باشاغا، واعتبر أن ما حدث مرفوض، لافتا إلى إصدار تعليمات لمجلس نالوت العسكري باتخاذ الإجراءات اللازمة.
وكانت وسائل اعلام محلية في طرابلس قد قالت أن «مكونات سياسية واجتماعية وعسكرية من مدينة مصراتة غرب البلاد، اتجهت للقاء باشاغا في تونس للتفاوض حول ما وصفته بمباشرة عمل حكومته من طرابلس». و في ذات الاطار أكد موقع الصحافة اليوم انه “لا شك ان تطابق كل هذه البيانات والتقارير الاعلامية في نقطة دور لتونس تلعبه في احتضان فتحي باشاغا في داخل حدود تونس، وتسهيل لقاءاته واجتماعاته للتنسيق حول دخوله طرابلس، يُعدّ مبعثا للقلق، خاصة وان تونس قد التزمت منذ 17 فيفري 2011 مبدأ الحياد في الملف الليبي، وهو حياد كلّفها الكثير على المستويين الامني والاقتصادي، الا انه ضمن على الاقل مكانة واضحة لتونس ومحترمة على الصعيدين الشعبي في البلدين وعلى الصعيد الاقليمي والدولي، لذا فحكومة الرئيس قيس سعيد مطالبة الان بالمضيّ قدما في هذا الحياد وعدم الزجّ بالبلاد في أتون مغامرة سياسية أو عسكرية وأمنية، في ساحة مليئة بالمفاجآت التي قد تنعكس سلبا على مصالح تونس وأمنها واستقرارها، ولا بد لها أن تحسم في وجود السيد باشاغا على أراضيها، وما اذا كان ذلك بوازع من الامم المتحدة، ام بحكم العادة والقُرب، أم بموقف سياسي داعم له ضد خصمه الذي مازال يقاتل دفاعا عن شرعية قال أيضا ان الامم المتحدة قد منحته اياها” وفق موقع الصحافة اليوم.