كشف صحي


الموجة السادسة لكوفيد19: بين الإجراءات الاستباقية والمخاوف المتوقعة

22/04/26

كغيرها من البلدان بدأت تونس منذ أسبوعين بتوجيه الدعوة للمسنين الذين تبلغ أعمارهم 65 سنة فما فوق لتلقي الجرعة الرابعة من التلقيح تحسبا لقدوم موجة سادسة من فيروس كورونا، إضافة إلى العديد من الإجراءات الاستباقية الأخرى. وسجلت تونس أكثر من مليون متعاف من فيروس كورونا منذ بداية الجائحة إلى حدود يوم 17 أفريل 2022 وبلغت عدد التحاليل المنجزة قرابة 46 ألف تحليل إلى حدود نفس التاريخ، أكدوا إيجابية الاصابة لأكثر من 10 آلاف مواطنا. 

بتاريخ 3 مارس 2021 بدأت البلاد التونسية بجلب اللقاحات وتطعيم الطواقم الطبية الذين يقفون في الخطوط الأمامية لمواجهة الوباء وذلك بعد تسلم البلاد لألف جرعة من اللقاح الروسي سبوتنيك في. تواصلت فيما بعد عمليات جلب اللقاحات منها الصيني والأمريكي والبريطاني وغيرها من اللقاحات لتتمكن تونس اليوم من تطعيم بما يزيد عن 13 مليون جرعة (13073517) . منها 7.179.183 كجرعة أولى و 4.673.352 كجرعة ثانية و 1.181.795 كثالثة. 

وبالنسبة للجرعات الرابعة فقد تمكن ما يزيد عن 6 الاف تونسي من تلقيها.

إلى حدود يوم 18 أفريل 2022 تمكن 6.355.154 تونسيا من استكمال تلقيحهم وفق الاحصائيات الرسمية لوزارة الصحة ولئن اعتبر هذا العدد مهما مقارنة بحالة العزوف عن التلقيح التي شهدتها تونس في بداية حملة التطعيم فأن الوزارة تواصل اتخاذ العديد من الإجراءات نظرا لإمكانية ظهور موجة سادسة من الكوفيد في شهر ماي.

إجراءات استباقية عديدة 

في تصريحه لكشف ميديا أكد الدكتور وعضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا، رياض دغفوس إمكانية قدوم موجة سادسة في شهر ماي. ورجح إمكانية قدومها من الاتحاد الأوروبي لعدة اعتبارات أهمها الجغرافية. 

وقال دغفوس إن هذه الموجة لن تكون بحدة الموجات السابقة لأن الفيروس الموجود حاليا هو الاوميكرون ومتوقعا أن يحل مكانه ال BA.2 الذي لا يعد خطيرا رغم سرعة انتشاره.

رغم أننا لا نتوقع قدوم موجة حادّة من كوفيد19 فإن تونس مستعدة لجميع السيناريوهات الصحية الممكنة” اذ تم تجهيز المستشفيات وتوفير وحدات الكوفيد، كما مكن مرور البلاد بالعديد من الموجات من اكتسابها الخبرة من حيث وضع الاستراتيجيات المناسبة لمواجهة أي نوع من الموجات. 

وتواصل وزارة الصحة مناقشة مبادرة كوفاكس لتحديد الحاجيات من اللقاحات في الفترات القادمة وبرنامج التزويد باللقاحات بصفة دورية. وفي هذا الإطار صرح دغفوس أن للبلاد التونسية في الوقت الحالي ما يكفي من الجرعات لنهاية هذا العام.

و نفى عضو اللجنة العلمية أي تأثير للحرب الروسية الأوكرانية على وجود اللقاحات في تونس ذلك أن تونس لديها ما يكفي من اللقاحات، إضافة الى ابرامها لاتفاقيات مع الشركات المصنعة للقاح في العالم على غرار شركة فايزر وهو ما سيمكنها من جلب اللقاحات دون أي تحديات بينما يؤكد الدكتور أمين سليم إمكانية تأثير أدفاق الهجرة من أوكرانيا التي تشهد غيابا لعملية التلقيح نحو أوروبا في ظهور طفرات جديدة.

صورة كشف ميديا -جندوبة 2

لم تكتف الوزارة بهذه الإجراءات فقد شرعت في تخصيص حملات تحسيسية جهوية ووطنية للتأكيد على أهمية اجراء الجرعة الرابعة من اللقاح.

 إضافة الى ذلك اتخذت الوزارة العديد من الإجراءات الخاصة ذلك أنها شرعت في تطعيم المواطنين بالجرعة الرابعة وهي الجرعة الثانية من جرعات تعزيز المناعة لتحضير مناعة التونسيين/ات وضمان سلامتهم/نَّ الصحية خاصة منهم من يفوق سنه ال 65 وكل من له أمراضا مزمنة محذرا من أصيبوا مؤخرا بفيروس كورونا بضرورة عدم تلقي هذه الجرعة المعززة إلا بعد انقضاء 3 أشهر من إصابتهم بهذا الفيروس أو تلقيهم جرعة ثالثة من اللقاح. 

وفي هذا الصدد قال رياض دغفوس لكشف ميديا:

الوزارة قد لاحظت في الفترة الأخيرة تراجعا في عدد المقبلين على مراكز التلقيح ووصل إلى حدود ال 200 شخص في اليوم ومنذ فتح باب تلقيح الجرعة الرابعة ارتفع العدد إلى 2000 شخص بشكل يومي.

اجراءات مواجهة الموجة السادسة لا تلغي حضور بعض المخاوف

ثشير المؤشرات الخارجية قلقا على غرار ما يحدث في أوروبا واسيا وعودة ارتفاع عدد الإصابات ما يمكن أن يجعل فرضية قدوم الموجة السادسة مطروحة. 

إضافة إلى ذلك يمثل ارتفاع نسبة الإصابات بفيروس كورونا في أووربا أحد العوامل التي تجعل فرضية قدوم الموجة السادسة من أوروبا قائمة

ويمكن لظهور سلالة جديدة خطيرة من فيروس كورونا أن يطرح تحديا جديا لتونس ولمختلف الدول باعتبار إمكانية عم تجاوب الإجراءات المتخذة مع المتحور الجديد.

يمثل أيضا عزوف بعض التونسيين عن التلقيح أحد العوائق التي تقف أمام مواجهة موجة سادسة من فيروس كورونا ، تقول الشابة ياسمين البالغة من العمر 28 سنة لكشف ميديا إن رغم اصابتها في الفترة الأخيرة بفيروس كورونا وتعكر حالتها الصحية ما ألزمها الفراش مدة طويلة إلا أنها إلى حدود اللحظة لا تنوي القيام باللقاح حتى بعد انقضاء المدة المستوجبة بعد الاصابة. مضيفة:

اثر اصابتي بالكوفيد شعرت بشتى أنواع الالام لكن من المستحيل أن أتلقى لقاح فيروس كورونا فالعديد من الدراسات أثبتت عدم نجاعته اضافة إلى أن والدي يرفض تلقي أي فرد من العائلة لهدا اللقاح فالأمراض التي يخلفها لن تكون أخف ضرر من الاصابة بالفيروس .

في نفس السياق يقول نوفل، عامل يومي تونسي يبلغ من العمر 30 سنة، لكشف ميديا:

تلقيت الجرعة الأولى من لقاح موديرنا وبعد فترة قصيرة أصبحت أعاني من الارهاق المتواصل والنسيان المفرط وأنا أشعر أن اللقاح هو المتسبب في دلك وهدا ما يجعلني لا أنوي البتة تلقي جرعة أخرى من أي نوع من اللقاح .

وأضاف الشاب الثالثيني أن العديد من الصفحات الفايسبوكية تنشر تقاريرا تفيد بأن اللقاح يؤثر على القدرة الجنسية لدى الرجال ما خلق لديه نوعا من التخوف.

كما قال نوفل في دات السياق إنه يعاني من ضعف المناعة وهو ما جعله مجبرا في بداية ظهور الفيروس إلى تلقي الجرعة الأولى من اللقاح تحت ضغوط من العائلة وطلب طبيبه المباشر.

بين مؤشرات إيجابية تقلص إمكانية قدوم موجة سادسة في شهر ماي وإجراءات استباقية تسعى لمقاومتها تبقى إمكانية عودة البلاد إلى السيناريوهات السابقة قائمة فالوضع الوبائي العالمي لم يشهد استقرارا دائما منذ بدء الجائحة والعديد من الدول تشهد اليوم عودة ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا وظهور مؤشرات سلبية في الذي يخص الجائحة.


بالشراكة مع منظمة صحافيون من أجل حقوق الانسان/الشؤون الدولية كندا