22/05/04
نشرت حركة النهضة يوم الاثنين 2 ماي 2022 عشية عيد الفطر، بلاغا تحت عنوان “مواساة أهلنا في قابس”، عادت فيه الحركة على حيثيات حادث نشوب حريق في سوق جارة المركزي وسط مدينة قابس.
وقالت الحركة مستعملة خطاب الضحية le discours de victimisation وفق تصنيف باتريك شارودو والذي يعني استخدام ذكر ضحايا في الخطاب السياسي بهدف الاثارة وجلب المتابعة:
إنه رغم عدم معرفة أسباب الحريق فقد كان استياء المصابين شديدا من السلطات الرسمية الجهوية
داعيةً الجهات المعنية إلى المسارعة في التضامن مع المصابين وفق نص البيان.
استعملت حركة النهضة كلمة مصابين 3 مرات والـ”مُصاب” اسم المفعول من أَصابَ ويعني من أصابته علة أو مرض أو شملها إيذاء جسدي بيد أن مراسل كشف ميديا بالجهة أكد عدم تسجيل أي اصابة في الحادثة، علاوة على ماصرح به معز تريعة الناطق الرسمي باسم الحماية المدنية، وأن كل الخسائر المسجلة شملت البضائع والمتاجر وبالتالي كان بالامكان استعمال المتضررين ماديا مثلا بدل المصابين وتتعدد العبارات التي تصف الموجود لكن كل ما يُراد ايصاله من خلال هذا البلاغ اختلف عن الواقع.
كما يعتبر في تكرار هذه الكلمة “مصابين” في نفس السياق، استعمال لتقنية التكرار والتواتر قصد زرع هذا المعطى في الأذهان وسط بيان اختتم بـ “الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون” في استعمال لحجة السلطة لجعل المتلقي يستهلك هذا البيان دون تفكير في مدى صدقية ما جاء فيه باعتبار أن استعمال الآيات القرآنية يمثل أحد تقنيات حجج السلطة عليه خاصة وأن البلاغ موجه إلى أغلبية مسلمة ستمثل جملة ختام البيان بالنسبة لها، جملة الاستهلاك الفوري، و التي ستجعل من كل المعطيات الموجودة في البيان غنية عن التدقيق والتكذيب.
ذلك أنها من أقوى وأبرز التقنيات المستعملة في البلاغات الإعلامية السياسية وهو ما تؤكده كريستينا شتوك في بحثها حول تقنيات التضليل عن طريق التأثير العاطفي للبلاغة العربية الاسلامية.
كما لم تتردد حركة النهضة من خلال هذا البيان في استعمال خطاب البطل والذي يعني:
سعي الباث للخطاب إلى إخراج نفسه في شكل المنقذ من الفوضى والشر المحدق والحامل لقيم ومبادئ الخير وهي استراتيجية اتصالية تسعى أيضا إلى خلق ما يسمى بال”مسرحة” وتعويض الواقع الجلي بآخر يرغب في تكريسه الباث و كله بهدف التضليل.
وباعتبار أن جمل البداية والنهاية ليست في معزل عن الكلمات التي يختارها كاتب البلاغ وتبعا لما سبق نستنتج أن حركة النهضة سعت إلى التضليل عبر بيان “مواساتها” الذي يخص حادثة قابس.