22/05/04
كشف مسافرون بمحطة سيارات الأجرة لواج بمدينة المهدية أمس الثلاثاء 3 ماي أن التذاكر التي توفرها شبابيك شركة الخدمات بالمحطة صاحبة اللزمة تتضمن في واجهتها الخلفية كتابات عبرية لمؤسسة “إسرائلية”
و قد أثارت هذه الكتابات موجة استياء واسعة في صفوف المسافرين الذين كشفوا عن هذا الأمر في التذاكر و تم تنزيل عدد منها على مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ، و أثار الرأي العام الوطني فاعتبر البعض أنه نوع من “التطبيع مع الكيان الصهيوني و تساءلو عن أسباب استعمال هذه البكرات الحرارية boubines thermiques في معالجة التذاكر من طرف الشركة المستغل للمحطة .
و في تصريح إعلامي قال محمد فرج رئيس المكتب الجهوي للتحاد التونسي لسيارات الأجرة “لواج” بالمهدية إن:
الشركة المستغلة لمحطة سيارات اللواج بالمهدية تفاجأت بدورها من وجود كتابة باللغة العبرية على واجهتها الخلفية في مخزون البكرات المخصص للتذاكر و أوضح أنه تم شراؤه بطريقة قانونية من إحدى الشركات الخاصة بجهة المنستير و التي تقوم بتزويد المحطة بهذه النوعية من التذاكر منذ أكثر من ثلاثة سنوات .
و لمزيد التعمق في الموضوع اطلعت كشف ميديا على فاتورة التزود ببكرات ورقية ( ملفوفة دائرية من الورق لطباعة التذاكر ) من فئة 60 * 80 مرجع عدد 02518 بتاريخ 30 مارس 2022 لفائدة الشركة المستغلة لمحطة لواج المهدية من طرف شركة تونسية مقيمة مختصة في رسكلة أوراق الطباعة و توزيعها بإحدى معتمديات ولاية المنستير، و حسب ما تم الادلاء به فإن شركة أوراق الطباعة تزود الشركات التونسية بهذا النوع من البكرات.
و قد تم التحقق من طرف كشف ميديا من مضامين الواجهة الخلفية لبكرات التذاكر التي لا تظهر للعيان قبل استعمالها أن الشركة العبرية المتضمنة لها تعود إلى إحدى الفضاءات التجارية الكبرى” Hatzi Hinam” مقيمة في فلسطين المحتلة تأسست في التسعينات و هي ذات رأسمال خاص. و قد تم استعمال هذه البكرات في محلاتها كإشهار خلفي للمؤسسة على غرار كافة الفضاءات الكبرى في العالم ..
كما تمكنا من الاطلاع على بكرات طباعة حرارية مماثلة للتذاكر تحمل في واجهتها الخلفية اشهارا لمؤسسة خدمات مطعمية ألمانية مختصة في “الهمبورغر و تم تزويد شركة خدمات اللواج بالمهدية بعدد منها من نفس شركة بيع الاوراق المرسكلة بجهة المنستير.
و قد اتصلت كشف ميديا بمحمد الجمل وكيل الشركة الموردة لبكرات الطباعة بجهة المنستير الذي أعرب عن صدمته إثر اطلاعه على ما تم كشفه في الواجهة الخلفية لبكرات الطباعة و أكد أن هذه البضاعة موردة من كبرى شركات الورق في أوروبا و خاصة ألمانيا و يتم التزود بها في شكل “lot” .
و يقول محمد الجمل:
من باب المعايير الأخلاقية نوصي المزود بعدم إرسال بضاعة تمس بثوابتنا ، كما أن شركته ليست الوحيدة التي تورد هذا الصنف من البكرات”..و أنه يصر عند التوريد و الفرز و التوزيع على سلامة المضامين في الواجهة الخلفية..كما أن البكرات تورد بزنة 5 كلغ ثم نقوم بقصّها قبل التوزيع.
و نفى الجمل صلته بالطباعة و الصناعة بل يقتصر نشاطه على التعبئة و التوزيع و قد تم التوريد بالطرق القانونية و سيقوم بالتثبت من المخزون بالكامل و لو أنه محدود الكمية .
و أكد محدثنا لـكشف ميديا أنه تم الإدلاء للمصالح الأمنية بالمهدية بما يفيد أن الشركة قد وردت مثل هذه البضاعة و شدد على عدم معرفته بالمضامين المكتوبة في الواجهة الخلفية التي تختلط بالبضاعة الأخرى”.
و بمزيد البحث يتأكد لكشف ميديا أن البكرات الحرارية الجاهزة يتكم توريدها من أكثر من شركة مختصة في الورق في تونس و يقع توزيعها في تونس، كما تنشط حركة التهريب في مثل هذه البضاعة غير الخاضعة للرقابة المضمونية .
و يتبين لنا من خلال التحقق أن الخبر صحيح قد تم توزيع التذاكر على المسافرين بمحطة النقل لواج و تحمل في الواجهة الخلفية كتابات بالعبرية تعود الى شركة اسرائيلية .و قد تسربت هذه البضاعة نتيجة عدم المراقبة المضمونية لمحتوى المطبوعات في الخلفية عند التوريد من شركة المانية كبرى مختصة في بيع الورق .