22/05/10
أصدرت يوم الخميس المنقضي 5 ماي 2022، إدارة الغذاء والدواء الأمريكية “FDA” توصية بالحد من استخدام لقاح “جونسون أند جونسون” المضاد لفيروس كورونا، والذي حصل على تصريح من الولايات المتحدة في شهر فيفري 2021، بسبب مضاعفات مقلقة من بينها تخثر الدم. وأكدت إدارة الغذاء والدواء ضرورة إعطاء حقنة جونس اند جونسن للبالغين فقط ولمن لا يستطيعون تلقي لقاح اخر أو لمن لا يمكنهم الوصول إلى للقاحات أخرى مصرح بها، وأيضا لمن يطلبون اللقاح من تلقاء أنفسهم، وفقا لصحيفة الغارديان البريطانية.
وقد أوصت السلطات الصحية الأمريكية الشهر الماضي بتعليق استخدام هذا اللقاح إلى أن يتم التحقق من الرابط بينه وبين الوفيات المسجلة والتي وقع تطعيمها بواسطته، وفي النهاية خلصت السلطات الصحية إلى إعطاء امكانية استئناف عمليات تلقي لقاح جي اند جي مع تضمين هذا الترخيص الطارئ تحذيرا من خطر تسببه بجلطات دموية في تلك الفترة.
وفي هذا السياق يذكر أن قرابة 19 مليون أميركي تلقوا لقاح جونسون آند جونسون المضاد لكوفيد-19 ، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وبدورها تفاعلت اللجنة العلمية بمجابهة فيروس كورونا في مع التحديثات العالمية في الذي يخص لقاح جونسن اند جونسن اذ أكدت يوم الجمعة المنقضي على لسان المدير العام للمركز الوطني لليقظة الدوائية رياض دغفوس ضمن تصريحه لوكالة تونس افريقيا للأنباء، تجنب السلط الصحية في تونس استعمال لقاح “جونسون اند جونسون” في الفترة القادمة من باب الاحتياط. وأكدت السلطات التونسية استخدام هذا اللقاح الا في حال اختيار الفرد له .
وفي ذات الصدد أعلن يوم أمس الاثنين 09 ماي وزير الصحة علي مرابط إقرار تونس التخلي عن استعمال لقاح جونس اند جونسن بعد أن تلقت الوزارة اشعارا من منظمة الصحة العالمية في هذا الخصوص. كما قال مرابط:
الوزارة بصدد حصر الكميات المتوفرة لديها لإتلافها في مرحلة لاحقة، التزاما بالمحافظة على صحة المواطن وسلامته”، في وقت أكد فيه أغلب التونسيون قلقهم وتخوفهم الشديد من تلقي هذا اللقاح.
كما صدر بلاغ عن وزارة الصحة اليوم في هذا الصدد يوكد تعليق التعامل بلقاح جونسن مما خلف ردود فعل مختلة بين المواطنين، وخاصة الذين تلقوا جرعات من لقاح جونسن.
موجة استياء ومخاوف من اللقاح
تقول منية العرفاوي وهي صحفية إنها لقحت جونسن وتشعر بقلق كبير بعد صدور البلاغ، خاصة وأن الشأن الصحي حساس ومثير للمخاوف والهواجس بطبعه ومن المفترض الا تنشر بلاغا بائسا بذلك الشكل.
أشعر بقلق شديد خاصة وأن الوزارة لم توضح حقيقة لقاح جونسن وسبب تعليق التعامل به، من المفترض عندما تعلن وزارة الصحة عن بلاغ خطير بهذا الشكل يخص تلقيح حقن لآلاف الطلبة، يجب عليها أن تقول ذلك في ندوة صحفية بحضور اطباء ومختصين وأعضاء اللجنة العلمية حتى يكون خطابهم أشبه بخطاب الأزمة، ويفسروا في نفس الوقت للناس في حال حدوث أعراض جانبية ماذا عليهم أم يفعلوا بالضبط.
منية تعلم ان صديقتها المقربة اصيبت بجلطة وباتت تتأكد أن السبب هو لقاح جونسن، لا أحد يستطيع إقناعها بغير ذلك، تعلق منية بصوت غاضب.
تضيف:
كان عليهم خلال ندوة صحفية التفسير للرأي العام أين وصلت تلك التقارير و الدراسات الأمريكية بشأن اللقاح، هناك استخفاف جلي بحياة التونسين/ات، بطريقة مستفزة، الوزارة لا تكترث بحياة المواطنين/ت وتكتفي باثارة الهلع والخوف لدى التونسين/ات وهو أمر غير مقبول في هذه الظروف الحساسة.
تؤكد منية لكشف ميديا أنها بصدد جمع توقيعات من قبل مواطنين لقحوا جونسن وستقوم برفع شكوى ضد وزارة الصحة عبر محامين متطوعين يشاركونها نفس القضية.
في هذا السياق يقول أحمد سعيد، وهو طالب تونسي يبلغ من العمر 23 سنة ،لكشف ميديا:
منذ تصريح هذا اللقاح كنتٌ متخوفاً جدا من تلقيه ذلك أن العديد من الدراسات أكدت مخاطره العديدة إضافة إلى أن الكثير من البلدان كانت تفضل لقاح فايزر على أي لقاح آخر ما جعلني أنتظر مدة طويلة لأتمكن من تلقيح فايزر بعد أن رفضت المرة الأولى تلقي جرعة من لقاح جونسن، لكن أجبرني السفر على القبول بتلقي هذا النوع من اللقاح.
والآن يجدٌ أحمد نفسه حائرا خاصة بعد إصدار وزارة الصحة بلاغها الأخير.
يضيف محدثنا:
هل لهذه الدرجة لا تراعي وزارة الصحة حالة الذعر التي يمكن أن تصيب من تلقوا هذا اللقاح؟ تقول الوزارة إنها تسعى لإنقاذ حياة التونسيين ولكن ماذا عن من تلقوا جونسن اند جونسن.
طالب أحمد في ذات السياق الوزارة بالاهتمام أيضا بمن سبق وتلقوا هذا النوع من اللقاح لطمأنتهم ودعا إلى مصارحة الناس سواء كانت التحديثات إيجابية أم سلبية.
أما شيماء العرفاوي، شابة تونسية تبلغ من العمر 24 سنة هي الأخرى تؤكد قلقها إزاء ما قالته وزارة الصحة بخصوص لقاح جي اند جي اذ تعتبر بلاغ الوزارة خال من المعلومات الحقيقة التي تهم التونسيين على غرار تأثيرات اللقاح على من تلقاه.
تقول شيماء :
لن يكون اتلاف اللقاحات الموجودة كاف. فالوزارة كرّرت العديد من الأخطاء منذ بداية الجائحة إلى حدود اليوم ، ألم تكن قادرة منذ بداية حملات التطعيم في العالم من منع جونسن اند جونسن خاصة وأن العديد من الدول قد قامت بذلك حماية لمواطنيها. واليوم تواصل ارتكاب أخطائها الاتصالية التي لن تكون إلا وسيلة خلق رعب في قلوب التونسيين/تن.
واعتبرت الشابة التونسية أن ما قامت به الوزارة لا مسؤولا ويعكس عدم وجود استراتيجية عمل واضحة لدى الوزارة فهي “تجلب اللقاحات ثم تطعم العديد من التونسيين بها وفي ليلة وضحاها تقرر إتلاف الجرعات المتوفرة لديها كأن أرواح التونسيين رخيصة إلى هذا الحد”، تقول شيماء.
حول لقاح جونسن أند جونسن
لقاح جونسن اند جونسن هو لقاح لمرض كوفيد-19، طورته شركة يانسن للقاحات بهولندا ضمن عمل الشركة الأم البلجيكية يانسن للأدوية، وهي تعتبر شركة فرعية من شركة جونسون آند جونسون الأمريكية. وهذا اللقاح كما تعرفه منظمة الصحة العالمية هو رمز لبروتين شوكي كامل الطول ومستقر لفيروس كورونا، لا يحتوي على مواد مساعدة أو حافظة أو ذات أصل حيواني ويتكون من جرعة واحدة.
أكدت منظمة الصحة العالمية ثبوت فعالية لقاح جونسن اند جونسن الذي طورته شركة يانسن التابعة لجونسون آند جونسون بنسبة 85.4٪ ضد الأمراض الخطيرة وبنسبة 93.1٪ ضد دخول المستشفى. وقالت إن نسبة نجاعة الجرعة في الوقاية من عدوى فيروس كورونا المتوسطة والخطيرة المصحوبة بأعراض قد بلغت في التجارب السريرية 66.9٪.
لكن في المقابل نبهت المنظمة من استخدامه للأشخاص الذين سبق وأن أصيبوا بتفاعلات تحسس شديدة ناتجة عن أي مكوّن من مكونات اللقاح كما نبهت من تطعيمه للأشخاص الذين درجة حرارة أجسامهم ال 38.5 درجة مئوية. وفي هذا الصدد أوصت منظمة الصحة العالمية بعدم إعطاء اللقاح للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، إلى حين صدور نتائج المزيد من الدراسات الخاصة بهذه الفئة العمرية مؤكدة خطورة عدم تطبيق ذلك.
إضافة إلى ذلك نبهت منظمة الصحة إمكانية تسجيل إصابات ب”الخثار بمتلازمة قلة الصفيحات” ، وهو اضطراب نادر وقوي في تخثر الدم وانخفاض عدد الصفائح الدموية، لدى من تلقوا هذا النوع من اللقاح.
كما أكدت إمكانية الإصابة ب “متلازمة غيلان باريه” هي عبارة عن تفاعل للمناعة الذاتية في الجهاز العصبي، ما يؤدي إلى ضعف العضلات وحتى الشلل.
ومن جهتها خلصت لجنة السلامة والمخاطر التابعة لوكالة الأدوية الأوروبية إلى أن لقاح جونسون اند جونسون المضاد لكوفيد – 19 رغم فعاليته المسجلة إلا أنه قد أنتج عن حالات تجلط دموي نادرة في الأوردة العميقة ونقص في الصفائح الدموية وأوصت بإضافة ما يعرف بنقص الصفائح الدموية، الذي يتمثل في اضطراب يتسبب في نزيف الأنسجة سببه هجوم الجسم بطريقة خاطئة على الصفائح الدموية، ضمن الآثار الجانبية التي تقع بوتيرة لم تتحدد بعد ضمن المعلومات الخاصة باللقاح.
ويذكر أن لجنة السلامة والمخاطر التابعة لوكالة الأدوية الأوروبية قد خلصت إلى هذه النتيجة بعد مراجعة مجموعة من الدراسات والبحوث وقع استخلاصها بعد بدأ استخدام اللقاح في العديد من البلدان. وقالت إن تحذيرها هذا يأتي ضمن إعلانها عن مجموعة من الآثار الجانبية التي تصنفها اللجنة بالنادرة للغاية للإصابة بتجلط الدم مع متلازمة نقص الصفائح، حسب ما جاء في وكالة بلومبرغ للأنباء.
وفي هذا السياق، أوصت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في شهر سبتمبر المنقضي بإعطاء الأولوية للقاحي موديرنا وفايزر على لقاح جونسون آند جونسون، نظرا لوجود مخاوف تتعلق بالسلامة رغم تعامل الولايات المتحدة في البداية مع كل اللقاحات دون تفضيل باعتبار ثبوت “توفير الحماية” في كل منهم بيد أن دراسات المتابعة لنتائج اللقاحات قد أظهرت تراجع فعالية جي أند جي مقارنة بلقاح فايزر ومودرنا حسب تأكيد سي دي سي.
الشركة المصنعة للقاح جي اند جي أكدت بدورها إمكانية حدوث حالات إصابة بتجلط الدم مع متلازمة نقص الصفائح بعد أن أثبتت ذلك مختلف الدراسات وبعد ابلاغها فترات
سابقة عن حالات اصابة بتجلط الدم مع متلازمة نقص الصفيحات.
لئن أكدت الدراسات الصحية والمنظمات المعنية خطورة لقاح جونس اند جونسن كما تفاعلت تونس مع التحديثات العلمية حول هذا اللقاح المضاد لفيروس كوفيد فإن الصورة مازالت ضبابية في الذي يخص تأثيرات هذا اللقاح على المدى البعيد فهل يكون قرار وزارة الصحة في حصر اللقاحات الموجودة في تونس واتلافها كافيا لمطمئنة التونسيين خاصة منهم من سبق وتلقى جي اند جي؟
إشراف عام خولة بوكريم
بالشراكة مع صحافيون من أجل حقوق الإنسان/ الشؤون الدولية كندا