22/05/13
إثر لقاء رئيس الجمهورية قيس سعيد يوم أمس الخميس 12 ماي 2022، برئيس الهيئة العليا للانتخابات وأعضائها الجدد قال سعيد متوجهًا إليهم إن:
“هذا اليوم تاريخي لتونس ولسنا بدولة محتلة حتى نسمح لخبراء من الخارج بمراقبة استفتاء 25 جويلية”.
تحرت كشف ميديا في هذا القول للتثبت من ما اذا كان قول سعيّد صحيحا أما لا بمعنى هل أن فقط في الدول المحتلة تتم فيها مراقبة الانتخابات”.؟
والاستفتاء قوامه اقتراع عام مباشر يدعى إليه الناخبون للفصل في تعديلات ذات طبيعية تشريعية أو دستورية أو حتى ترابية، بطلب من الحكومة أو بناء على تعبئة شعبية.
تبين لكشف ميديا اثر التحري في ما قاله سعيد أن العديد من الدول الديمقراطية والتي ليست دولا محتلة تتم مراقبة انتخاباتها على غرار ألمانيا، ذلك أنه وفق موقع ألمانيا بالعربية تتم في كل انتخابات عملية تجميع لخبراء الانتخابات من مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان (BDIMR) التابع لمنظمة التعاون والأمن في أوروبا (OSCE)
بالمشاركة مع وزارة الخارجية الألمانية والمحكمة الدستورية الاتحادية، ومدير الانتخابات الاتحادي وممثلين عن الأحزاب المتواجدة في البوندستاغ. ويضع الخبراء تقييمهم لفترة ما قبل الانتخابات والاستعدادات لها، ثم يقدمون في الختام توصيتهم، حول ما إذا كان من المجدي القيام بمراقبة الانتخابات. ثم يتولى المراقبة فريق من خمسة أشخاص، يحضرون إلى ألمانيا حوالي 14 يوما قبل موعد الانتخابات.
ويتولون أيضا مراقبة الانتخابات عن طريق البريد. و بعد حوالي شهرين من الانتخابات يقدم مكتب BDIMR في تقريره النهائي ملاحظاته والجوانب التي يرى فيها إمكانات للتطوير والتحسين.
وتعود مراقبة الانتخابات إلى وثيقة كوبنهاغن لعام 1990، حيث التزمت الدول المشاركة من منظمة OSCE بدعوة مكتب الانتخابات الحرة، الذي انبثق عنه فيما بعد BDIMR إلى مراقبة الانتخابات.
بهذا قامت دول ذات سيادة بوضع آلية لمراقبة الانتخابات، للمرة الأولى على أساس مؤسساتي منظم. الأمر نفسه في الولايات المتحدة الأمريكية اذ يشارك منذ سنة 2004، آلاف المراقبين الأجانب في مراقبة الانتخابات الأميركية داخل مراكز الاقتراع ويتولى ممثلون عن عدة منظمات دولية، مثل منظمة الأمن والتعاون بأوروبا والأمم المتحدة، والكثير من المنظمات غير الحكومية.
وبالتالي نستنتج أنه ليس فقط في الدول المحتلة تتم مراقبة الانتخابات من طرف خبراء من الخارج بل حتى الدول ذات السيادة والتي تعد ديمقراطية توجد فيها مراقبة للانتخابات من الخارج، ومنه يعتبر تصريح سعيد زائف.