كشف صحي


قسم الهجرة الخاص باتحاد الشغل يساهم في تلقيح المهاجرين/ات غير النظاميين/ات

22/05/13

 شهدت تونس في السنوات الأخيرة ارتفاعا تراه العين ولا تدركه الإحصائيات الرسمية لعدد المهاجرين/ات القادمين/ات من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وحملت موجات الهجرة معها تشكيات بالجملة يطرحها العديد من أفارقة جنوب الصحراء المتواجدين بتونس حول سوء ظروف عملهم في فترة ظهور فيروس كورونا من غياب للإجراءات الوقائية وصولا لعدم تلقيهم اللقاح، وسط هذا الجدال القائم تبنت العديد من المنظمات الوطنية والدولية هذه الفئة من بينها الاتحاد العام التونسي للشغل الذي حاول خلق حل يصب في مصلحة المهاجرين/ات الموجودين/ات في تونس، وخصص الاتحاد هيكلا كاملا يعنى بالدفاع عن العمال القادمين من جنوب الصحراء الأفريقية ومنحهم حق الانخراط في الاتحاد.

ويتضمن عمل الهيكل استقبال المهاجرين/ات في فضاءات تابعة للاتحاد تهدف للإحاطة بهم والإصغاء إلى تشكياتهم وإرشادهم في كل ما يتعلق بالأزمة الصحية ويتعاون مع مؤسسات الصحة العمومية لضمان رعاية صحية مجانية لهم، بالإضافة إلى قيامه بحملات مساعدة استثنائية في وقت انتشار الفيروس، ويعمل أيضا على الدفاع على حقوق العاملين من المهاجرين/ات على غرار حقهم في العمل في ظروف صحية جيدة إذ قام الاتحاد بتوزيع ما يزيد عن 5000 كمامة واقية من الفيروس وتوزيع معقمات الأيدي والملابس على أغلبهم.

صورة كشف ميديا-نور الدين أحمد أوت 2022

ويذكر أن تونس قد مرت السنة الفارطة بأسوأ أزمة صحية لها منذ عقود، نتجت عن انتشار فيروس كوفيد 19 الذي حصد آلاف الموتى ومئات الآلاف من المصابين/ات، ووقع استثنائيا السماح بتطعيم جميع القاطنين/ات بتونس ممن تتوفر فيهم/نَّ الشروط البيولوجية بمنأى عن صفتهم القانونية في تونس وهو ما شمل المهاجرين/ات المقيمين/ات بتونس بصفة غير قانونية.

وترى المسؤولة السابقة عن قسم الهجرة بالاتحاد نعيمة الهمامي أن جهود القسم وإصراره على تلقيح المهاجرين/ات غير النظاميين كانت من أهم الأسباب التي جعلت الحكومة التونسية توافق على تقديم خدمات التلقيح للمهاجرين بشكل استثنائي.

تروي مهاجرة من دولة بنين لكشف ميديا. 

 وقع تلقيحي بجرعتين اثنتين مضادتين لفيروس كوفيد ١٩، وكنت من المنتفعين بالمساعدات التي وزعها الاتحاد العام التونسي للشغل على الأجانب إبان انتشار الفيروس، أشعر بالامتنان لكل من لم ينس وجودنا وسط الأزمة.

انخرط صلب الاتحاد العام التونسي للشغل أكثر من 1500 مهاجر/ة من دول أفريقيا جنوب الصحراء منذ فتح باب الانخراط والعدد في تزايد، ومكنت جهود الاتحاد بالإضافة لتعاون مؤسسات الدولة في عديد المناسبات من تلقيح هذا العدد وأكثر، من المهاجرين/ات وصد خطر الوفاة بالاصابة بكوفيد19 ‘.

نعيمة الهمامي المسؤولة السابقة عن قسم العلاقات العربية والدولية والهجرة بالاتحاد العام التونسي للشغل

تقول الهمامي.

كونهم مهاجرين/ات غير نظاميين/ات يحرمهم/نَّ قانونيا من التمتع بأي نوع من التغطية الاجتماعية أو الصحية، لكننا أصرينا على أن يتم تلقيحهم ضد فيروس كورونا ومداواتهم في مستشفياتنا مجانا ووقع تفهم طلبنا من قبل مؤسسات الصحة العمومية.”

يقول مهاجر افواري لموقع كشف ميديا

“نحن ممتنون لاعتراف الاتحاد العام التونسي بنا كجزء من الطبقة العاملة بتونس. لم أكن أتوقع أن أتلقى أي جرعة من اللقاح نظرا لعدم وجودي القانوني بتونس اضافة إلى تخوفي الشديد من اللقاح وما سمعته حوله، لكن ما قام به الاتحاد من فسح مجال لنا للتلقيح مكننا من معرفة ضرورة التلقيح .”  .

وفي علاقة بروايته لم يقم أغلب المؤجرين بتوفير مساعدات للمهاجرين في الذي يخص التلقيح على غرار توجيههم لمنصة التسجيل وارشادهم حول مراكز التلقيح وغيره وهو ما أكدته مهاجرة بينينة لكشف ميديا ”

عندما علمت بأن هناك امكانية للقيام بالتلقيح  سعدتٌ كثيرا وقررت التوجه الى مركز تلقيح لتتلقي الجرعة الأولى لكن لم يتسنى القيام بها حينها لأنني كنت أشتغل عاملة منزلية منعني صاحبها من التوقف عن العمل من أجل التوجه إلى المركز باعتباري مكلفة بالاعتناء بابنه  الصغير أيضا ولا يمكنني تركه وحيدا، إلى أن أخبرني أحد الاصدقاء أنه بامكاني تلقي التلقيح عبر الاتحاد العام التونسي للشغل،  وهو ما جعلني اليوم أشعر بالارتياح وسهولة التنقل.

صورة كشف ميديا – أوت 2022- نور الدين أحمد

ويقر كل من الاتحاد العام التونسي للشغل ووزارة الصحة بانتفاع نسبة من المهاجرين/ات بالتلقيح ضد كوفيد 19 ويؤكد الجانبان على ضرورة تلقيح كل مقيم بالتراب التونسي، لكن على الرغم من تأكيد عديد الأطراف لانتفاع عدد من المهاجرين/ات غير النظاميين/ات بالتلقيح، لا تملك أي جهة أرقاما حقيقية تثبت عدد الملقحين من صفوفهم، وتفسر أحلام قزارة، مديرة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة المرأة،  لـكشف ميديا، ذلك بكون موظفي مراكز التلقيح يعون أن عددا كبيرا من المهاجرين/ات لا يملكون أي وثائق قانونية تخولهم للتسجيل في منظومة ايفاكس او الاستثظهار بها في مراكز التلقيح، ولهذا يقع الاستغناء عن مرحلة تقديم المعطيات الشخصية وإثبات الهوية في أغلب الحالات، وحتى عند التسجيل في منظومة إيفاكس يعمد أغلب المهاجرين/ات غير النظاميين/ات للتسجيل بأسماء وهويات وأرقام جواز سفر وهمية، بل ويقوم الإطار الطبي بمراكز التلقيح بتسجيلهم  أو توجيههم نحو اعتماد هذه الطريقة في بعض الحالات، وهو ما جعل التحصل على قاعدة بيانات أو إحصائيات حولهم شبه مستحيل.

موقع ايفاكس

رغم المجهودات التي قدمها قسم الهجرة بالاتحاد العام التونسي للشغل لتمكين المهاجرين/ات غير النظاميين من تلقي التلقيح لازال العديد منهم غير ملقحين ضد كوفيد 19, حيث فشل قسم الهجرة بالاتحاد العام التونسي للشغل في الوصول لأغلب المهاجرين/ات غير النظاميين في تونس، فمن جملة عدد المهاجرين/ات المقدر بعشرات الآلاف على الأقل لم ينخرط بالاتحاد إلا 1500 مهاجرا، ومن جهة أخرى تقر أحلام قزارة مديرة إدارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة،  بوجود مشكل اتصالي بين وزارة الصحة والعديد من المهاجرين/ات غير النظاميين بسبب استعمال منظومة إيفاكس الخاصة بالتسجيل الكترونيا في منظومة التلقيح، ولقسم الاتصال بوزارة الصحة التونسية للغتين فقط، العربية والفرنسية، في حين  يتحدث العديد من المهاجرين/ات اللغة الانجليزية  وللغة محلية، إضافة لشبه غياب للحملات التحسيسية والتوعوية الموجهة للمهاجرين بلغاتهم لحثهم على التلقيح، حيث يخافُ أغلب المهاجرين/ات غير النظاميين/ات من التعامل مع أي من مؤسسات الدولة خوفا من الترحيل، في ظل هذه الأزمة الاتصالية بين هذه الشريحة وكل ما هو تونسي ومع قدوم موجة سادسة لانتشار كوفيد 19 تبدو كل المجهودات المقدمة غير كافية لحماية المهاجرين/ غير النظاميين/ات.


إشراف عام خولة بوكريم

كتب هذا المقال بصيغة حساسة للجندر

تم إخفاء هويات المتحدثين من المهاجرين/ات بطلب منهم وحفاظاً على معطياتهم الشخصي

بالشراكة مع صحافيون من أجل حقوق الإنسان / الشؤون الدولية كندا