المنستير: عزوف عن الجرعات الثالثة والرابعة

تشهد ولاية المنستير خلال الفترة الأخيرة أدنى مستوى لها في خصوص الاصابات بفيروس كورونا بعد موجات متتالية هزت متساكني الولاية منذ مارس 2020، و رغم ما تتميز به ولاية المنستير من توفر بنية تحتية واسعة من مستشفى جامعي و مستشفيات جهوية و محلية و توفر طواقم طبية ذات كفاءة عالية و مستشفيات خاصة فإن ضحايا كوفيد منذ ظهوره قد تجاوز 58279 مصابا و تم التصريح لدى المرصد الوطني للأمراض الجديدة و المستجدة بما يناهز 1148 وفاة جراء الوباء في كامل الولاية أي بنسبة 9.2% النسبة العامة للحالات المصابة.و قد استقبلت المستشفيات في الجهة زهاء 3000 مريضا بالكورونا، كما التزم بالعزل الذاتي 57019 مواطنا مصابا بكوفيد 19 .

و قد أشار المرصد الوطني للأمراض الجديدة و المستجدة إلى اجراء 220962 تحليلا لتقصي فيروس كورونا بين تحاليل مخبرية  PCR  التي بلغت 104473 و تحاليل سريعة 116489 ، و قد توزعت هذه التحاليل بين المخابر العمومية و المخابر الخاصة .

و رغم ما تبينه هذه الأرقام من حجم انتشار فيروس كورونا منذ ظهوره في الجهة فإنها كشفت كذلك عن محدودية المستشفيات على استيعاب الكم الهائل من الاصابات رغم توفير عدد كبير من أسرة الانعاش بلغ 80 سريرا و كذلك انجاز وحدة ايواء على مستوى وطني في ذروة الموجة الاولى و الثانية و كذلك وحدة ايواء و عزل جهوية كذلك، و لكنهما لم يواصلا الاشتغال و تم الاستغناء عنهما في وقت لاحق حتى تكشّفنا عن موجة حادة في جوان و جويلية و أوت 2025 شلّت المستشفيات و شهدت ارتفاعا في عدد الوفيات خاصة مع أزمة الأوكسجين التي هزت الوحدات الاستشفائية الهامة في الجهة و عدم استيعاب العدد الكبير من الحالات الحرجة التي تتطلب الايواء بوحدة الانعاش.

و في تصريح خص به كشف ميديا يقول شوقي الوصيف رئيس قسم الأمراض الجرثومية بمستشفى فطومة بورقيبة بالمنستير

“لولا تجند الاطارات الطبية و شبه الطبية في كافة الأقسام الاستشفائية و توفير أسرة انعاش فيها لما توصلنا الى استيعاب العدد المتزايد من المصابين بفيروس كورونا ، و لعل الهبّة التضامنية من المجتمع المدني من جهة و من الدول الشقيقة في توفير كميات هامة من مكثفات الاوكسجين إحدى اهم تجاوز المرحلة الحرجة حتى بلغنا مرحلة التلاقيح التي تواترت حتى بلغنا النسب المعقولة و التي تكسب المناعة الضرورية من الاصابة.

و رغم الانخفاض الذي لاحظناه في هذه الفترة الأخيرة من انكماش نسب الاصابات جراء كورونا فإن مستشفيات الجهة قد استقبلت 8 مصابين من مجموع 70 سريرإنعاش  مهيئا للحالات الطارئة أي بنسبة إشغال تصل إلى 11.4%  .

أما عن طاقة الاستعاب التفصيلية فهي 8 أسرّة انعاش و عناية مركزة في المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة و 14 سريرا في أقسام أخرى، أما مستشفى قصر هلال فهو مجهز ب7 أسرة ، مستفى المكنين 14 سريران مستشفى جمال  17 سريرا ، ومستشفى طبلبة 10 أسرّة.

و باتصالنا بالمندوبية الجهوية للصحة بالمنستير أمدتنا بآخر الاحصائيات المسجلة ضمن الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد-19 بالجهة إلى غاية يوم الاثنين 09 ماي 2022 إذ بلغ عدد الملقحين الجملي ( 4 جرعات )  670511 تتوزع كالتالي : الجرعة الاولى 367201 ، الجرعة الثانية 238672 ، الجرعة الثالثة 60332 ، الجرعة الرابعة 2204 .

و لاحظنا في الاحصائيات المقدمة لنا أنه تلقى الجرعة الأولى 84.07% بالنسبة للسكان الذين تجاوز أعمارهم 15 سنة، و تلقى الجرعة الثاانية 54.65% ، و تلقى الجرعة الثالثة 13.81% ، أما الجرعة الرابعة فتلقاها 0.50% بالنسبة لولايى المنستير.

هذه الارقام الأخيرة تدل على عزوف المواطنين عن تلقي الجرعات الثالثة و الرابعة و هذا التراجع جاء ضمن بيئة صحية أظهرت الانفراج النسبي في العدوى.

كما أظهرت لنا الأرقام الرسمية المقدمة لنا من المندوبية الجهوية بالمنستير أنه بلغت نسبة التغطية بالجرعة الأولى 73.35 % ممن سنهم بين 15 و 39 ، أما نسبة الجرعة الأولى لمن سنهم بين 40 و 59 فقد بلغت 91.61 ، أما من هم سنهم فوق الستين فقد تلقى 100% من المواطنين التلقيح .أما نسب الجرعة الثانية فتقهقرت بين 62.90% (15-39  سنة) ، 95.32% (60 سنة فما فوق).

و يلاحظ في الفترة الأخيرة عزوفا واضحا عن الاقبال على تلقي الجرعة الثالثة و الرابعة، و قد كشف لنا عدد من المواطنين عن سبب ذلك العزوف إذ تقول منانة الصحراوي (60 سنة ):

لم التحق بمركز التلقيح لتلقي الجرعة الثالثة و ذلك لتخوفي من مضاعفات التلقيح التي قد تصيبني بأزمة قلبية خاصة و أنني مصابة بداء السكري و ضغط الدم و الغدة

في حين قال محمد، 30 سنة،

العزوف عن التلقيح يأتي لعدم وضوح التقارير التي تكشف عن مضاعفات تلاقيح كورونا، فاليوم يتردد علينا أن العديد ممن تلقوا تلقيحا قد أصيب بأحد الأمراض مثل تخثر الدم أو أوجاع جانبية أخرى ، و لعل منع أو جمع تلاقيح جونسان قد ساهمت في هذا الارتباك و زاد من عزوف الناس على استكمال التلاقيح.

ضعف الاقبال على الجرعة الثالثة و الرابعة للتلقيح ضد الكورونا أثار تساؤلات جمّة من بينها مدى استجابة المواطن للنداءات المتكررة من طرف اللجنة العلمية، و كذلك مدى ترويج الجهات الصحية للمنافع التي يمكن الاستفادة منها بعد تلقي الجرعة الرابعة.و رغم أنه قد تم الارشاد إلى أن تلقي 4 جرعات للذين يعانون من ضعف المناعة بشكل شديد أو معتدل قد يقيهم من آثار الفيروس فإن الأغلبية لم تستجب لذلك طمعا في توصل العلماء و الجهات الصحية العالمية إلى دواء فعال يقضي نهائيا على الفيروس عوض لقاحات لم يصدر في شأنها تقرير نهائي، كما أن الترويج للآثار الجانبية لقاحات قد أسهم في هذا العزوف.و كان من الأفضل لوزارة الصحة أن تعتمد حملات تلقيح وطنية تصنف ذوي الأولوية في الاسراع بتلقي الجرعة الثالثة و الرابعة أولئك الذي يعانون من نقص في المناعة و ترافق ذلك حملة تحسيسية توعوية حسب الفئة المستهدفة.

إشراف عام خولة بوكريم

بالشراكة مع صحافيون من أجل حقوق الانسان /الشؤون الدولية كندا