22/05/16
طورت شركة الأدوية الأمريكية فايزر علاجًا مضادًا للفيروسات، قامت بتسويقه تحت اسم الباكسيلوفيد. يتم تناول هذا الدواء على شكل أقراص عن طريق الفم و يجب ابتلاع الأقراص كاملة ولا يجوز مضغها أو تكسيرها أو سحقها. ويتم استخدامه عند ظهور العلامات الأولى لعدوى كوفيد 19 من أجل تفادي الوصول إلى الحالات الخطيرة. تم منح الشركة المصنعة تصريح تسويق في 28 جانفي من السنة الجارية ومن ثمة تم ترخيص هذا الدواء في عدة دول في العالم على غرار أمريكا وفرنسا وتونس.
في كل الدول التي رُخّص لها استعمال هذا الدواء يمكن للمواطن ايجاد الباكسيلوفيد في كل الصيادلة فبعد وصفه من قبل الأطباء يتوجه الفرد إلى الصيدلية وبعد تقديمه للوصفة الطبية ليتأكد الصيدلي من أهلية العلاج يتم تقديم الدواء. توجهنا إلى مجموعة من الصيدليات في تونس الكبرى وأكد لنا أربعة صيادلة أن لا علم لهم بهذا الدواء ولم يقع اعلامه بأي شيء في علاقة به ولا بكيفية استعماله في تونس.
كما أكد الدكتور رفيق بوجدارية، رئيس قسم الاستعجالي بمستشفى عبد الرحمان مامي للأمراض الصدرية بأريانة لكشف ميديا عدم امتلاك تونس لهذا الدواء إلى حد اللحظة رغم التصريح به منذ مدة تزيد عن الأربعة أسابيع وقال إنه من المرجح استعماله في تونس فقط في أقسام الأمراض الجرثومية والأقسام المختصة في المستشفيات إضافة إلى إمكانية عدم توفره في كل المستوصفات والصيدليات.
آلية عمل الباكسيلوفيد
يستهدف هذا العلاج الإنزيم الضروري لتكاثر فيروس كورونا في الجسم ويقتصر على علاج الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأشكال حادة من كوفيد. اذ أكد الدكتور رفيق بوجدارية، رئيس قسم الاستعجالي بمستشفى عبد الرحمان مامي منع الباكسيلوفيد لتكاثر الفيروس داخل أي خلية من الخلايا البشرية.
كما يحتفظ هذا الدواء بالنشاط المضاد لكل المتحورات من فيروس كورونا وأظهرت البيانات المتاحة لتقييم فعالية هذا العلاج انخفاضًا في خطر التقدم إلى شكل حاد من كوفيد 19. بالإضافة إلى ذلك، تمنح آلية عمل هذا الدواء الأمل في الفعالية المستمرة على كل المتحورات بما في ذلك الأوميكرون.
وتؤكد نسخة جوان 2020 من المجلة العلمية “ميديسين ساينس” أن الباكسيلوفيد يتكون من جزئين الأول وهو “PF-07321332″ الذي يمثل العامل النشط الذي يمنع بروتين الفيروس من التكاثر. والثاني هو” ريتونافير”، الذي يستخدم عادة لعلاج عدوى فيروس نقص المناعة البشرية.
معايير استخدام الباكسيلوفيد
وضعت شركة فايزر معاييرا لاستعمال هذا الدواء وفق موقعها الرسمي، اذ يجب ألا يقل عمر المريض عن 18 عامًا وأن تكون نتيجة اختباره على الكوفيد إيجابية كما أوصت الشركة باستخدامه في فترة قبل تجاوز الخمسة أيام من ظهور الأعراض وقالت إن استعماله يكون في حالة ما اذا كان المريض معرض لخطر كبير جرّاء الفيروس. وهو ما أكده الدكتور رفيق بوجدارية في تصريحه لكشف ميديا، ذلك أن إعطاء هذا الدواء يكون في الحالات المتوسطة المحمولة على الخطورة ولأصحاب الأمراض المزمنة والحالات التي يقدرها الطبيب المباشر.
وفي نفس السياق قال الدكتور رياض دغفوس، عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا لكشف ميديا:
استعمال هذا الدواء تتم بين اليوم الثالث والخامس من الإصابة. ويجب عدم تناوله قبل الإصابة كوسيلة للوقاية ذلك أن هدف الدواء هو العلاج فقط.
ولاستعمال هذا الدواء أوصت الشركة المصنعة بضرورة عدم توفر موانع للعلاج لدى المريض. وأكدت ضرورة تقييم مخاطر التفاعلات الدوائية ومن ثمة بدء العلاج مع إبلاغ إجراءات تطبيقه للمرض بطريقة واضحة.
تكلفة الباكسيلوفيد
بالنسبة لأسعار هذا الدواء قال الدكتور بوجدارية إنه من سلبيات هذا الدواء الذي يعتبر تقدما على مستوى العلاجات في العالم أنه مكلف للغاية اذ تجاوز سعره في الولايات المتحدة الأمريكية 500 دولار وهو ما سيجعل استخدامه في تونس موجها وفق الدكتور رفيق تقدير بوجدارية.
وتقول شركة فايزر في هذا السياق إنها لم تحدد سعرا ثابتا للباكسيلوفيد ذلك أن تكلفته ستكون مختلفة من دولة إلى أخرى حسب امكانيات كل منها وذلك من أجل ضمان الوصول العادل لكل الدول.
وردا حول إمكانية قدوم هذا الدواء إلى تونس بأسعار مرتفعة أكد الدكتور رياض دغفوس عضو اللجنة العلمية، أن تكلفته ستكون في حدود 80 دولار في تونس، أي في حدود 246 دينار تونسي، ونظرا لارتفاع هذا الثمن قال عضو اللجنة العلمية إن وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية بصدد التشاور حول إمكانية خلاص الدولة لهذا الدواء بالنسبة للمرضى الذين هم في حاجة ماسة إليه.
سلبيات الباكسيلوفيد
من بين المرضى الذين شاركوا في دراسة فايزر المنشورة في نوفمبر 2021 والذين تلقوا دواء الباكسيلوفيد، تعرض 1.7 ٪ منهم لسلبيات خطيرة مما اضطرهم للتوقف عن العلاج.
إضافة إلى ذلك يمكن للمادة الفعالة الموجودة في هذا الدواء، آثارًا جانبية على غرار الإسهال، غثيان، وجع بطن.
الباكسيلوفيد لا يعوض التلقيح
شدد الدكتور رفيق بوجدارية على ضرورة عدم التخلي عن التلقيح في حال قدوم هذا الدواء إلى تونس ذلك أن الباكسيلوفيد ليس وقائيا وإنما علاجيا ولا يمكنه تعويض الوقاية الجماعية ولا الفردية.
ومن جهته أكد عضو اللجنة العلمية رياض دغفوس أن الهدف من هذا الدواء هو تنقيص خطورة المرض لضمان عدم مرور الحالة المتوسطة إلى حالة خطرة ولكنه لا يمكنه من تحقيق هدف الوقاية من الفيروس.
وقال إن الوقاية أنجع من العلاج داعيا التونسيين إلى تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
ونظرا لارتفاع كلفته وإمكانية وجوده بصفة محدودة قال دغفوس يجب أن يتم استعمال هذا الدواء من طرف المرضى فقط وبعد استشارة الطبيب لكي يتمكن الأشخاص الذين هم في حاجة ماسة إليه على غرار من لهم نقص في المناعة أو بعض الأمراض المزمنة من الحصول على الدواء.
لئن تمكنت المخابر العالمية من إيجاد دواء أثبت نجاعته وفق مختلف الدراسات والتجارب فإن إمكانية وجود حالات وفيات جراء الفيروس في العالم بصفة عامة وفي تونس بصفة خاصة تضل قائمة ما يجعل اللقاحات الخيار الأوحد لدى الأفراد لتخطي إمكانية تردي الحالة الصحية للمصابين بالفيروس التاجي ومن تجاوز العدد الكبير من حالات الوفيات التي شهدها العالم خاصة في الفترة الأولى من ظهور الفيروس.
إشراف عام خولة بوكريم
بالشراكة مع صحافيون من أجل حقوق الانسان /الشؤون الدولية كندا