كشف صحي


المنظومة الرقمية لوزارة الصحة تلقت 3000 تبليغا حول الأعراض الجانبية لتلقيح كوفيد19

22/05/19

إلى حدود 16 ماي 2022 تم تلقي ما يقارب عن 65.6 بالمائة من سكان العالم على الأقل جرعة واحدة من لقاح كوفيد-19. في تونس تم تطعيم 61.35 بالمائة من السكان على الأقل بجرعة واحدة، في الوقت الذي كثر الحديث عن الأعراض الجانبية وما مدى خطورة التلاقيح في العالم وخاصة تونس.

إذ وضعت وزارة الصحة على ذمة الملقحين منظومة لجمع المعلومات حول الأعراض الجانبية التي قد يتعرض إليها من تلقوا جرعات لقاح كوفيد-19 ويتم تسجيلهم ومتابعة هذه الحالات. ويمكن التبليغ إما من قبل الطبيب المباشر أو حتى عامة المواطنين مباشرة عبر موقع المركز الوطني لليقظة الدوائية أو عبر موقع ايفكس evax.tn أو عبر البريد الالكتروني المخصص لذلك والموجود بالمواقع التي ذكرت كما وضع على ذمة المواطنين رقم أخضر للاستفسار أو التبليغ مباشرة عن هذه الأعراض. كما يوفر المركز الوطني لليقظة الدوائية عيادات خارجية للقيام بالفحوصات اللازمة والمتابعة ان استوجب الامر.

حيث يؤكد الدكتور رياض دغفوس عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا ومدير عام المركز الوطني لليقظة الدوائية لـكشف ميديا، أنه يتم تلقي التبليغات عبر سبل الاتصال بالمركز أو حتى عبر هواتفهم الخاصة.  وقد تم في هذا الخصوص القيام بدورات تكوينية للأطباء في 24 ولاية للقيام بعمليات الرصد والتبليغ نظرا لكونهم الاشخاص الذين يستقبلون المواطنين مباشرة لما يشعرون ببعض الأعراض.

ومن ثم يتصل المركز مباشرة بالشخص المعني ويقومون بأخذ المعلومات التي تنقصهم.الحالات التي يتم التبليغ عنها هي حالات ظهرت لديها أعراض غير عادية بعد تلقيها تلقيح كوفيد19 ويشك في ارتباطها بالتلقيح. أكثر من 3000 حالة تم التبليغ عنها إلى غاية 16 ماي 2022  وهم أشخاص ظهرت لديهم أعراض بعد تلقيهم اللقاح المضاد لفيروس كوفيد19، وذلك حسب ما أكده الدكتور رياض دغفوس في تصريح لموقع كشف ميديا.

مضيفا بأن الأعراض الجانبية التي تم رصدها في تونس لا تعد خطيرة حيث أن 95 بالمائة منها هي أعراض غير حادة وعادية، تتمثل إما في ارتفاع في درجة الحرارة أو إرهاق وهي أعراض خفيفة و 5 بالمائة من الحالات استوجبت رعاية طبية وهي حالات ليست عالية الخطورة تمثلت في ارتفاع ضغط الدم، اضطرابات دقات القلب أو تجلط في الدم وتوجد كذلك 42 حالة وفاة من الذين بلغوا، لكن لم يثبت ارتباط هذه الوفيات بالاعراض الجانبية للتلقيح. كما أن هذه الأعراض الجانبية لا تتعلق بنوع معين من التلقيح.

عدد الحالات التي تعرضت لأغراض جانبية وبلغت وزارة الصحة

يتم التعامل مع الحالات المبلغ عنها حالة بحالة، يتم استجوابهم حول العمر وتاريخ ظهور الأعراض وتاريخ تلقي جرعات التلقيح ومن ثم إجراء التحاليل المناسبة ويتم كذلك البحث في عوامل أخرى التي يمكن أن تكون سببا في ظهور الأعراض.

حيث تم تسجيل بعض الحالات الذين توجهوا إلى المركز وتبين بعد ذلك أنهم يعانون من مشاكل اخرى.يوجد بالمركز جدول إحصائي كامل لتسجيل ومتابعة كل الأشخاص التي ظهرت لديهم الأعراض الجانبية، وهو بدوره يرسل تلقائيا الى المنظمة العالمية للصحة التي تمتلك بدورها جدول إحصائي محيين لكل دول العالم. بدوره يكمن أيضا للمركز الاطلاع على هذا الجدول وعلى إحصاءات كل الدول ومراقبة التطور عالميا.

لكن على الرغم من توفر العديد من الطرق للتبليغ الا أنه يبقى ذلك غير كاف.في البداية تم انشاء رقم أخضر مجاني في ايفاكس يتصل عليه المواطنون، لكن لم يجدي نفعا لأنه خارج الخدمة في أغلب الأحيان وقد تذمر المواطنون من عدم اشتغال هذا الرقم. حتى الركن المخصص للتبليغ عبر الموقع أصبح لا يشتغل وغير مفعل.

صورة عن الموقع الذي لا يعمل

يقول دكتور رياض دغفوس في هذا السياق: 

 من بين الصعوبات وهي نفسها التي نواجهها عند تقييم بعض الأدوية، هو أننا لا يمكننا جمع كل المعلومات من كل المواطنينين ويتم في كل مرة الأخذ بعين الاعتبار بأن الحجم الحقيقي هو أعلى من التبليغات التي رصدت. لأنه يوجد العديد من المواطنين الذين يمرون بأعراض ولا يبلغون عنها . لكن الحالات الخطيرة يبلغ عنها دائما. 

هذا بالاضافة إلى  صعوبات في المتابعة حيث يؤكد دغفوس أن المركز يفقد الاتصال بالحالات التي بلغت، إثر تحسن حالاتهم حيث أنهم لا يجيبوا على الهاتف بعد ذلك. 

نحن ندون أرقام الهوات ونتابع كل حالة حتى النساء الحوامل لدينا الكثير منهم الى ان تتم الولادة ويتم متابعتها هي وجنينها وهناك أيضا بعض الحالات التي تبقى رهن متابعة الطبيب المختص اذا توجد أي معلومة نستحقها نأخذها من الطبيب.

على الرغم من المنظومة الالكترونية التي وضعتها وزارة الصحة للتبيلغ عن الحالات الجانبية لتلقيح كوفيد19 تبقى الرقمنة وتحديث البيانات و وسائل الاتصال والتواصل مع المواطنين معضلة كبرى  يجب أن تضعها الوزارة بعين الاعتبار في استراتيجية تطوير خدماتها وحماية صحة المواطنين، سيما مع قدوم موجة سادسة من كوفيد19 وحتى لا ينتشر الذعر بين المواطنين في ظل غياب معلومة طبية دقيقة ويسهل الولوج إليها دون تكبد عناء التنقل.


بقلم أيمن طويهري

إشراف عام خولة بوكريم

بالشراكة مع صحافيون من أجل حقوق الانسان /الشؤون الدولية كندا