جدري القردة ينتشر في أوروبا فهل له علاقة بفيروس كورونا؟

سجلت دول عديدة في العالم إصابات بمرض يسمى بجدري القردة وهو مرض نادر يحدث أساساً في المناطق النائية من وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة حسب منظمة الصحة العالمية لكن شهد هدا المرض مؤخرا انتشارا في مختلف دول العالم.

 يُنقل فيروس جدري القردة إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر وتؤكد منظمة الصحة العالمية في هذا السياق انتماء الفيروس المستجد إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري و لهذا الفيروس سلالتين خطيرتين تؤدي إحداهما لوفيات تصل إلى 10 بالمئة والأخرى لوفاة حوالي 1 بالمئة من المصابين.

 و سجلت كندا يوم أمس الخميس 19 ماي 2022 أول حالتي إصابة مؤكدة بهذا المرض  لدى البشر وأضافت السلطات الكندية أن هناك  17 حالة أخرى مشتبها بها قيد الدرس في مدينة مونتريال وهو ما أكدته أيضا الإدارة الإقليمية للصحة العامة في مونتريال، نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية.

أما اسبانيا فقد سجلت اليوم 14 حالة إصابة مؤكدة بهذا الفيروس إضافة إلى الاشتباه في 23 حالة أخرى وفق ما أعلنت عنه السلطات الصحية في منطقة مادريد.

بعيد أميال عن افريقيا تسجل الولايات المتحدة الأمريكية هي الأخرى أول إصابة بجدري القردة أما البرتغال فتؤكد تسجيل حالتي إصابة بهذا الفيروس والاشتباه  في أكثر من 20 حالة إصابة.

ومن جهتها أكدت السلطات الأسترالية اليوم رصدها لحالة عدوى محتملة بهدا الفيروس وهي لمسافر عاد مؤخرا من أوروبا، وإن فحوصا تجرى حاليا للتأكد من الإصابة.

وفي نفس السياق ذكرت إدارة الصحة بولاية نيو ساوث ويلز أن رجلا في الأربعينيات من عمره مرض بعد عدة أيام من وصوله إلى سيدني وظهرت عليه أعراض متوافقة سريريا معه.

أما في تونس فقد أكدت بن علية عدم تلقي مرصد الأمراض الجديدة والمستجدة أي اشعار بوجود اشتباه في حالة إصابة بهذا الفيروس المستجد وأكدت تواصل اليقظة الصحية لتفادي انتشار أي فيروس أو مرض جديد نظرا لإمكانية رصد لحالات إصابة بفيروس جدري القردة في تونس كغيرها من البلدان. 

فيما يتمثل جدري القردة؟

يعتبر جدري القردة فيروسا نادرا وهو عبارة عن نسخة أخف من الجدري البشري، تم رصده لأول مرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في السبعينيات لدى طفل كان يعيش في منطقة استُؤصِل منها الجدري في عام 1968. وأُبلِغ منذ ذلك الوقت عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا، خاصة في جمهورية الكونغو. وزادت فيما بعد حالات  الإصابة به في غرب إفريقيا في العشر سنوات الماضية. 

الدكتورة نصاف بن علية رئيسة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة تقول لكشف ميديا أن أعراض هذا المرض تتمثل في  الحمى والصداع والطفح الجلدي الذي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم، وأشارت بن علية إلى أن تسجل إصابة بالعدوى بفيروس جدري القردة يتم إثر الاتصال الوثيق مع المصابين بالفيروس، وعادة ما تكون العدوى خفيفة ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة.

كيفية انتقال المرض

تنجم العدوى بالمرض من الحالات الدالة عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية وفي هدا السياق أضافت بن  علية أن العدوى بهذا الفيروس تتم عن طريق اللمس أو الهواء بمسافة قريبة جدا. 

وفي هدا الصدد أوصت رئيسة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة، التونسيين باتباع سبل الوقاية اللازمة لتوخي الأمراض المنقولة عن طريق الهواء أو اللمس أو الجنس على غرار غسل اليدين بصفة مستمرة ومكثفة وتفادي الأماكن المكتظة واتخاد السبل الوقائية أثناء الجنس.

وقالت نصاف بن علية في تصريحها لكشف ميديا:

رغم استقرار هدا الفيروس في بعض البلدان الافريقية الا أنه لقي انتشارا واسعا في بعض البلدان الأوروبية في الفترة الأخيرة وبالنسبة للحالات التي وقع تسجيلها لم تكن لها علاقة بالسفر ومازالت المخابر العالمية تحقق إلى حد اللحظة في كيفية ضهور هدا الفيروس وأسبابه.

هل لجدري القردة علاقة بفيروس كورونا؟

نفت رئيسة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة في تصريحها لكشف ميديا ما يتم تداوله من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، عن وجود علاقة بين فيروس كورونا ومرض جدري القردة. 

 لا يوجد أي ربط ايبيديمولوجي بين كلا الفيروسين حسب المعطيات العلمية المتوفرة حاليا لدى المرصد ولدى المنظمات التي تشتغل على هدا الموضوع.  المرصد في تونس بصدد متابعة مستمرة للمستجدات العلمية الجديدة، كما أن شبكة المخابر الوطنية التي كان لظهور فيروس كورونا دورا في نشأتها وتعزيزها بالكفاءات، ستتمكن من تحليل البيانات العلمية التي تقدم أكثر تفاصيل حول الفيروس المستجد في الفترة القادمة.

علاج جدري القردة

أكدت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة 20 ماي 2022 عدم وجود أيّ علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض لكن التطعيم السابق ضدّ الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية منه.

ومن جهتها قالت نصاف بن علية في هذا السياق إنه لا توجد أدوية لهدا الفيروس فقط هناك بعض العلاجات التي يمكن استخدامها لمعالجة أعراضه.

رغم شح المعلومات والأخبار في الدي يتعلق بفيروس جدري القردة فإن الأمر المتفق عليه دوليا ووطنيا هو أن أرجاء العالم مهددة اليوم بانتشار لهدا الفيروس نظرا لظهوره في العديد من الدول كما تبقى العديد من الفرضيات مطروحة حول ظهوره وطرق انتشاره ما يدعو إلى ضرورة الالتزام بالأساليب الوقائية من مختلف الأمراض والفيروسات.

---

إشراف عام خولة بوكريم

بقلم نور عبد الله

بالشراكة مع صحافيون من أجل حقوق الإنسان/الشؤون الدولية كندا