22/05/21
تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك في تونس صورة لطفلة على وجهها آثار ضرب و عنف و دماء و قد تورمت عيناها و كشف وجهها عن جراح بليغة و خدوش.
و تم الترويج لتلك الصورة على أنها في تونس و قد تصدّرت تدوينة باللهجة التونسية تقول :
”
تمسك ابنتها و تضربها بشدة رغم انها لم تبلغ أربع سنوات بعد ! و السبب أنها أضاعت قرطا ذهبيا..و الأب لم يتدخل لانه هو من سرق القطعة الذهبية و بقي صامتا للايهام بأنه بريئ ! و يقوم أهل الحي بالتدخل لما سمعوا صراخ الطفلة و حديث الوالدين .
ان هذا الامر يستلزم عقابا شديدا !”
و رغم أنه لم يقع الإشارة إلى مكان حدوث الواقعة فإن التدوينات توهم بأنها وقعت في تونس و بعد التدقيق في الصور و التحقق منها ثبت لدينا أن غضبا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي على فايسبوك و تويتر في دولة اليمن إثر تداول صور لطفلة لم تتجاوز 4 سنوات على وجهها العديد من الكدمات جراء عنف من الأم حسب الروايات المتداولة، و تحولت الحادثة إلى قضية رأي عام.
و تفصح التدوينة المتداولة على ما يلي : “طفلة لا تتجاوز عمرها الرابعة أعوام تتعرض للضرب المبرح من والدتها تحت حجة ضياع قطعة ذهب وبعد الضرب المبرح لها دون تدخل الاب لنجدة ابنته يعترف الاب بانه قام ببيع الذهب وكأن شيئا لم يكن، تم نجدة الطفلة بعد تدخل أبناء الحي الذين يسكنون فيه بعد سماعهم لبكاء الطفله في منطقة وادي المدام ( جنوب غربي اليمن)”.
و بمزيد التدقيق في الواقعة و مدى تطابقها مع ما تم تداوله من نشر على مواقع التواصل الاجتماعي و بعض وسائل الاعلام العربية اطلع كشف ميديا على فيديو منشور بتاريخ 11 ماي 2022 على تويتر يفند الرواية المتداولة و يكذبها، و يظهر الفيديو عائلة متكونة من أب و أم و أبنائهما التسعة و يصف الناقل الأسرة بالفقيرة.
و يقول أن الطفلة قد سقطت من علوّ و بستشهد بمدير أمن المحافظة الذي اطلع على القضية و تابعها بنفسه و مدير قسم المدينة و نائب مدير شرطة الأحداث و مندوب البحث الجنائي..مظهرا الأب يبكي ظلما من حجم المنشورات التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي ..و توجه للاعلاميين و رواد الفايسبوك بالقول “كنتم من الافضل تتوجهون لمساعدة هذه الأسرة المتكونة من 9 أطفال ..اليوم أنا موجود هنا و الطفلة سقطت ..و الأم تبكي من الظلم.
و يتبين لكشف ميديا من خلال هذا التحقق أن الخبر مضلل في نسبته إلى تونس و زائف في المواقع اليمنية التي تبنت رواية اعتداء الأم على الطفلة بمباركة الأب الذي سرق قطعة الذهب المفقودة .