كشف صحي


“انتصار المرأة الريفية” كانت ملجئاً للفلاحات المعنفات زمن كوفيد19

22/06/09

عندما عصفت رياح جائحة كوفيد لم تطل الأجساد فقط عبر إصابتها بالفيروس اللعين، بل طالتها عبر العنف المسلط على النساء الذي تضاعف عشرات المرات فترة الحجر الصحي. وباتت النساء فريسة الجلادين والحجر معا، في ظل ظرف صحي صعب، خيم عليه إغلاق كل المرافق الحيوية الضرورية.
منظمات المجتمع المدني تفطنت لهذه الظاهرة، ولعل جمعية “انتصار للمرأة الريفية” بسيدي بوزيد من بينها، حيث تفيد رئيستها إيمان دواحي كشف ميديا بأن الجمعية نفذت 50 نشاطا ميدانيا تم إنجازه سنة 2020 و96 حصة استمرار بمركز “اسمعني لانصات وتوجيه النساء ضحايا العنف” فترة الكوفيد، من بينها الحملات لتوعيه ودعم النساء العاملات في القطاع الفلاحي بوسائل الوقاية من “الكورونا” وخاصة الكمامات والجال المعقم.
تقول في هذا السياق


على الرغم الظرف الصحي العالمي الذي أثر على فرص التمويل فان جمعية “انتصار المرأة الريفية” سيدي بوزيد استطاعت الحصول على دعم لمشروع “عدم التسامح مطلقا مع العنف ضد النساء والفتيات” وتواجدت بشكل فاعل ومسؤول عبر الأنشطة في الارياف ومع النساء العاملات في القطاع الفلاحي ومع تلاميذ المدارس أيضا.

ولفتت ايمان دواحي الى أن العنف المسلط على النساء من ضمن أهم المحاور للجمعية وقد تضاعفت نسبة العنف المسلط على النساء خلال أزمة الكورونا وكان من بين الضحايا نساء عاملات في القطاع الفلاحي تعهدت الجمعية بهن مع مختلف الأطراف المتدخلة من أجل وصول النساء ضحايا العنف للعدالة، وبقى مركز “إسمعني للإنصات و توجيه النساء ضحايا العنف” بسيدي بوزيد يشتغل طوال فترة الأزمة عبر الهاتف ويقدم التوجيه والمرافقة للنساء ضحايا العنف.
(نادية)، اسم مستعار 28 سنة، عاملة فلاحية، تعاني من ظروف اقتصادية و اجتماعية الصعبة. ومتزوجة منذ 5 سنوات، قضَت منهم حوالي السنتين في عنف متكرر وفق ما روت لـ “كشف ميديا “، وصل إلى حدّ محاولة القتل أثناء فترة الحجر الصحي في مارس 2020 وكانت على وشك أن تخسر حياتها. إلا أنها فقدت جنينها خلال شهور حملها الأخيرة.


على امتداد سنتين تقدمت بعدة شكاوى ضده، لكن الفرقة المختصة في جرائم العنف ضد المرأة لم تتعامل مع الأمر بجدية وكانت سببا في تمادي زوجي ومواصلته لتعنيفي، بفضل الجمعية استعطت الحصول على الدعم القانوني المناسب، وتحصلت على طلاقي


من جهتها أكدت إيمان دواحي أن الهدق من مركز « اسمعني للانصات وتوجيه النساء ضحايا العنف » بسيدي بوزيد هو تعزيز التصدي للعنف ضد المرأة لتوفير المركز المرافقة القانونية والصحية لضحايا العنف.

المركز سجل خلال فترة كوفيد19 446 حالة عنف ضد النساء خلال فترة الحجر الصحي الشامل أثناء الموجة الأولى من انتشار فيروس كوفيد19
منذ انتشار جائحة كوفيد-19 حررت الفرقة المختصة في البحث في جرائم العنف ضد المرأة والطفل بمركز الأمن الوطني بسيدي بوزيد شهريا ما يعادل 120 محضر وأغلبها عنف مادي، وحرَرت الفرقة المختصة حوالي 3000 محضرا منذ تاريخ تأسيسها في فيفري 2018. وقد أحيل منها على العدالة حوالي 2900 محضر و100 محضر بصدد الإنجاز. وفق ما أفادنا به مصدر عن وزارة الداخية تحفظ عن ذكر اسمه بهذا المقال.

وبلغ عدد حالات العنف المسلط ضد المرأة حسب إحصائيات التقرير السنوي لسنة 2020 في ولاية سيدي بوزيد التي تم رصدها والتعهد بها 1758 حالة من بينها 984 حالة عنف مادي و440 حالة عنف جنسي و227 حالة عنف معنوي و 102 حالة عنف اقتصادي. وفق نفس المصدر.

ولئن تكاتفت الجهود لحماية النساء العاملات في القطاع الفلاحي فان أغلب المجموعات النسائية العاملة في الضيعات الفلاحية لم تصلهن خدمات الاجتماعية والقانونية والإحاطة النفسية اللازمة.
ويذكر أن مندوبية المرأة والاسرة والطفولة وكبار السن بسيدي بوزيد خصت المرأة الريفية أو العاملة بالقطاع الفلاحي خلال فترة “الكورونا” بتدخلات شملت تنفيذ برامج وزارة المرأة والقيام بحملات تحسيسية توعوية لفائدة العاملات في قطاع الفلاحة من خلال الاتصال المباشر بهن في الحقول والضيعات بأنشطة نفذت بالشراكة مع مجموعة من الجمعيات الناشطة في مجال المرأة.
كما لم تشمل التدخلات مختلف المناطق لأن ولاية سيدي بوزيد ولاية فلاحية والضيعات فيها تتواجد في مختلف المناطق وتصعب تغطيتها التامة بأنشطة الجمعيات وتدخلات المجتمع المدني بالجهة.


إشراف عام خولة بوكريم

بالشراكة مع صحافيون من أجل حقوق الإنسان/ الشؤون الدولية كندا