22/06/10
إلتهاب عضلة القلب بعد الاصابة بكوفيد 19 مسألة أثارت جدلا في الأوساط الطبية خاصة إثر ارتفاع نسبة الوفيات مع المتحور دلتا ، هذه الأعراض تناولها الخبراء و الأطباء بالدراسة و البيانات خاصة و أن الحالات المرضية لمصابين بأمراض القلب و الرئة الأكثر عرضة لمخاطر الاصابة بالفيروس و قد تم التعرض لهذه الحالات في كل المستشفيات التونسية خاصة خلال الموجات الاولى التي سجلت وفيات في اقسام مرضى القلب و جراحة الشرايين.
و قد أفاد ذاكر الهذيب الأخصائي في أمراض القلب و الشرايين في شهر فيفري الفارط أن ” التهاب عضلة القلب القلب بعد الإصابة بكوفيد19، يمسّ أقلّ من مائة حالة على مليون شخص أصيبوا بالفيروس، ومن بين أعراضه أوجاع في الصدر طيلة النهار تتسرب إلى الظهر والكتف مصحوبة أحيانا بضيق في التنفس.
و أقر الهذيب أن الإصابة بالتهاب في عضلة القلب بعد الإصابة بكوفيد 19، تكون في بعض الحالات خطيرة ويصاحبها نقصا في تدفق الدم وارتخاء عضلة القلب وذلك بمعدّل حالة على 10 أشخاص أصيبوا بالفيروس و ذلك خلال تصريح أدلى به لوكالة تونس افريقيا للأنباء فيفري الفارط..
وبيّن أنه على الرغم من أن جميع الفيروسات قد تؤدي، بدرجات متفاوتة، إلى التهاب في عضلة القلب، لكن فيروس كورونا أشدّ تأثيرا وخطورة من فيروس الأنفلونزا على شرايين القلب والرئتين.
و قد ازدادت إقامة مرضى القلب في المستشفيات التونسية بشكل كبير من ذوي الاشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا و خلفت لهم مضاعفات خاصة منهم المتقدمين في السن و الذين تزيد اعمارهم عن السبعين سنة حيث يعانون من قصور في القلب و قد لاحظنا ذلك في قم أمراض القلب بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة حسب ما أدلى به مصدر طبي لكشف ميديا.
و قد تتسبب كثير من أمراض القلب في تفاقم أعراض فيروس كوفيد 19 و من ذلك اعتلال عضلة القلب، أمراض القلب الخلقية، فشل القلب و داء الشريان التاجي.
وبينت نتائج دراسة أمريكية نشرت في مجلة “نيتشر أنه “بعد 30 يوما من الإصابة، يكون الأفراد المصابون أكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلب والأوعية الدموية”، وبينها خصوصا حالات التهاب في القلب، أو سكتات دماغية، وتشير الدراسة إلى أن هذا الخطر “موجود حتى لدى الأفراد الذين لم يدخلوا المستشفى” بسبب كوفيد-19، رغم أن درجة هذا الخطر أدنى بكثير لدى هؤلاء المرضى وفق ما نشرته وكالة فرنس بريس.
و نظرا لدقة التفاعل مع ضحايا كوفيد 19 من مرضى القلب و الشرايين فقد استنهض الأطباء و المختصون التونسيين انشاء وحدات استشفائية تتعلق بتأهيل مرضى القلب بصفة عامة و آثار الاصابة بفيروس كورونا بصفة خاصة.
الدكتور عبد الله المحضاوي رئيس قسم أمراض القلب بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة يقول لكشف ميديا :
أهداف التأهيل القلبي هي إعادة المريض إلى حالته الطبيعية بعد التعرض إلى جلطة قلبية أو جراحة للقلب أو جراحة الصمامات.
ويشير المحضاوي إلى أن التأهيل القلبي يمكن من أن يرجع القلب إلى حالته العادية و يمكن الشخص من العودة الى الحياة المعتادة و أثبتت البحوث العلمية أن التأهيل القلبي بعد الاصابة يساعد على سرعة التعافي و يخفض من نسبة الاخلالات و التعكرات و يحد من نسبة الوفيات، و لما نقارن من يلتحقون بالتأهيل القلبي بعد حوادث القلب بمن لم يلتحق نلاحظ أن قرابة 35% منهم يتعافون فتنخفض نسبية الوفيات بينهم .
كما ذكر عبد الله المحضاوي أن التأهيل القلبي ثلاثة أنواع:الأول وقائي يخص الأشخاص الذين يحملون عاملا منم عوامل الاختطار و بالتالي نتجنب وقوع حادث قلبي، أما الثاني فهو ” الوقاية الثانوية” و هنا في حالة التعكرات يقع إعادة القلب للحالة الطبيعية، أما الثالثة فهي إعادة دمج في الحياة المهنية و الحياة العادية خاصة باستكمال التأهيل القلبي بالانتماء إلى “نادي القلب و الصحة” في إطار مراقبة صحية دائمة تشمل التغذية و الرياضة و غير ذلك.
كما أكد المحضاوي أن مراكز التأهيل تشتمل تمكين المريض من أخصائي نفسي يقوم بالمرافقة و يصاحب كل ذلك التثقيف الصحي للأدوية .
و يلاحظ الدكتور المحضاوي في حواره الذي خص به كشف ميديا أن :
الحلقة الناقصة في أقسام القلب أو أقسام جراحة القلب و الشرايين في المستشفيات العمومية هي حلقة التأهيل و نحن لاحظنا أن المريض بعد مغادرته للمستشفى إثر حادث قلبي أو مرضي يتعرض إلى تعكرات خصوصا في تعديل الأدوية ، و من الناحية التطبيقية لا نرى المريض يلتجئ الى التأهيل القلبي بعد الاصابة أو القسطرة أو غير ذلك.
ويؤكد محدثنا أن فلسفة التأهيل القلبي تقوم على المعالجة خارج فضاءات المستشفيات و المصحات بل تكون خارجها و في إطار مندمج و متعدد الاختصاصات ” و أشار محدثنا إلى مراكز تأهيل خاصة أو تلك التي تضاهي المركز الصحي جبل الوسط.
الدكتور كمال عبد النبي طبيب مختص في أمراض القلب بأحد مستشفيات باريس يقول لكشف ميديا :
لقد لمسنا تأثيرات واضحة لفيروس كورونا على مرضى القلب و الشرايين خاصة مع المتحورات الأخيرة لفيروس كورونا ، و ظهرت علامات المعاناة من آلام صدرية إشارة إلى عدد من المرضى و قد أطلق الأطباء على أعراض ما بعد الكوفيد “الكوفيد الطويل covid long في إشارة إلى تبنيه كمرض مزمن، و من هنا انطلقت تجربة تأهيل مرضى ما بعد الكوفيد و معالجة الآثار المترتبة عنه و معالجة مشاكل الإجهاد المفرط بواسطة برنامج صحي متكامل و إعداد نفسي دقيق.
إن محطات التأهيل الاستشفائية العمومية في تونس تخول معالجة عديد الأمراض و أهمها المفاصل و الروماتيزم و الجهاز التنفسي مثل محطة جبل الوسط غير أن مراكز تأهيل القلب تفتقدها تونس الا من بعض المراكز الخاصة و لذلك يمكن القول أن أزمة كوفيد قد كشفت عن حاجة المريض في تونس تطوير مراكز التأهيل في الأمراض الأكثر انتشارا و خلق منظومة علاجية وقائية حسب طبيعة المرض أو الاصابة و من أجل تكافؤ الفرص بين المواطنين لابد من تدخل الصناديق الاجتماعية لتغطية ما سماه الأطباء بكوفيد الطويل covid long و إدراجه ضمن الأمراض المزمنة .
بالشراكة مع صحافيون من أجل حقوق الإنسان/ الشؤون الدولبة كندا
إشراف عام خولة بوكريم