كشف صحي


“صوت حواء” و”النساء أولا” في سيدي بوزيد توفران الحماية للفلاحات من كوفيد19

22/06/10

تحرك المجتمع المدني بولاية سيدي بوزيد ليحذر من الخطر المحدق بصاحبات “الفولارة” الخضراء الموشاة بالزهور فترة الكوفيد في ولاية سيدي بوزيد فقامت عدة جمعيات ناشطة بالجهة بتمكين النساء العاملات في القطاع الفلاحي من الكمامات والجال المعقم وتوعيتهن باجراءات البروتوكول الصحي الفردي والجماعي لمنع انتشار عدوى فيروس “كورونا ” في صفوف الاف النساء العاملات  بشكل يومي في المزارع والضيعات ليوفرن كل المنتوجات الفلاحية لأبناء تونس.

نستعرض في هذا المقال أبرز الجهود التي لم تتدخرها جمعتي “صوت حواء” و”النساء أولا” من أجل حماية الفلاحات من خطر انتقال فيروس كوفيد19 أثناء عملهن.

رئيسة جمعية “صوت حواء”  بالرقاب جنات كداشي، في حديثها لكشف ميديا قالت إن  البداية انطلقت بدعوة من جمعية “صوت حواء” في بيان لها في مارس 2020 للأطراف المتداخلة من سلط ومستثمرين الى تحمل مسؤوليتهم في لتوفير مناخ عمل آمن  العاملات الفلاحيات اللاتي يمثلن عنصرا أساسيا في تحقيق الأمن الغذائي لتونس ودفع التنمية الاقتصادية، و التي لا يمكن أن تستقيم إذا ما وقع التهاون في كل ما من شأنه أن يمس سلامتهن في ظل تواصل عملهن ونقلهن في ظروف خطيرة،  تهددهن وتجعلهن عرضة لانتشار فيروس كوفيد19 خاصة وأن ظروف النقل غير الآمن يتضاعف خطره مع انتشار هذا الوباء نظرا لنقلهن في عربات مكتظة وغير مؤمنة.

 تضيف كداشي:

 الجمعية نفذت “حملة آمنة ” في الضيعات الفلاحية بمنطقة الرقاب من أجل تحسيس العاملات وأصحاب الضيعات بتوفير السلامة والوقاية للعاملات، ومن أجل سلامة العاملات في القطاع الفلاحي طالبت الجمعية الجهات المسؤولة بالتسريع في اتخاذ إجراءات الوقائية والتدابير اللاَّزمة التي من شأنها حمايتهن والتعامل مع الموضوع بالأهمية اللاَّزمة للحفاظ على صحة العاملات.

 كداشي دعت اتحاد الفلاحين وكل المستثمرين بالقطاع الفلاحي إلى توفير نقل آمن وصحي للعاملات يٌراعى فيه عدم الاكتظاظ واحترام المسافة بين الركاب وتوفير وسائل الوقاية بالضيعات وفي أماكن تعبئة المنتوج الفلاحي، والالتزام الصارم بكل المعايير الصحية التي تفرضها السلطات في هذا المجال من تعقيم ومنع اللمس والالتحام وفرض مسافة الأمان في العمل و في وسائل النقل وغيرها.

كما ساهمت الجمعية في توزيع كميات هامة من الكمامات والجال المعقم لفائدة النساء العاملات في المزارع والضيعات الفلاحية وقامت بحثهن على استعمالها لحماية أنفسهن من الكوفيد وحماية عائلاتهن من انتشار العدوى. 

مشكلة توفير الحماية من كوفيد19 للعاملات الفلاحية لم تتبناها جمعية “صوت حواء” فقط، بل انخرطت كذلك جمعية “النساء أولا”  في هذا المسار لتوفير حماية أكبر للفلاحات وللولوج لأكثر عدد ممكن لهن في المناطق البعيدة والنائية

حياة قادري، رئيسة جمعية “النساء أولا”  بينت في تصريحها لكشف ميديا أنه خلال فترة كوفيد19 قامت الجمعية بعدة أنشطة من أجل العاملات في القطاع الفلاحي من ضمنها مشروع “زينة” الذي يهتم بالصحة والسلامة الجسدية للعاملات الفلاجيات وأنجزت فيه دراسة ميدانية حول “واقع الصحة والسلامة المهنية للنساء العاملات في القطاع الفلاحي في منطقة سيدي بوزيد الغربية”، اضافة الى تنظيم حملات تحسيسية للنساء حول إرتداء الكمامات واستعمال الجال المعقم، وتوزيع كميات من وسائل الحماية مجانا لفائدة العاملات ليستعملنها خلال فترة التنقل  في الشاحنات  وتوعيتهن حول الصحة الانجابية والجنسية من خلال حملات تحسيسية وقوافل طبية نفذت في عدة مناطق من بينها “أولاد عيوني” و”الرضاع” وتنظيم ملتقى جهوي حول “واقع الصحة والسلامة المهنية للنساء العاملات في القطاع الفلاحي” لتحسيس كل الادارات التي لها علاقة بالعاملات الفلاحيات اللاتي يفتقرن لأبسط شروط السلامة المهنية سواء في علاقة بالكوفيد أو باستعمالهن للمواد الكيمياوية.

إحدى المستفيدات من تدخلات الجمعيات الناشطة في مجال المرأة في ولاية سيدي بوزيد هي ربح خضراوي أصيلة معتمدية السبالة  تقول لكشف إن  فرقا من الجمعيات مكنوها من كمامات ومن جال معقم فكانت تحرص على استعماله وهي تركب الشاحنة.

نفذتُ توصيات المرشدة،  حتى لا أكون سببا في جلب العدوى لأطفالي ،كما تلقيت توعية  حول التقليص من انتشار عدوى المرض بالاعتماد على احترام مجموعة من القواعد وفعلا نجت عائلتها من المرض رغم أنني واصلت العمل في الضيعات الفلاحية طيلة فترة الكورونا.

وذكرت فاطمة مصباحي 44 سنة أصيلة معتمدية سوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد ان الاهتمام بالعاملات في القطاع الفلاحي فترة الكوفيد كان بتوفير الكمامات  والجال المعقم والتوعية بالالتزام باجراءات البروتوكول الصحي الفردي والجماعي وقد حظي عدد من نساء المنطقة بهذه الأنشطة وربما قد تكون ساعدت العاملات في التوقي من انتشار العدوى.

وعلى الرغم من أهمية تدخلات جمعيتي”صوت حواء” و”النساء أولا” من أجل حماية الفلاحات من خطر انتقال فيروس كوفيد19 أثناء عملهن، إلا أن هناك ألاف النساء اللاتي لم تشملهن جميعا أنشطة الجمعيات ومست فقط عددا قليلا منهن. ألاف النساء اللاتي تعملن بشكل يومي في الضيعات الفلاحية  وكان يتوجب على الدولة مراعاة مجهوداتهن خاصة فترة الكوفيد، لم يكن تحت ضوء أنشطة وزارتي المرأة والصحة، رغم المجهودات التي صرحوا بأنهم لم يدخروها لحمايتهن

وزارة الصحة مثلا لم تخصص لفائدة النساء العاملات في القطاع الفلاحي يوما مفتوح للتلقيح ضد فيروس كورونا،   رغم أهمية دورهن ومجهودهن حيث أنه في الوقت الذي توقفت فيه تونس على الانتاج واصلن  العمل والانتاج وحافظت الأسواق على التزود بمختلف المنتوجات الفلاحية بفضلهن وبما تنتجه سواعدهن.

هذه الاجراءات والتدخلات من مكونات المجتمع المدني في ولاية سيدي بوزيد لفائدة النساء العاملات في القطاع الفلاحي لم تمنع أيضا صورهن وهن متراصات في شاحنات نقلهن في طرقات الجهة فترة الكوفيد، رغم أن الجميع أجبر على التباعد الجسدي وواصلت فقط العاملات في القطاع الفلاحي العمل لتزويد أسواق تونس بمختلف المنتوجات الفلاحية دون حماية من انتشار المرض بينهن، وكانت أغلبهن تعمد الى جزء من غطاء رأسها وتلف به نصف وجهها ليصبح كمامتها الواقية من الفيروس لأنها لا قدرة لها على شراء الكمامات.


بالشراكة مع صحافيون من أجل حقوق الإنسان / الشؤون الدولية كندا

إشراف عام خولة بوكريم