كشف صحي


بوحجلة في القيروان: المجتمع المدني يعاضد الدولة في مكافحة كوفيد19

22/06/28

أدَّى المجتمع المدني دورا هاما في محاربة جائحة كورونا وهب النشطاء من مختلف الأجناس والأعمار لمعاضدة مجهودات الدولة في مكافحة هذا الفيروس القاتل وغطت الأعمال الخيرية وجمع التبرعات جزءا من عجز السلطات في تلبية حاجات المصابين، ولعل معتمدية بوحجلة حيث الكثافة السكانية تفوق 120 الف ساكنا، والواقعة في الناحية الجنوبية من ولاية القيروان، كانت من يين المناطق المستفيدة من هذا المجهود المدني، أين تم خلال الفترة الممتدة بين 7 افريل 2021 و جانفي 2022 تركيز قسم  خاص لتلقي العلاج ضد فيروس كورونا  المستجد.

الناشط في المجتمع المدني مكرم الرمضاني اكد تبنى فكرة جمع التبرعات بعد تلقيه لاتصال من صديقه المربّي وطلب منه مساعدته في محنته بعد إصابته هو وزوجته بفيروس كورونا.

تحولتُ مباشرة إلى مقر سكناهما بأحواز معتمدية بوحجلة فوجدهما يتنفسان بصعوبة كبيرة ويتبادلان آلة الأكسيجين ووضعيتهما الصحية في تدهور، بعد ذلك  المشهد الحزين قررت التوجّه مباشرة إلى ولاية صفاقس علّني اتمكن من شراء آلة أكسجين او اكثر لمساعدة صديقه ومرضى آخرين يرغبون في استرجاع التنفس.

 الرمضاني تمكن بصعوبة من اقتناء ثلاثة آلات أكسجين ذات 10 لتر من ولاية صفاقس ورجع في الحين إلى مدينته بوحجلة وسلّم إحداهم إلى صديقه الذي تركه يصارع برفقة زوجته الموت ثم سلّم الاثنين الآخرين إلى إدارة المستشفى المحلي ببوحجلة لمساعدة المصابين بفيروس كورونا والذين يستحقون آلات التنفس.

محدثنا بين أن العديد من أصدقائه وأبناء بلده خاصة المقيمين بالخارج اتصلوا به وعبّروا عن استعدادهم ورغبتهم في مد يد المساعدة لمعاضدة الجهة في مكافحة فيروس كورونا والوقوف مع المصابين وبالفعل قاموا بتسليمه وإرسال إليه مبالغ مالية متفاوتة،حيث تم تشكيل فريق من أصدقائه يضم في البداية أربعة أشخاص لجمع التبرعات و شرعوا في جمع التبرعات التي وصلت في حدود 70 ألف دينارا نقدا ومعدات وتجهيزات طبية ومواد تعقيم بقيمة 50 ألف دينار وتم إعلام السلطات المحلية والجهوية مع نشر كل المستجدات في مواقع التواصل الاجتماعي وذلك في إطار الشفافية والنزاهة.

قدمنا المساعدات إلى إدارة المستشفى المحلي ببوحجلة حسب طلباته على غرار الأدوية وآلات الأكسجين والكمامات ومواد التعقيم.

 بفضل مجهودات الرمضاني و بعض النشطاء من أبناء جهته ودعمهم المعنوي والمادي لإدارة  المستشفى تم فتح مركز إيواء لمرضى كوفيد ببوحجلة.

مريم (اسم مستعار ) عمرها 45 سنة أن المجتمع المدني ببوحجلة أنقذ حياتها من خلال تمكينها من آلة أكسجين ذات 10 لتر واسترجعت التنفس وبقيت تعالج في منزلها إلى ان تخلصت من الفيروس حيث لم تتمكن من دفع مصاريف الاقامة.

لولا آلات الأكسجين التي جمعها الرمضاني وأصدقائه لما تمكننت من الصمود في وجه الفيروس، مستشفى بوحجلة لا يملك التجهيزات اللازمة لعلاجنا.

من جهة أكد الإعلامي أيمن المحرزي لكشف ميديا أنه شارك مع نشطاء من المجتمع في جمع التبرعات لمساعدة أبناء جهته وتمكن صحبة هذا الفريق من تركيز مركز لجمع التبرعات وبالتحديد بالمدرسة الإعدادية الإمام سحنون حيث شرعوا في قبول التبرعات  لشراء آلات الأكسجين

يذكر أنه خلال شهر جوان 2021 مستفشيات القيروان لم تتوفر بها اسرة أكسجين وذلك أثر تسجيل ولاية القيروان اكبر نسبة في عدد المصابين بفيروس كورونا على المستوى التونسيى وبلوغ طاقة الاستعاب 100 بالمائة مما اظطرت الادارة الجهوية للصحة بالقيروان انذاك الى توجيه المرضى الى الولايات الأخرى، وتسبب في معاناة لمئات المصابين.

 بتضافر كل الجهود و بمعاضدة المجتمع المدني بمعتمدية بوحجلة التي شهدت وقفة حازمة من طرف كل المتساكنين الذين  لم يدخروا جهدا و لم يتوانوا لحظة في الانخراط  ضمن المنظومة الصحية المحلية  التي أبت إلا أن تقاوم هذا الفيروس الذي أربك جميع بلدان العالم و خاصة منها البلدان التي تغولت فيها كورونا و انتشرت بصفة كبيرة مخلفة أعدادا هامة من الضحايا،حيث تمكن متساكنو  معتمدية بوحجلة أنداك من جمع ما قيمته 120 ألف دينار من  الأموال ضمن هبّة شعبية كبيرة جاءت على إثر نداء استغاثة أطلقه أعوان  المستشفى المحلي بالمنطقة ونشطاء من المجتمع المدني لمقاومة هذا الفيروس و الحد من المخاطر التي ما انفكت تطال أبناء الجهة وفق ما أكده لكشف ميديا فوزي صمارة الكاتب العام للنقابة الأساسية للصحة ببوحجلة.

صمارة ذكر أنه على الرغم من الانتشار المفزع لفيروس كورونا بالبلاد عامة و بولاية القيروان خاصة فإن عدد المصابين بذات الفيروس الذين استقبلهم  المستشفى  المحلي  بمعتمدية بوحجلة وصل إلى 117 مصابا أقاموا كلّهم بالمركز الخاص بالكوفيد و لم يتوف منهم أحد مشيرا إلى أن الحالات المستعصية تم توجيهها في تلك الفترة إلى  المستشفيين العسكريين بكل من القيروان و صفاقس. 

و أضاف فوزي صمارة أن المستشفى المحلي ببوحجلة كان في تلك الفترة قبلة كل متساكني  المناطق  الجنوبية لولاية القيروان تقريبا و هو يعد ثان مستشفى بالولاية وتتوفر به حوالي 20 آلة تنفس اصطناعي تم اقتناؤها من عائدات حملات تبرع المواطنين التي قدّرت بحوالي 120 ألف دينار  في إطار معاضدة المستشفى و هو مكّن من تحقيق الاكتفاء الذاتي  و تغطية حاجة المواطنين و المرضى  إلى جانب وفرة الأدوية و التجهيزات و المعدات الطبية لمقاومة الكوفيد بحسب طلبات الجهات الصحية العاملة بالمستشفى 

المجهودات التي بذلها متساكنو الجهة و هبتهم الشجاعة و إيمانهم المطلق بضرورة الوقوف صفا واحدا للحد من انتشار فيروس كورونا إلى جانب درجة الوعي التي كانوا عليها خاصة إبان الحملات التحسيسية في الأحياء و الدشر و القرى و كذلك في المؤسسات العمومية على غرار  المؤسسات التربوية و الصحية و غيرها.

فترة انتشار فيروس كورونا كشفت أن أبناء الجهة آمنوا بضرورة العمل و التضامن الجماعي لتخطي كل الصعوبات و الحد من خطورة الفيروس، إلا ان الوضع الصحي في القيروان مازال على حاله والمسشتفيات تعاني نقصا حادا في التجهيزات خاصة أجهزة التنفس الصناعي، حيث يضطر الآلاف من سكان القيروان إلى الذهاب إلى مستشفيات صفاقس وسوسة لتلقي العلاج، ومنهم لا يستطيع حتى توفير مصاريف التنقل.

وعلى الرغم من أن الحكومة التونسية نشرت منذ فترة برنامج إصلاحات شامل إلا أن جهة القيروان والبنى التحتية لمستشفياتها لا تبدو واضحة المعالم في هذا البرنامج، خاصة مع عودة الموجة السادسة لانتشار فيروس كوفيد19.


بالشراكة مع صحافيون من أجل حقوق الإنسان

إشراف عام خولة بوكريم