كشف صحي


القيروان: عزوف الشباب على التلاقيح رغم تواتر الحملات التحسيسية

22/08/24

تزايد خلال الأشهر الفارطة عدد المتخلّفين عن تلقي التلقيح ضد فيروس كورونا بولاية القيروان ، فقد تخلّف بنسبة 50 بالمائة من مجموع الفئات المستهدفة وكشفت الاحصائيات تراجعا متواصلا في نسبة الإقبال على تلقي جرعات التلقيح.
حيث تراجع عدد الاصابات بفيروس كورونا بولاية القيروان فتراجعت نسبة الإقبال على التلقيح بالرغم من القيام بعدة حملات تحسيسية وتوعوية قامت بها نشطاء من المجتمع المدني ومختلف المؤسسات الصحية بالجهة،وسجّل انخفاض كبيرا في عدد الوافدين على مراكز التلاقيح.


وكشفت الإدارة الجهوية للصحة بالقيروان أن نسبة التلقيح في صفوف الشباب الذين أعمارهم تتراوح بين 12 و 39 سنة والذين استكملوا جرعات التعزيز مازالت ضعيفة ،إذ لم تتجاوز 36 بالمائة من مجموع الفئات المستهدفة بالتلقيح وكانت أقل نسبة بمعتمدية العلا بنسبة 24 بالمائة تليها معتمدية السبيخة بنسبة 26 بالمائة وأكثر نسبة سجلت بمعتمدية القيروان الجنوبية 57 بالمائة.
وتلقى 126381 شاب (اعمارهم تتراوح بين 12 و 39 سنة) جرعة وحيدة من مجموع الفئات المستهدفة بالتلقيح وعددهم 259884 شاب فحين استكمل 62260 شاب فقط جرعات التعزيز بكامل ولاية القيروان ويعود سبب هذا التغيّب إلى عدّة أسباب منها التخوّفات من التاثيرات السلبية للجرعات مع كثرة الإشاعات وغياب الوعي الجماعي.
حيث رصدت كشف ميديا عدة شهادات من بعض الشباب كمحاولة لمعرفة أسباب عزوف الشباب عن استكمال جرعات التعزيز للتلاقيح.
حيث أكدت هالة جويدي (اسم مستعار)، 23 سنة وأصيلة معتمدية بوحجلة من ولاية القيروان أنها تلّقت منذ حوالي 8 أشهر جرعتين فقط ورفضت تلقي جرعة التعزيز الثالثة لأنها لاحظت سقوط أجزاء من شعرها وأصبحت تشعر بالكسل وتيقنت أن السبب يعود إلى التطعيم فخيّرت عدم المجازفة بحالتها الصحية لا سيما وأنها قرأت على بعض التدوينات بمواقع التواصل الإجتماعي تؤكد صحة شكوكها.


أمّا فريد الغزي 35 سنة يقطن بأحواز معتمدية القيروان الجنوبية بيّن أنه تلقى جرعة وحيدة فقط وامتنع عن مواصلة تلقي جرعات التعزيز رغم إبلاغه في عدّة مناسبات عن طريق الارساليات القصيرة لأنه علم أن العديد من التلاقيح تبيّن أنها غير صالحة وتم سحبها من البلاد، وأصبحت له شكوك حول فعالية هذه الجرعات فقرّر التخلي عنها.
وتعود أسباب عزوف الشباب عن التلاقيح إلى عدة عوامل منها تأثيرات نفسية بحتة غذتها كثرة الاشاعات وعدم توفر معلومات صحية دقيقة وشفافة ونزيهة جعل عشراو الالاف من مواطني ولاية القيروان يرتابون من إجراء التلاقيح ضد فيروس كورونا ويتغيبون عن مواعيد استكمال جرعات التعزيز ممّا جعل المختصين في عدة مجالات يتساءلون عن سبب ذلك الغياب رغم كثرة النداءات للاقبال على عملية تلقي التطعيم والقيام بزيارات الميدانية وحملات التحسيسية التي شملت مختلف معتمديات القيروان خوفا من موجة جديدة في ظل ظهور متحورات جديدة.


ويذكر أن الإدارة الجهوية للصحة بالقيروان حذّرت على لسان مديرها الجهوي،الدكتور معمّر الحاجي في عدة مناسبات من عدم إحترام البروتوكول الصحي ناهيك وأن نسبة التحاليل الإيجابية بلغت أكثر من 50 بالمائة خلال أواخر شهر جويلية الفارط ودعت جميع المواطنين على ضرورة استكمال جرعات التلقيح بمركز رعاية الأم والطفل بحي محمد علي وسط مدينة القيروان الذي تحول إلى مركز التلقيح المعتمد بدلا من مدرسة علوم التمريض وكافة الدوائر الصحية بمختلف المعتمديات.


كما وجهّت نفس الإدارة نداء للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 59 سنة بإمكانهم تلقي جرعة التعزيز الثانية دون موعد وذلك بعد مرور أربعة أشهر من تلقي جرعة التلقيح ضد كوفيد 19،أما بالنسبة للاشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 سنة بإمكانهم تلقي جرعة التعزيز الأولى بدون موعد وذلك بعد 6 أشهر من تلقي آخر جرعة،وحثّت كافة المواطنين على الإقبال بكثافة على عملية التلقيح للحد من انتشار الوباء.


ويشار أن الأشخاص الذين لم يتلقوا الجرعة الثانية ليسوا في مأمن وقد يشكلون خطرا حقيقيا على أنفسهم وعلى باقي المواطنين حسب بلاغات الإدارة الجهوية للصحة بالقيروان.


وسجّلت ولاية القيروان تراخ في عدم التقيّد بالتدابير الوقائية وعدم استكمال جرعات التعزيز وهذا من شأنه أن يزيد من مخاطر الموجة الجديدة وسيكون له تأثيرات خطيرة مثلما جرى خلال شهر جوان 2021 اثر تجاوز عدد المصابين طاقة الاستيعاب للمؤسسات الصحية بالجهة مع تسجيل وفاة أكثر من 380 شخصا في ظل تدهور البنية التحتية ونقص التجهيزات والمعدات الطبية والمواد البشرية خاصة طب الاختصاص.


بالشراكة مع صحافيون من أجل حقوق الإنسان الشؤون الدولية كندا

بقلم خليفة القاسمي

إشراف عام خولة بوكريم