22/08/29
خلفت أزمة “الكوفيد” عدة تأثيرات سلبية على وضع النساء وخاصة على صحتهن جسديا ونفسيا، فبالاضافة إلى ارتفاع نسبة العنف ضد المراة وتدهور وضعها الاقتصادي فان الإصابة بالكوفيد القت بظلالها على مختلف المجالات الحياتية، و خلفت أضراراً فادحة مست العديد من النساء في الأرياف وفي المدن على حد السواء.
فاطمة راشدي 45 سنة، أصيلة ولاية سيدي بوزيد تحدثت لكشف ميديا عن ما عايشاته خلال انتشار الجائحة والتي ألحقت ضررا كبيرا بعائلتها وبصحتها.
لم أكن قادرةً على العمل في الضيعات الفلاحية خوفا من نقل عدوى الفيروس و تضاعف إحساسي بالعزلة في مرحلة أولى من انتشار المرض، اضافة الى ظهور عدة أعراض مرضية على صحتي رافقتني حتى بعد التعافي من الاصابة بالكوفيد منتصف سنة2021، والتي لا أزال الى حد الآن أعاني من مخلفاتها على غرار الارهاق والتعب المتواصل وحالة النسيان والوجع المستمر في مفاصل وعدم القدرة على القيام بأشغال البيت رغم أنني كنت قبل الاصابة أعمل بجدّ في الضيعات الفلاحية وفي البيت دون تعب.
أما ألفة عمري 39 سنة، قالت لكشف ميديا إن تأثيرات أزمة الكوفيد كانت حادة على الجميع وعلى النساء بشكل خاص وشملت مختلف جوانب حياة المرأة بداية من العزلة الى فقدان أشخاص من أغلب العائلات الى العجز التام على إنقاذ الأرواح وصولا الى ارتفاع حالات العنف ضد المرأة بشكل ملفت والى التأثير النفسي والصحي على عدد كبير من اللواتي أصبن بالفيروس وخلف في أجسادهن أمراضا مزمنة وحالة من التعب والارهاق ووجعا متواصلا
عدد من اللواتي أصبن بالفيروس في عائلتي ومحيطي أصبحن غير قادرات على القيام بعملهن ومهامهن التي كانت جزء من حياتهن ويعانين بشكل جماعي من النسيان حاليا.
وتحدثت أماني حمدي 27 سنة عن تجربتها لكشف ميديا مع أزمة الكوفيد حيث أصيبت بالعدوى في ديسمبر 2020 وبقيت الى حد اليوم تعاني من ضيق التنفس وتلتزم بمواعيد طبية متواصلة وبحالة نفسية صعبة جراء الكوفيد، كما أشارت الى أن والدتها أيضا كانت إصابتها بالفيروس حادة وعرضتها لجلطة ألزمتها الفراش، وخلفت في العائلة حالة من الخوف من نقل العدوى والرعب من الاصابة بالفيروس اللعين الذي كان سببا في وفاة عدد من المقربين من عائلتها.
مضيفة:
وقع الكوفيد كان أعمق على النساء وأشد، ومست الأزمة حياتهن على المستويات الاقتصادية والصحية والنفسية، وأجبرتهن على مواجهة كل الأضرار في عزلة وصمت في ظل غياب شبه تام للدولة وضعف وصول منظمات المجتمع المدني إليهن رغم كل الجهود المبذولة لأجل ذلك.
ويذكر أن عدد الاصابات بالكورونا التي سجلتها مصالح الادارة الجهوية للصحة بولاية سيدي بوزيد منذ بداية انتشار الفيروس قد بلغ 45779 اصابة من بينهم أكثر من 25150 امراة أصيبت بالكوفيد، كما سجلت 1083 وفاة منذ بداية انتشار الفيروس.
من جهتها بينت الأخصائية النفسانية في المندوبية الجهوية للأسرة والعمران البشري “فضاء صديق الشباب” سلوى عامري في تصريح لكشف ميديا أنها تابعت العديد من الحالات التي كانت تعاني من مخلفات فيروس كورونا وكانت الحالات التي تابعتها في الفترة الأولى من انتشار الكوفيد تتعلق بالخوف من الفيروس ومن غياب المعلومات الكافية حوله والخوف من الموت ومن فقدان العائلة والخوف من الأزمة المفاجئة، وسجلت هذه المخاوف بدرجة أكبر عند النساء مقارنة بالرجال.
تابعتُ أيضا حالات لعدد من اللواتي كنَّ يعانين أصلا من اضطرابات نفسية وزاد وضعهن النفسي تأزماً جراء الكوفيد ومخلفاته السلبية في المجتمع على غرار أفراد يعانون من “الوسواس” وتطور وضعهم للأسوء وتمثلت الأمراض التي كانت تعاني منها أغلب الحالات في الضغط النفسي والقلق النفسي والاكتئاب والعنف اللفظي والمادي الذي ارتفع بشكل لافت فترة الكوفيد ضد عدد كبير من النساء.
وأشارت سلوى عامري الى أن عملها انطلق منذ بداية انتشار فيروس كورونا تزامنا مع الحجر الصحي من خلال “الخط الأخضر” والتي كانت حينها اغلب الحالات تعاني من “وسواس” بالمرض، وفي “فضاء صديق الشباب” تطور الوضع الى متابعة حالات خوف ما بعد الاصابة بالكوفيد والمعاناة من أعراض الارهاق والتعب والوجع وأمراض مزمنة.
وبينت سلوى عامري أن التلقيح بدوره أحدث رجة نفسية كبيرة واختلافات حول امكانية تلقي التلقيح أو الامتناع عن ذلك ومن الأعراض الجانبية للتلقيح والحديث عن الذين تلقوا التلقيح وأصيبوا مجددا بالفيروس والذين تلقوا التلقيح وتوفوا وهي شكوك واشاعات خلفت ترددا ومخاوف كبيرة عند عدد كبير من المواطنين والنساء خاصة التي كن يعانين من الخوف من مخلفات التلقيح كالعقم واضطراب الدورة الشهرية والحوامل اللاتي كن يعانين من الخوف الشديد على أجنتهم ومن ضغط وقلق نفسي وحالات من الاكتئاب والوسواس.
وبينت المندوبة الجهوية لشؤون المرأة والأسرة بسيدي بوزيد هنية نصيري في تصريح ل “كشف ميديا” أن حالات العنف ضد المرأة فترة الكوفيد قد ارتفعت بشكل كبير بالجهة وهو ما يؤكده التقرير السنوي لسنة 2021 حيث سجلت الجهة 1758 حالة عنف مسلط على المرأة وتصدر العنف الزوجي المرتبة الأولى على مستوى جهوي، ولفتت الى أن مخلفات وضغوطات أزمة “الكوفيد” شملت مختلف جوانب حياة المرأة صحيا ونفسيا واقتصاديا واجتماعيا.
بالشراكة مع صحافيون من أجل حقوق الإنسان الشؤون الدولية كندا
بقلم كوثر الشايبي
إشراف عام خولة بوكريم