22/09/07
دعا وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، في كلمته أمام الدورة 158 لمجلس وزراء الخارجية العرب، المنعقدة أمس الثلاثاء بالقاهرة، إلى بلورة تصور عربي عملي، وخطة تحرّك فاعلة لمواجهة التحديات الماثلة، التي تشكل خطرا على الأمن العربي في مفهومه الشامل، بما في ذلك الغذائي والطاقي والاقتصادي والاجتماعي والصحّي.
وأكد الجرندي، ضرورة توفر الإرادة المشتركة لإيجاد حل مشترك يتجاوز مرحلة التشخيص إلى مرحلة الفعل والاستجابة، معتبرا أن القضايا الجوهريّة العربية ماتزال معلّقة منذ سنوات، كما أن التحولات الإقليمية والدولية زادتها تعقيد .
كما أبرز أهمية أن يكون للجامعة وللمجموعة العربيتين دور حيوي في خضمّ الصراعات والأزمات، بعيدا عن حالة الإستقطاب الدولية السائدة، داعيا إلى ضرورة تحويل التحديات إلى فرص لتعزيز التعاون العربي المشترك، و إصلاحِ المنظومة وِفق آليات جديدة ومقاربات مبتكرة، تقوم على حوار صريح وبنّاء، تأخذ بعين الاعتبار أولويّات المنطقة وتحدياتها وفق بلاغ صادر اليوم الاربعاء عن وزارة الخارجية.
و إعتبر أن أزمة الإمدادات الغذائية و إرتفاع أسعار المواد الغذائية والأسمدة، إضافةً إلى تفاقم آثار التغيرات المناخية، يستدعيان إرساء نظام إقتصادي عربي مشترك، يكون قادرا على الصمود إزاء مختلف هذه التقلّبات العالمية، والتفاعل مع بقية الفضاءات ومختلف الشراكات والشركاء من موقع القوة والنّدية والمساواة.
وأكد أن الدول العربية لا تنقصها الإمكانيات ولا الكفاءات، ولكنّها تحتاج إلى رؤية موحدة لجميع القضايا بمختلف أبعادها، بما في ذلك الحاجة إلى أن تظل فلسطين في صدارة الاهتمامات العربية، حتى تدرك سلطات الإحتلال بأنّ الشعب الفلسطيني لا يقف وحده في مواجهة إنتهاكاتها المدانة بجميع المقاييس، والحاجة إلى أن تستعيد سوريا عافيتها و مكانتها، وأن يجد اليمن أمنه و إستقراره، و أن تستكمل ليبيا مسارها السياسي ضمن حوار ليبي – ليبي بعيدا عن أية تدخلات خارجية.
ودعا الجرندي إلى تقييم مشترك موضوعي وصريح للأهداف و الآليات التي يقوم عليها العمل العربي المشترك، وملاءمتها مع التحديات الجديدة التي تواجهها الدول العربية، حتى تتمكّن من التوظيف الأمثل لإمكانياتها في إطار من المنفعة المتبادلة.
وأبرز في هذا السياق، ضرورة التوجه إلى الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد قريبا بنيويورك، بمواقف مشتركة حول مختلف القضايا، والتوجه كذلك إلى القمة العربية في الجزائر في نوفمبر القادم بمشاريع حلول وتصورات لمختلف التحديات، حتى لا تكون الإجتماعات العربية والقمم مجرّد مواعيد في رزنامة الإستحقاقات الدولية والإقليمية.