كشف صحي


القيروان: على الرغم من استمرار الكوفيد.. إقبال ضعيف على حملة التلقيح ضد النزلة الموسمية

22/11/18

ككل بداية من فصل الشتاء والذي يعرف بحركية و انتشار للأمراض و للفيروسات استعدت وزارة الصحة للتصدي للنزلة الموسمية تزامنا مع تواصل حملة التلقيح ضد كوفيد19، وذلك من خلال استيراد كميات كبيرة من التلاقيح و الشروع في تنظيم حملة وطنية للوقاية من هذا الفيروس و تطعيم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة لكسب المناعة المجتمعية و تفاديا لتفشي العدوى، حيث تعتبر النزلة الموسمية عدوى فيروسية حادة تصيب الجهاز التنفسي و هي عبارة عن مرض خفيف بشكل عام إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة قد تصل حد الموت، خصوصا لدى الفئات الأشد تعرضا لخطر ظهور مضاعفات النزلة.

ضرورة التلقيح ضد النزلة الموسمية حماية من كوفيد ١٩

وجّه المدير الجهوي للصحة بالقيروان، الدكتور معمّر الحاجي نداء عبر كشف ميديا إلى الفئات الهشة صحّيا خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بالتوجه نحو مراكز الصحة الأساسية لإجراء التلاقيح ضد النزلة الموسمية، واستكمال تلقيح كوفيد 19.

كما كشف الحاجي لكشف ميديا أن الإدارة الجهوية للصحة بالقيروان قامت بتوزيع حوالي 1700 جرعة على مختلف المؤسسات الصحية بالجهة و ذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة و ذلك في إطار الحملة الوطنية للتلقيح ضد النزلة الموسمية و لتجنّب مضاعفات هذا الفيروس،حيث تحصّلت كل من الدائرة الصحية بالسبيخة و الدائرة الصحية بالقيروان المدينة و الدائرة الصحية ببوحجلة على 200 جرعة و كل من الدائرة الصحية بنصرالله و الدائرة الصحية بالعلا و الدائرة الصحية بالشبيكة و الدائرة الصحية بالشراردة على 150 جرعة و كل من الدائرة الصحية بحاجب العيون على 170 جرعة والدائرة الصحية بالوسلاتية على 165 جرعة.

وبيّن الدكتور معمّر انّه تم اعتماد منظومة “ايفاكس” الإلكترونية الخاصة بالتسجيل لتلقيح كوفيد19 تم استخدامها أيضا لتسجيل الملقحين ضد النزلة الموسمية حيث أن الممرّض أو الصيدلي يتولى اثر قيامه بعملية التطعيم تسجيل الملقحين في هذه المنظومة من أجل المتابعة ومنح شهادة تلقيح للاستظهار بها عند الحاجة.

توفير 300 ألف جرعة على المستوى الوطني

قامت وزارة الصحة باستيراد حوالي 300 ألف جرعة من لقاح النزلة الموسمية منها ثلثي (200 ألف ) جرعة موجّهة للقطاع الخاص و ثلث (100 ألف ) جرعة للقطاع العام كما شرعت في توزيع هذه الكمية على المؤسسات الصحية بمختلف ولايات الجمهورية مع تنظيم حملة وطنية للتلاقيح من أجل التقليل من مخاطر ومضاعفات هذا الفيروس، خاصة لدى الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات العدوى التي يسبّبها.

وزارة الصحة تدعو إلى ضرورة التلقيح 

يذكر أن وزارة الصحة أعلنت في بلاغ لها خلال أوائل شهر أكتوبر الفارط أنه سيتم الشروع بداية من 17 أكتوبر في التلقيح ضد النزلة الموسمية لموسم 2022 ـ 2023 في مراكز الصحة الأساسية والصيدليات الخاصة بمختلف ولايات الجمهورية خاصة الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة على غرار أمراض القلب والكلى والسكري والربو والنساء الحوامل وكبار السن والأطفال المصابون بالأمراض المزمنة الا ان هناك عزوف على إجراء التلاقيح لعدّة اعتبارات.

وتهدف هذه الحملة الوطنية التي نظمتها وزارة الصحة إلى تفادي المضاعفات الخطيرة التي قد تتسبب أحيانا في حدوث تعكرات صحية و تدهور الوضعية الصحية لهذه الفئة ولابد من التخلص منها إلا بالوقاية مع ضرورة إجراء التلاقيح ضد النزلة الموسمية.

وشدّدت وزارة الصحة على أهمية احترام قواعد حفظ الصحة الجسمية ونظافة المحيط وغسل اليدين تفاديا لتنقل الفيروس بين المواطنين.

النزلة الموسمية الخبيثة 

النزلة الموسمية لها مخاطر على صحة الإنسان خاصة على الفئات الهشة صحّيا خلال فصل الشتاء ومن الممكن أن تسبب أعراضا حادة تشكل خطرا كبيرا وان تتحول بنسبة خمسة بالمائة إلى ما يسمى النزلة الموسمية “الخبيثة” التي تؤدي إلى تعكرات صحية خطيرة غالبا ما تؤدي إلى الموت،حيث أن التلقيح السنوي المضاد للنزلة الموسمية من شأنه أن يخفف من حدة الأعراض.

نسبة الإقبال ضعيفة وعزوف المواطنين

سعر الحقنة المضادة للنزلة الموسمية في حدود 46 دينارا وتعتبر باهظة الثمن بالنسبة لضعاف الحال والمحتاجين ناهيك أن ولاية القيروان تعتبر الأفقر في البلاد وتتخطى نسبة البطالة لدى الشباب 30 بالمائة مقارنة بمتوسط معدل وطني يساوي  14.82 بالمائة حسب المعهد الوطني للإحصاء، وهو ما يفسّر عن عزوف المواطنين لإجراء التلاقيح بالقطاع الخاص.

 من جهة أخرى اشترطت الإدارة على المواطنين بضرورة الاستظهار بشهادة طبية ونسخة من بطاقة التعريف الوطنية قبل إجراء التلاقيح بمراكز الصحة الأساسية وهو ما تسبب في نفورهم عن التحول إلى هذه المؤسسات التي يوجد بها عيادة طبية وحيدة خلال الأسبوع .

حيث دعت الإدارة الجهوية للصحة بالقيروان عن طريق مندوبها الدكتور معمّر الحاجي على ضرورة إجراء التلاقيح ضد النزلة الموسمية نظرا لأهمية اللقاح حيث أن نسبة الإقبال إلى حد منتصف شهر نوفمبر لم تتجاوز 50 بالمائة ودعا جميع المواطنين الذين فاقت أعمارهم 60 سنة والحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة، إلى الإقبال على تلقي تلقيح النزلة الموسمية نظرا لنجاعته العالية.

رغم  أن ثمن حقنة النزلة الموسمية انخفض هذه السنة مقارنة بالسنة الفارطة التي فاق ثمنها 50 دينارا إلا ان هناك عزوف واضح على التوجه الى الصيدليات الخاصة وكذلك بمراكز الصحة الأساسية.

لم تسجل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع ولاية القيروان إصابات بفيروس كورونا وذلك بعد كسب المناعة المجتمعية وفق تصريح كاهية مدير الصحة الأساسية بالإدارة الجهوية للصحة بالقيروان،الدكتورة راضية الدبغي.

ويذكر أنه تم تسجيل في تراخي المواطنين عن تلقي جرعات التعزيز حيث تخلّف بنسبة 50 بالمائة من مجموع الفئات المستهدفة وكشفت الاحصائيات تراجعا متواصلا في نسبة الإقبال على تلقي جرعات التلقيح.

وكشفت الإدارة الجهوية للصحة بالقيروان أن نسبة التلقيح في صفوف الشباب الذين استكملوا جرعات التعزيز مازالت ضعيفة ،إذ لم تتجاوز 36 بالمائة من مجموع الفئات المستهدفة بالتلقيح.

حيث تلقى أكثر من 12 ألف شاب  جرعة وحيدة من مجموع الفئات المستهدفة بالتلقيح وعددهم 259884 شاب فحين استكمل 62260 شاب فقط جرعات التعزيز بكامل ولاية القيروان ويعود سبب هذا التغيّب إلى عدّة أسباب منها التخوّفات من التاثيرات السلبية للجرعات مع كثرة الإشاعات وغياب الوعي الجماعي.

ومن الواضح أن هناك تخوفات من الادارة الجهوية للصحة بالقيروان من تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا نتيجة انتشار الفيروسات خاصة النزلة الموسمية خلال فصل الشتاء حيث حذّر المختصون من تفشي العدوى بين المصابين فلابد من تلقي جرعات التعزيز ضد الوباء وكذلك تلقي حقنات ضد النزلة.

ويشار أن عدد المواطنين الذين تلقوا جرعة وحيدة يفوق 7 مليون و200 ألف مواطن فحين تلقى 6 مليون و100 ألف جرعة ثانية إلى حد يوم الجمعة  18 نوفمبر 2022.


بالشراكة مع صحافيون من اجل حقوق الإنسان/الشؤون الدولية كندا