كشف


 تونس تسبحُ في فلك الخارجية الجزائرية..من أجل حلف مساند لحكومة الدبيبة

22/11/30

زيارة قصيرة ومفاجئة وغير معلنة، أدتها رئيس الحكومة التونسية نجلاء بودن  في الثلاثين من نوفمبر الحالي إلى الجزائر، استغرقت يوما وأثارت العديد من التساؤلات حول الأسباب والتوقيت والأهداف، خاصة وأن التونسيين/ات سمعوا بالزيارة من وسائل الإعلام الجزائرية، ومن الموقع الرسمي لمصالح الوزير الأول الجزائري، باعتبار أن الصفحة الرسمية لرئاسة الحكومة لم تعلن عن الزيارة أصلا.

تنقلات ليبية تونسية جزائرية كثيفة

جاءت زيارة بودن قبل يومين من زيارة عمل بدأها اليوم الإثنين رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، إلى تونس،  وبعد أكثر من أسبوع من اللقاء الثنائي الذي تمّ على هامش القمة الفرانكفونية بين رئيس الجمهورية قيس سعيد والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون،  بعد يومين من زيارة رمطان لعمامرة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج الجزائري، مبعوثا خاصا من الرئيس الجزائري، في لقاء تمّ خلاله متابعة مخرجات القمة العربية الأخيرة المنعقدة بالجزائر، واستعراض جملة من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

أزمة ديبلوماسية.. أم حلف ثلاثيّ؟

وربط عدد من المحللين السياسيين  كل من زيارة بودن وزيارة لعمامرة، ببوادر أزمة دبلوماسية بين الجزائر وليبيا، فيما اعتبر الصحفي والكاتب والمحلل السياسي التونسي المختص في الشأن الليبي، نزار مقني، في تصريحه لكشف ميديا، أن الزيارة لا تترجم أزمة جزائرية ليبية، وإنما تكشفُ عن بوادر تحرك تقوده الجزائر لتشكيل حلف ثلاثي بين تونس والجزائر وحكومة الدبيبة في ليبيا، للتفاهم والتنسيق حول الملفات المشتركة بالمنطقة، في ظل التغيرات السياسية القائمة، وخاصة الخلافات القائمة في ليبيا بين الفرقاء والمؤسسات، حيث تدعم الجزائر حكومة الدبيبة كسلطة تنفيذية ليبية، في وقت تناوئ فيها أطراف أخرى حكومة الدبيبة وأبرزها مصر وفرنسا.

موقف تونس.. من موقف الجزائر 

واعتبر نزار مقني أن موقف الدولة التونسية وإن بدا ضعيفا على المستوى الجيو-استراتيجي، فإنه متصل بالفلك الجزائري، نظرا لأزمة اقتصادية حادة تعيشها تونس، فرضت أجندة سياسية معينة على تونس وجعلتها مرتبطة بالضرورة بمواقف الجزائر، وهو ما تؤكّده الزيارة التي يؤديها الدبيبة هذين اليومين إلى تونس بدعوة من الرئيس التونسي قيس سعيّد،  بما يبرز حملة الاصطفاف الكبير بين تونس والجزائر وحكومة الدبيبة في ليبيا (في الغرب)، عكس ما يحصل مع حكومة فتحي باشاغا (في الشرق) التي منحها البرلمان الليبي في مارس الماضي الثقة لكنها عجزت عن دخول طرابلس للقيام بمهامها.

بضغط جزائري تونس تشدّ أزر حكومة الدبيبة.. تحول جيوسياسي في شمال أفريقيا

ويعكس اصطفاف تونس وراء حكومة الدبيبة وشد أزرها في ظل الصراعات التي تخوضها في ليبيا، أحدَ التحولات الجيوسياسية الكبيرة التي تعرفها منطقة شمال أفريقيا والبحر المتوسط عموما، حيث عرفت العلاقات التونسية الليبية مؤخرا حالة من البرود تجلّت بوضوح خلال زيارة وفد اقتصادي تونسي إلى طرابلس في الفترة الأخيرة كان يفترض أن تقوده رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن، لكنها غابت عنه.

وسبق أن أثار الدبيبة حفيظة الجانب التونسي بتحفظه على إجراءات مسار 25 جويلية 2021، التي أعلنها الرئيس قيس سعيد، وجمّد بموجبها البرلمان التونسي،  ومنظومة الحكم التي كانت تقودها حركة النهضة.