كشف صحي


“أنفلونزا الخنازير” انتشار من جديد في ظل الكوفيد

22/12/14

يشتكي عديد التونسيين في الآونة الأخيرة من أعراض قوية للنزلة الموسمية دون معرفة إن كانت أنفلونزا عادية أو كوفيد أو فيروس الـ H1N1 باعتبار أن الأعراض متشابهة. إذ تقول وفاء، عمرها أنها منذ أيام تعكرت صحتها مما استوجب ملازمتها للفراش لمدة ثلاث أيام رافق ذلك شعور بالإرهاق متواصل وآلام في المفاصل مع إرتفاع طفيف في درجة الحرارة.

أصبحتُ في حالة من الهذيان إلى درجة أنني لا أعي ما أقول ولم أفكر في مراجعة الطبيب، لأنني ظننتها نزلة موسمية عادية.

محمد، عمره هو أيضا حاصرته أعراض قوية ألزمته الفراش لأيام ولم يفهم مصدرها.

كنت شاحب الوجه غير مقبل على الطعام أو الشراب وكل ما أردت النهوض شعرت بالإرهاق أكثر.


هكذا عبر محمد الذي لايزال يعاني هذه الأعراض إلى حد كتابة الأسطر ولايعي إن كان يعاني من الكوفيد أو من فيروسH1N1، ذاك الذي ظهر في ربيع 2009 وقال عنه العلماء إنه من سلالة معينة من إنفلونزا الخنازير تُعرف باسم H1N1.

أنفلونزا الخنازير في ظل الكوفيد

يعد هذا الفيروس مزيجاً من الفيروسات التي تأتي من الخنازير والطيور والبشر وتسبب المرض للإنسان. خلال موسم الأنفلونزا في عامَي 2009 – 2010، أدى فيروس H1N1 إلى إصابة الجهاز التنفسي البشري بعدوى كان يُشار إليها عادة باسم أنفلونزا الخنازير. نظرًا إلى أن الكثير من الأشخاص حول العالم أصيبوا بالمرض، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية عام 2009 أن أنفلونزا H1N1 أصبحت وباءً وفي أوت 2010، أَعلنت منظمة الصحة العالمية عن انتهاء هذا الوباء العالمي.
وبعد انتهاء الوباء، أصبح فيروس أنفلونزا الخنازير أحد السلالات التي تسبب الأنفلونزا الموسمية.

هل أثر كوفيد على تركيبته؟


يعتبر H1N1 واحدا من أربع أنواع فيروسات النزلة الموسمية ما يعني أن فيروس النزلة الموسمية به 4 أنواع كل سنة وهي تتغير من سنة إلى أخرى وعلى ذلك كل سنة تتطور أنواع التلاقيح وخاصة أن كل سنة H1N1 تشهد طفرة جديدة مما يجعل H1N1 هذه السنة مختلف عن بقية السنوات بالإضافة إلى أنه يختلف تماما عن الكوفيد وفق ما أكدته المختصة في الأمراض الجرثومية الدكتورة ريم عبد الملك في تصريح لكشف ميديا
تضيف عبد الملك:
يمكن أن تؤدي الإنفلونزا إلى مزيد من أمراض الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي وتظهر بشكل شائع من خلال الأعراض الشبيهة بالبرد بالنزلة الموسمية ويمكن أن يسبب الإنفلونزا أيضًا مشاكل في الجهاز الهضمي، وارتفاعا في درجة الحرارة، وسعالا مخاطيا، والتهابا في الحلق، وشعورا بالإرهاق.


هذا وتَتشابه علامات وأعراض الإنفلونزا التي يسببها فيروس H1N1 مع أعراض الالتهابات التي تُسببها سلالات الإنفلونزا الأخرى التي يُمكن أن تشمل الحمى ولكنها ليست بصفة دائمة القشعريرة و السعال بالإضافة إلى آلام الجسد وإلتهاب الحلق و الشعور بالصداع المتواصل وفي بعض الأحيان الإسهال ومن الممكن أن تتطور أعراض الأنفلونزا من حوالي يوم إلى ثلاثة أيام بعد الإصابة بالفيروس


إذ أنه ليس من الضروري زيارة الطبيب إذا كنتِ بصحة جيدة بشكل عام ومصابة بمؤشرات وأعراض الإنفلونزا، مثل الحمى والسعال وآلام الجسم. ودعا المدير الجهوي للصحة بتونس طارق بن ناصر زيارة الطبيب إذا شعرتِ بأعراض الإنفلونزا وكنتِ حاملاً أو مصابة بمرض مزمن، انتفاخ الرئة أو السكري أو مرض القلب كذلك بالنسبة للحوامل ، لأن هذه الحالات تزيد من خطورة حدوث مضاعفات بسبب الإنفلونزا.


وفي حال ظهور مؤشرات وأعراض حالة طارئة بسبب الإنفلونزا، يجب الحصول على الرعاية الطبية على الفور.
بالنسبة إلى البالغين، تشمل مؤشرات الحالة الطارئة والمتمثلة أعراضها في صعوبة التنفس أو ضيق النفس ألم الصدر أو حاة الدوار المستمرة بالإضافة ضعف حاد أو ألم في المفاصل وفي المقابل تختلف الأعراض بالنسبة للأطفال حيث تتمثل أبرزها في زُرقة الشفتين ألم الصدر ألم حاد في العضلات


ولتجنب فيروس الH1N1 دعت الدكتورة عبد الملك من خلال حديثها مع كشف ميديا إلى اعتماد جملة من طرق الوقاية والمتمثلة في التكثيف من شرب الماء في الأماكن المغلقة مع تفادي التقبيل أو الاحتكاك بالأشخاص مع المحافظة على ارتداء الكمامة خاصة في الأماكن المغلقة مع محاولة تهوئة المكان و التباعد الجسدي بالإضافة إلى غسل اليدين بالماء والصابون قبل لمس العينين مشددة على ضرورة المشي والنوم جيدا بالإضافة إلى أكل أكلات صحية وبطريقة متوازنة من أجل تقوية المناعة
و بالنسبة للأشخاص ذوي الأمراض المزمنة أو من تجاوزا ال50 سنة عليهم القيام بالتلاقيح للوقاية من الأمراض الخطيرة وهو ما يؤكده المدير الطبي لمستشفى جامعة نورث شور هيرشويرك، حيث يعتبر أن الحصول على لقاح الإنفلونزا هو الحل الأمثل لمكافحة الفيروس، بالإضافة إلى الأدوية الموصوفة من قبل الأطباء لدرء مضاعفات المرض



بالشراكة مع صحافيون من أجل حقوق الإنسان/الشؤون الدولية كندا

إشراف عام خولة بوكريم