كشف صحي


المتحور الجديد لكورونا..سرعة انتشار شديدة تواجهها وزارة الصحة بالغياب!

22/12/19

3 حالات وفاة و137 إصابة جديدة بفيروس كورونا، تم تسجيلها في ظرف الأسبوع الممتد من 5 إلى 11 ديسمبر 2022، وفق آخر بلاغ أصدرته وزارة الصحة، دون إيراد أي معلومة في أي بلاغ رسمي عن المتحوّر الجديد للكوفيد “BQ 1.1 “، وسط تشكّيات مئات التونسيين في المستشفيات والمصحات وحتى على مواقع التواصل، من معاناة شديدة من نزلة موسمية حادة بأعراض يقولون إنها مؤلمة جدا.

أعراض كوفيد.. إغماءات وحمى مرتفعة وآلام شديدة في الظهر

وفي تصريحها لكشف ميديا قالت المواطنة  هدير (اسم مستعار)  32 عاما، التي أثبت تحليلها أنها مصابة بالكوفيد، قالت إنها تعاني منذ 3 أسابيع بأكملها من أعراض تعيشها للمرة الأولى في حياتها.

أصابتني حمى مرتفعة وأوجاع شديدة في المفاصل والظهر خاصة، وكل الأدوية التي وصفها لي الأطباء والعلاجات “الطبيعية” (حشائش مغلية)، لم تقلّص من هذه الأوجاع.

من جانبها أكدت المواطنة نبيلة (اسم مستعار) 34 عاماً في تصريح لكشف، حالة الهلع التي تعيشها منذ أسبوع بسبب أعراض إصابتها بالكوفيد.

آلام الظهر لا تكاد تفارقني، وارتفاع الحرارة مستمرّ رغم تناول الأدوية، إضافة إلى تعرضي للإغماء مرتين مع إسهال شديد.

صفاقس “بؤرة” إصابات.. والمستشفى العسكري يفتح أبوابه للمصابين

ولئن غابت الإحصائيات الرسمية من طرف وزارة الصحة، حول تفاوت انتشار الإصابات بالجهات، فإن تصريحات إعلامية للمديرين الجهويين للصحة، أكدت ارتفاع الإصابات في صفاقس بأمراض تنفسية مختلفة خاصة فيروس ”القريب” ونزلات البرد والكوفيد. 

وأكد المدير الجهوي للصحة بصفاقس، حاتم الشريف، في تصريح لجوهرة اف ام توافد عدد من المصابين بالنزلة الموسمية “القريب” على أقسام الاستعجالي وخاصة قسم الاستعجالي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة، خلال الأيام القليلة الماضية، مبرزا أنه تم يوم الجمعة الفارط،  16 ديسمبر 2022، على سبيل المثال، إيواء 22 شخصا مصابا بالنزلة الموسمية، بالمستشفيات.

وأوضح الشريف أنه تحسبا لأي طارئ، تم إقرار الرفع من طاقة الاستيعاب بعدد من الأقسام و اللجوء عند الضرورة إلى المستشفى الميداني العسكري الذي أحدث لإيواء مرضى الكوفيد، لإيواء ذوي إلزامية الإيواء والتزود بالأكسيجن، مشيرا إلى إمكانية تسخير بعض المصحات الخاصة في صورة تواصل ارتفاع مؤشّرات الإصابة.

وتشهد ولاية مدنين في الجنوب الشرقي لتونس، أيضا موجة إصابات بكورونا، أكدها مدير الصحة الوقائية بالإدارة الجهوية للصحة بالجهة زيد العنز، معلنا تسجيل حالتي وفاة لمسنيين في ظرف الأسبوع الماضي، إضافة إلى إقامة 3 مصابين بفيروس كورونا بقسم الإنعاش بالمستشفى الجامعي الجامعي بالجهة. وأشار العنز إلى أن العيادات الخارجية وأقسام الاستعجالي بمختلف المستشفيات ومراكز الصحة الأساسية بولاية مدنين، تشهد ارتفاعا في عدد حالات الالتهابات التنفسية الحادة.

وزارة الصحة لم تتحدث عنه إلى الآن.. فهل هو المتحوّر الجديد لكوفيد؟

ووسط حالة الغموض واللبس والهلع في صفوف المواطنين مع تنوع الأمراض التنفسية المنتشرة منذ نحو شهر، لم تصدر أية جهة رسمية إلى حدّ الآن، وخاصة وزارة الصحة أي بلاغ رسمي، لإنارة الرأي العام حول حيثيات دخول المتحوّر الجديد لفيروس كورونا “BQ 1.1 ” إلى تونس، باستثناء تصريح إذاعي وحيد لمدير معهد باستور ورئيس اللجنة الوطنية للتلقيح، الهاشمي الوزير، يوم الجمعة 9 ديسمبر 2022 أعلن خلاله عن تسجيل إصابة بالمتحوّر الجديد من أوميكرون 1.1 BQ في صفاقس، ما جعل أغلب الذين يشعرون بأعراض حادة للكوفيد أو النزلة الموسمية، يرجحون أنهم يعانون من هذا المتحوّر الجديد.

BQ 1.1.. أسرع متحورات كورونا انتشارا وأشد شراسة من كوفيد 19

الطفرة BQ.1.1 هي نسل المتحور BA.5 الذي أفرزه أوميكرون، وهو التحور الأشد شراسة من فيروس “كوفيد-19” حتى الآن، واكتشف قبل بضعة أسابيع.

ومن المعروف أن أوميكرون والمتحورات الفرعية الناشئة منه تتمتع بقدرة أقوى على التهرب من عقاقير فيروس كورونا أو المناعة المكتسبة من خلال العدوى أو التطعيم في الماضي، أي أن المتحور BQ.1.1 قادر على التهرب من جميع أدوات الدفاع التي لدينا ضد كورونا، ما يؤدي إلى المزيد من حالات الإصابة و”كوفيد الطويل” وحتى الوفاة.

وعلق كورنيليوس رومر، خبير التطور الفيروسي بجامعة بازل، على أحدث طفرات فيروس كورونا قائلا إن “BQ.1.1 ينتشر بسرعة”.

بينما قال إدوين مايكل، عالم الأوبئة في مركز أبحاث الأمراض المعدية في جامعة جنوب فلوريدا، لصحيفة “ديلي بيست”: “نحن نخطو إلى مرحلة شديدة السيولة من الوباء في الوقت الحالي”.

وتضاعفت العدوى في المملكة المتحدة، من متحور BQ.1.1 شديد العدوى كل أسبوع، وهو معدل نمو يتجاوز بكثير المتحورات الفرعية الأخرى للفيروس.

بينما تشير الإحصائيات إلى أن هذا المتحور موجود بنسبة 50% من الإصابات بالموجة التاسعة من كورونا التي تضرب البلاد في ظل موجة برد تشهدها أوروبا، واحتفالات بعيد الميلاد.

المتحور الجديد خطير بالنسبة لهذه الفئات!

وفي تصريحه لموقع كشف ميديا، شدّد الدكتور الهاشمي الوزير رئيس اللجنة الوطنية للتلقيح ومدير معهد باستور على أن المتحور الجديد BQ.1.1 منتشر في تونس بنسبة لا بأس بها، على غرار البلدان الأخرى، دون التمكن من معرفة العدد الحقيقي للإصابات، لأن مراكز الصحة لا تجري تقطيعا جينيا لكل حالة إصابة بالكوفيد، وفق قوله.

المتحوّر الجديد في تونس لا يحمل خصوصيات معينة وليس ذا شراسة أو خطورة أكبر من كوفيد، ما عدا بالنسبة للفئات المتقدمة في السن أو التي تعاني من أمراض مزمنة، وهي التي يمكن أن تمثل النسبة الأكبر على مستوى تعكر الإصابات.

الانتشار الأكبر من نصيب النزلة الموسمية “GRIPPE”

الهاشمي الوزير أرجع أيضا  تسجيل ارتفاع ضئيل على مستوى عدد الإصابات بفيروس كورونا إلى حد الجمعة الماضي 16 ديسمبر 2022، مع ارتفاع نسبة التحاليل الإيجابية إلى أكثر من 6% في نفس الفترة، بشكل لم يسفر عن مشاكل في الإيواء بالمستشفيات.

وأوضح الوزير أنه وإن كانت تونس لا تملك تحاليل خاصة بالمتحور الجديد، فإن المصابين به لا تكون تحاليلهم سلبية، بل أن تحاليل الـ PCR تثبت وجود إصابة بالأوميكرون في صورة ما أعطت نتيجة إيجابية، لافتا من جهة أخرى إلى أن هذه التحاليل أثبتت وجود انتشار أكبر للنزلة الموسمية وفيروس الـ”grippe”، الذي يظهر هذا الموسم بأعراض أخطر من أعراض الكوفيد، وفق تأكيده.

خطورة النزلة الموسمية لهذا الموسم، إلى تركيز المواطنين خلال السنتين الفارطتين على التوقي من الكوفيد، بشكل جعلهم يهملون تلقي تلاقيح النزلة الموسمية التي لم تنتشر بكثرة في نفس الفترة، كما أن أغلب المصابين بالنزلة الموسمية الذين توجهوا إلى المستشفيات مؤخرا، لم يتلقوا تلاقيح النزلة الموسمية.

كما حث الوزير، التونسيين وخاصة المتقدمين في السن وأصحاب الأمراض المزمنة، على الاستجابة لنداءات وزارة الصحة بتلقي التلاقيح ضد النزلة الموسمية وجرعات تعزيز المناعة، مستنكرا العزوف عن هذه التلاقيح.

وزارة الصحة.. خطة الغياب الشامل 

بينما يتحدث العالم عن استعدادات لمواجهة 3 موجات متوقعة من حالات كوفيد، وسط توقعات قاتمة تشير إلى أن الصين قد تسجل أكثر من مليون وفاة بكورونا خلال 2023، يبدو أن خطة العمل التي تعتمدها وزارة الصحة عنوانها الغياب الشامل، إذ اكتفت الوزارة بنشر بعض البلاغات الأسبوعية المقتضبة والإعلام باجتماعات تنعقد في الوزارة حول كوفيد على صفحتها الرسمية، دون الحديث عن الإجراءات العملية المنبثقة عنها، مع غياب تام لأي تنقل ميداني لوزير الصحة إلى المستشفيات، وعدم برمجة أية ندوة صحفية أو نقطة إعلامية تفسّر فيها الوزارة حقيقة الوضع في تونس، ونعلن خلالها عن الاستعدادات والاستراتيجيات التي تم إعدادها لمواجهة الطوارئ الصحية خلال شتاء 2023.

فهل أنّ الوضع فعلا تحت السيطرة.. أم أن الوزارة تعمل بلا استراتيجية عمل؟!


بالشراكة مع صحافيون من أجل حقوق الإنسان/الشؤون الدولية كندا

إشراف عام خولة بوكريم