23/01/27
أعلنت المنظمة التونسية للأطباء الشبان اليوم الجمعة 27 جانفي 2023 ان فاجعة جدت مؤخرا بقسم طب الولدان بالمستشفى الجامعي بفطومة بورقيبة، حيث أقدمت طبيبة على القيام بمحاولة انتحار بالقسم خلال تأديتها لعملها بالفترة الصباحيّة. وبعد مزيد من التحقيق في حيثيات هذه الحادثة الكارثيّة، تبين أن الطبيبة تقدمت بعطلة مرضية من طرف الطبيب النفسي المباشر لحالتها، ولكن تم رفضها واجبار المعنية بالأمر على مباشرة مهامها بالقسم وذلك بتهديدها بعدم المصادقة على تربصها، ولم يكلّف رئيس القسم نفسه عناء التأكد من سلامتها النفسية وقدرتها على مباشرة العمل وفق ما ورد في البيان .
واعتبرت المنظمة التونسية للاطباء الشبان أن هذه الفاجعة لا تمثل سوى حدث من عدة أحداث مسكوت عنها في مستشفياتنا العموميّة، حيث يتعرض الأطباء الشبان يوميا الى ضغوطات نفسية قاسية تعود أسبابها الى اهتراء البنى التحتيّة للمستشفيات، نقص العامل البشري وتردي ظروف العمل وهو ما أسفر عن ارتفاع حاد لحالات الإرهاق النفسي وحالات الاكتئاب في صفوف الأطباء الشبان.
كما أشارت المنظمة في البيان إلى انه “أمام عدم احترام الصحة النفسية، رغم رفع العديد من السلط الاكاديمية لهذا الشعار، ومساومة كل طبيب شاب يطلق نداء استغاثة بتربصاته وتكوينه الأكاديمي، ” ادى الى تفاقم هذه الظاهرة وخطورتها على حياة الطبيب وحياة المريض على حد سواء.
ودعت المنظمة الاطباء الشبان، وزارة الصحة إلى فتح تحقيق حول رفض رئيس القسم تمكين الطبيبة من حقها في عطلة مرضية وتهديدها بعدم المصادقة على تربصها بقسم طب الولدان بمستشفى فطومة بورقيبة.
كما دعت السلط الأكاديمية لإيجاد طرق موضوعية للمصادقة على التربصات، حتى لا تخضع لمنطق التهديد ولاستغلال نفوذ بعض رؤساء الأقسام وفق تعبيرهم .
وطالبت مختلف المتداخلين من سلط إشراف، سلط أكاديمية ومنظمات المجتمع المدني لفتح ملف الصحة النفسية بطريقة جدية والبحث عن حلول فعالة من أجل الحد من تفاقم ظاهرة الاحتراق النفسي الوظيفي والاكتئاب في صفوف مهنيي الصحة.