24/07/04
قال رئيس الجمهورية الأسبق المنصف المرزوقي تعقيبا على إصدار الأمر المتعلق بدعوة الناخبين للانتخابات الرئاسية يوم الأحد 6 أكتوبر 2024، إن “هذه الانتخابات ستكون مرحلة مفصلية في تاريخ تونس الحديث، فإما أن تنهي الأزمة السياسية والاقتصادية والنفسية التي نتخبط فيها في ظل ‘الانقلاب’، أو أنها ستفاقمها وتؤدي إلى تفكك الدولة وتعفن المجتمع”.
واعتبر المرزوقي في مقطع فيديو نشره على صفحته الرسمية على الفيسبوك أنه يجب أن تتوفر 4 شروط “حتى تكون هذه الانتخابات فرصة لإنقاذ تونس، ووضعها على الطريق الصحيح لكي تخرج من هذه الأزمات المتعددة التي تهدد مستقبل البلاد”.
وبين المرزوقي أن الشرط الأول هو أن تشرف عليها لجنة مستقلة ومحايدة للانتخابات، أما الشرط الثاني هو أن يتم رفع اليد عن الإعلام حتى يكون جزءا من الحل، وليس من المشكل، متابعا “نحن بحاجة لإعلام حرّ كي يُمكّنَ جميع الأطراف من التعبير عن آرائها”، وفق قوله.
أما الشرط الثالث، وفق المرزوقي، هو “إطلاق سراح جميع المساجين السياسيين لتنقية المناخ، ورفع اليد عن كل الذين يريدون الترشح للانتخابات والابتعاد عن ملاحقتهم بقضايا مفبركة و مفتعلة، لأنه لا يمكن أن تكون هناك انتخابات في جو مشحون ومتعفّن كالذي نعيشه الآن، أما الشرط الرابع، والأهم، فهو أن تكون هناك محكمة دستورية تفصل في كل النزاعات، وتعطي كل ذي حق حقه”، وفق تعبيره.
وأضاف المرزقي أنه “إذا توفرت هذه الشروط فستكون لهذه الانتخابات معنى ووظيفة ويمكن أن تخرج البلاد من المأزق الذي تتخبط فيه لكن إذا لم تتوفر فستكون هذه الانتخابات عملية كاريكاتورية مشينة لكل من سيشارك فيها، لأنها عملية مغشوشة ستعيدنا إلى ما قبل الثورة”.
ودعا المرزوقي كل “القوى السياسية الحية التي لديها ضمير بالضغط خلال هذين الشهرين، بكل الوسائل من أجل توفر هذه الشروط”.
كما دعا المرزوقي القوى الديمقراطية الى الاتفاق عن مرشح وحيد وإذا لم يتم هذا الأمر، فعلى الأقل يجب أن يتم ذلك في حال هناك دور ثاني كي يكون المرشح الأوفر حظا لإعادة الديمقراطية متابعا “إذا لم تتوفر هذه الشروط، علينا أن ندخل في المقاطعة النشيطة ليس عن طريق البقاء في المنازل، بل عن طريق التظاهر يوم الانتخابات، والتوثيق لأنه لن تذهب إلا قلة قليلة من الناخبين للاقتراع، وتكون هناك متابعة حقيقية لهذه الانتخابات وعدم الاعتراف بشرعيتها لأنها ستكون كإنتخابات السيسي في مصر، وبن علي سابقا، ليتم في مرحلة ثانية هي عدم الاعتراف بهذه الانتخابات وتحمّل مسؤولياتنا في إعادة الثورة السلمية الديمقراطية، كما وقع في السابق”، وفق قوله.