24/07/25
توجه اليوم الخميس 25 جويلية 2024، رئيس الجمهورية قيس سعيد بكلمة إلى الشعب التونسي بمناسبة الذكرى 67 لعيد الجمهورية.
وجدّد سعيد العهد “مع الله ومعكم على مزيد البذل والعطاء حتى يبقى وطننا العزيز حرا مستقلا منيعا لا سيادة فيه إلا للشعب”.
وتابع “يضرب الشعب التونسي موعدا جديدا مع التاريخ في نفس هذا اليوم من سنة 2021 ليصحح مسار الثورة ومسار التاريخ بعد أن تم الانحراف بثورة 17 ديسمبر 2011”.
وأضاف “تحالف لصوص الأمس مع الذين ادعوا كذبا أنهم جاؤوا لتخليص البلاد من اللصوص وكانت النوايا هي ضرب وحدة الدولة ولا مجال مرة أخرى للمساس بوحدة الدولة”، مشيرا إلى أن عددا من الأحكام القانونية بما فيها الأحكام الدستورية، فضلا عن أنها وضعت بإيعاز من الخارج وبتدخل سافر منه وضعتها اللوبيات.
وذكّر رئيس الجمهورية “ومن لا يذكر كيف كانت ترفع الجلسات العامة للمجلس النيابي السابق لدقائق معدودات لتعود للاجتماع من جديد استجابة لطالب من خربوا في السابق البلاد من تحالف معهم ومن الذين عاثوا بدورهم في البلاد فسادا”.
وأردف “التقت أسراب الجراد بأسراب سبقتها وبأسراب تحالفت معها كانوا في الظاهر خصماء ولكن لم يكن أحد من أبناء شعبنا لا يعلم أنهم حلفاء”.
وأفاد رئيس الجمهورية أن ما حصل في تونس منذ سنة 2021 لم يحصل في أي بلاد أخرى لقد تم تنظيم استشارة وطنية تم على إثرها وضع دستور جديد تاريخه الرسمي هو تاريخ عيد الجمهورية وتم تنظيم انتخابات مجلس نواب الشعب قبل تنظيم انتخابات مجلس الجهات والأقاليم وسيتم تنظيم الانتخابات الرئاسية يوم 6 أكتوبر القادم.
وقال إنه إلى جانب هذه المحطات التي يتناساها الكثيرون حققت تونس بناء على اختباراتها الوطنية وبناء على اختيارات شعبها نتائج أفضل بكثير مما تحقق في السابق لأنه تم الاختيار على التعويل على الذات وتم رفض أي وصفات من الخارج من مؤسسات اعتقدت أنها وصية على تونس فتبا لأي تدخل خارجي كما تبت يدا أبي لهب.
وأكد السيطرة على نسبة التضخم، بناء على الاختيارات الوطنية، كما حقق الميزان التجاري فائضا إيجابيا إلى حدود أواخر شهر جوان من السنة الجارية والمخزون للعملة الأجنبية ارتفع إلى 113 مئة يوم وهو مرشح للارتفاع.
وشدد سعيد على أن “هذه المؤشرات لا تخفي حجم التحديات التي يجب علينا جميعا بالعمل أن نرفعها ونحن على يقين من أننا سنتخطاها ونتجاوزها”.
وأردف “إن الإرث ثقيل وحجم الخراب كبير وتفكيك شبكات الفساد ومحاسبة المفسدين والمجرمين وإعادة الحقوق المشروعة للبؤساء والمفقرين هي خيارات ستحقق بإذن الله تعالى فذلك ما يريده الشعب وسيحقق ما يريد”.
وأشار إلى أن ما يراه البعض بطئا هو في الحقيقة تأنّ وحرص على السلم داخل المجتمع وعلى الأمن القومي التونسي، مضيفا “الحمد الله أنه لم تسل قطرة دم واحدة كما دبّر لذلك من كان يمنّي نفسه بتفجير الدولة من الداخل باستثناء ضحايا العمليات الإرهابية”.
ومن بين أسباب التأني، التي ذكرها رئيس الجمهورية، تفكيك الشبكات التي تنظمت داخل عدد من مؤسسات الدولة وعطّلت السير الطبيعي لدواليبها.
وبخصوص القطع “المتعمّد” للماء والكهرباء ورفض تقديم أبسط الخدمات لمنظوري الإدارة، كما تحدّث عن “تعطيل ممنهج” لإنجاز عشرات المشاريع رغم أن الأموال المرصودة لها متوفرة.
وواصل رئيس الجمهورية أن هذا استغرق الكثير من الوقت فضلا عن الخيانات و”الارتماء في أحضان الصهيونية والانخراط في المحافل الماسونية في تونس وأعي جيدا ما أقول”.
وتابع سعيد خطابه قائلا “إن الوضع الذي نعيشه اليوم هو وضع غير مسبوق وضع صراع بين نظام سياسي جديد ومنظومة لم يقع تفكيكها بالكامل”.
وشدد على أن المرحلة القادمة “لن تتم إدارتها بشرعية أسقطها الشعب إنها جمهورية جديدة نبنيها لا مكان فيها للصوص ولا للخونة ولا للعملاء، الشعب التونسي يريد تقرير مصيره بنفسه”.